فيصل النقبي (الفجيرة)
«التعادل الخاسر» كان العنوان الأبرز لمباراة اتحاد كلباء وبني ياس، فهذه النتيجة قد أبقت كل الحسابات مفتوحة على جميع الاحتمالات بين الفريقين المتنافسين للخروج من دوامة قاع ترتيب الدوري، فلم تحرك ساكناً في الصراع الشديد بينهما رغم حاجتهما الماسة للفوز.
وأدارت الجولة 23 ظهرها لـ«النمور» و«السماوي»، فقد حرم بديل «السماوي» الناجح جيان مندي بهدفه القاتل أصحاب الأرض من 3 نقاط كفيلة بخروجهم من نفق القاع المظلم إلى رحاب منطقة الدفء في جدول الترتيب ليظل الصراع ساخناً للبقاء حتى الجولات المقبلة المصيرية، ولم تشف النقطة غليل الفريقين، ورغم فرحة السماوي بالهدف القاتل في الثواني الأخيرة، إلا أن مسألة بقائه عملياً قد تعقدت كثيراً وتحتاج لحسبة صعبة وشائكة بذات الوقت، فلم يخرج من الجولتين السابقتين إلا بنقطتين فقط.
وعجز «النمور» عن تذوق الفوز للجولة الثامنة على التوالي منذ آخر فوز حققه الفريق خارج أرضه على الشباب برباعية نظيفة في 21 يناير الماضي، في الجولة 15 من الدوري ليصوم الفريق عن الفوز تماماً لقرابة 3 شهور كاملة في الجولات الماضية التي شهدت 3 حالات تعادل و5 خسائر كاملة.
وكذلك الحال بالنسبة لـ«السماوي»، الذي فقد فرحة الفوز منذ الجولة 19، عندما حقق الفوز على الظفرة بهدف نظيف منذ قرابة الشهرين، ولم يستطع الفوز في الجولات الأربع التالية حتى وصل إلى انتظار مصيره المحتوم في الجولات المقبلة، بوصفه أبرز المرشحين للهبوط من الفرق المتنافسة.
وبعد انتهاء المباراة، تباينت ردود الأفعال بين المدربين من حالة الغضب إلى حالة الارتياح المقرونة بقلة الحيلة، فمن طرف اتحاد كلباء، فقد بدت مشاعر الغضب على وجه الصربي جوران الذي قال في كلمات مقتضبة أثناء تعليقه على المباراة بأنه يشعر بالاستياء لنتيجة اللقاء لتفريط الفريق بثلاث نقاط مهمة.
وقال بحسرة «من الطبيعي أن نشعر جميعاً بالحزن العميق على ضياع نقطتين كُنَّا الأجدر بهما بعد أن سجل المنافس هدفاً في الثواني الأخيرة من المباراة».
وأضاف «هذه هي كرة القدم، وأحكامها، ونحن قدمنا مباراة جيدة خلال الشوط الثاني، وحتى أننا أضعنا مجموعة من الفرص خلال الشوط الأول الذي لم نقدم من خلاله المستوى المطلوب، وفي النهاية خرجنا بنقطة التعادل، وبالنسبة لنا فما زالت الكرة في ملعبنا لغاية الآن، فنحن نتحكم بمصيرنا ولدينا لقاء مهم أمام الإمارات في الجولة المقبلة وعلينا أن نتأهب له بشكل جيد وننسى ما حدث أمام بني ياس».
وأردف: «سنبدأ التجهيز للقاء الإمارات منذ هذه اللحظة لأنه اللقاء الأهم في مسيرتنا للبقاء في دوري الخليج العربي، ولا نفكر إلا بالفوز فقط، وهو الشيء الذي سيضمن لنا البقاء بشكل مؤكد في الدوري، وفي النهاية لدينا فرصتنا الكاملة وعلينا أن نخوض اللقاء القادم بكل قوة».
ودافع جوران عن قراره باستبدال سياو، حيث أكد أنه قد استبدل سياو قبل 3 دقائق من نهاية المباراة، حيث استنفد طاقته البدنية، وكان عليَّ أن أدخل أحد البدلاء لأجل أن أغلق المنطقة التي يلعب بها الظهير الأيمن، وبالنهاية فإن هذا التغيير لم يكن سبباً في التعادل لأن التعادل أتى من كرة لم نتوقعها وبتوقيت لا نستطيع أن نفعل حياله أي شيء.
وفي المعسكر الآخر، فإن علامات الارتياح لعدم الخسارة قد غطت ملامح العراقي عبدالوهاب عبدالقادر رغم اعترافه بصعوبات البقاء بعد أن خطف الفريق نقطة وحيدة رغم قدومه لكلباء من أجل النقاط الثلاث.
وقال إن الوضع يسوء جولة إثر جولة، والفريق في وضعية صعبة، رغم أنه لم يخسر في هذه المباراة.
واعترف عبدالقادر بأن فريقه لم يكن الطرف الأفضل خلال اللقاء، حيث أكد بأن القدرات الفنية للاعبي اتحاد كلباء أفضل من لاعبيه، ولذلك فقد كانت السيطرة أغلب الوقت للمنافسين على الكرة، لكن التعادل أمام فريق جيد مثل اتحاد كلباء أفضل من الخسارة خاصة في هذا التوقيت.
وأضاف «في مثل هذه المباريات من المهم ألا تخسر، ونحن ورغم الوضعية الصعبة للفريق يجب علينا عدم الاستسلام والقتال من أجل البقاء».
وأكد أنه قد غامر في الدفع بالبديل جيان مندي صاحب هدف التعادل القاتل، حيث قال إنها كانت مجازفة فنياً، حيث إننا قررنا الدفع باللاعب لتعزيز الناحية الهجومية، ورغم أن هذا التغيير قد ساهم في بعض المشكلات لنا في أرض الملعب وخاصة ابتعاد خطي الوسط والدفاع عن الهجوم إلا أن الهدف الذي سجلناه أدى لنجاح هذه المجازفة، وفي النهاية فإن قدرات فريقنا محدودة، ونحن نلعب بالمتاح لدينا، ونحاول أن نقدم الأفضل لتجاوز هذه المحنة الصعبة.
عدد اليوم
