المظاليم يضربون الحكام

إذا كان البعض يخشى من سقوط قذائف أو انفجار سيارات وعبوات ناسفة على جموع الجمهور في مباريات الدوري العراقي لفرق الدرجة الممتازة فإن القائمين على مباريات دوري الدرجة الأولى ''المظاليم'' لايفكرون في هذه الأشياء التي باتوا يحسبونها ضمن القضاء والقدر بل إن خوفهم بات يتجسد في إثارة الشغب والعنف من قبل أحد الفريقين عندما تكون النتيجة التي ستنتهي اليها المباراة في غير صالحه أو الاعتراض على الحكم بطريقة قد تتجاوز النص أحيانا· وقال طارق أحمد رئيس لجنة الحكام في الاتحاد العراقي لكرة القدم إن أكثر من حكم في دوري الدرجة الأولى كان قد تعرض للضرب من قبل إدارات اندية او لاعبين وليس جمهورا لأن مباريات دوري المظاليم غالبا ماتكون خالية من الحضور الجماهيري· أضاف أنه كثيرا ما اضطرت لجنة الحكام الى فتح تحقيقات مع إدارات ولاعبين وحكام شاركوا في دوري الدرجة الاولى لأسباب مختلفة، أغلبها كان يمثل اعتداء على الحكام بسبب هدف مشكوك فيه أو ركلة جزاء رجحت كفة فريق على الآخر في المباراة· ولعل أغرب ماحدث في مشاهد دوري الدرجة الأولى لجوء لجنة الحكام الى الطلب من اللاعبين أداء قسم لمعرفة اللاعب المطرود في المباراة السابقة لعدم وضوح استمارة التحكيم الخاصة بالمباراة في معرفة اللاعب صاحب الكارت الأحمر· وكانت أحداث مباراة الكاظمية والمطافي التي قادها الحكم عبد الكاظم حسن من أكثر اللقاءات إثارة للجدل بعد أن اضطر الى اعلان نهايتها قبل سبع دقائق من اكتمالها بسبب ما شعربه من خطر يهدده مع الكادر المساعد، كما أن مشرف المباراة غادر الملعب من الشوط الأول دون إيضاح أسباب مغادرته وتركه للحكام يواجهون مصيرهم وسط فوضى لم يتحملها حكم المباراة فأوقفها· والغريب في الأمر أن لجنة الحكام في الاتحاد العراقي عاقبت الحكم عبد الكاظم حسن لأنه أنهى المباراة قبل انتهاء وقتها القانوني دون أن ينظر أحد في الأسباب التي دعته غلى ذلك· ويرى عضو لجنة الحكام والمسؤول الاعلامي فيها رعد سليم أن معاقبة لجنة الحكام للحكم عبد الكاظم حسن لأنه كان يجب عليه أن يوقف المباراة أولا قبل إنهائها برغم التهديد الذي يحيط بحكم المباراة لحظة اتخاذ قراره· وتعاني مباريات دوري فرق الدرجة الأولى من عدم توافر الأجواء الصحية لإقامتها فأغلب المباريات تقام دون تواجد قوة لرجال الحماية وغياب نقالة اللاعبين وسيارات الاسعاف فضلا عن كثافة المباريات التي تقام أسبوعيا في يوم واحد حيث تقام 12 مباراة مع عدم توافر الملاعب اللازمة لإقامة هذا العدد من المباريات التي غالبا ما تكون باعتراض مباشر من إدارات الاندية التي تمتلك الملاعب ولاترغب في إقامة مباريات دوري الدرجة الاولى في ملاعبها لأنها تريد إقامة وحدات تدريبية للاعبيها· وكثيرا ما تشهد مباريات دوري المظاليم مشاهد من العنف سواء بين اللاعبين انفسهم أو مع الحكام في ظل إقامة المباريات بعيدا عن كاميرات التلفزيون بعد أن غابت عنها التغطيات الصحفية وباتت تقام بطريقة شعبية·