السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإعلام المرئي.. بين سلاح التهويل وميثاق الشفافية

الإعلام المرئي.. بين سلاح التهويل وميثاق الشفافية
26 مايو 2016 00:06
أشرف جمعة (أبوظبي) إنسانية الإعلام لها دور كبير في نقل الأخبار بمنتهى المهنية والشفافية، خصوصاً أن للإعلام أهمية كبيرة في حياة جميع أفراد المجتمع الذين يتابعون عن كثب الأخبار التي أصبحت جزءاً من برنامج الحياة اليومي، لكن عرض بعض الأخبار بطريقة مسرحية يؤدي إلى شعور الكثير من التابعين بالصدمة، وهو ما يعرضهم لآلام حقيقية، إذن فدور الإعلام الإنساني يعلو على كل شيء، وهو ما يتوقف على أسلوب كل مذيع ومذيعة وسياسة بعض القنوات أيضاً، فالإعلام المرئي كما هو معروف وسيلة إلى نقل المعرفة ونقل الأخبار على أساس من الصحة ودون زيادة، ولابد من ملامسة جوانب العقل والمشاعر في المتلقي بشيء من الموضوعية حتى لا تتضخم هذه المشاعر داخل العقل بسبب تضخيم بعض الأخبار وتهويلها وهو ما يكون له تأثير سلبي في الذين يتابعون مثل هذه الأخبار، فهل من الممكن أن يكون الحديث عن موضوع ما في الإعلام المرئي بأسلوب حار أداة لبعض المذيعين في الشهرة وماذا عن هؤلاء الذين احترموا مواثق الإعلام ونقلوا الأخبار بأسلوب عفوي صادق يحترم مشاعر الجمهور المتلقي على اعتبار أن الإعلامي المرئي أكثر تأثيراً في النفوس. قيمة أعلى يقول الدكتور الصادق رابح عميد الإعلام في كلية الإمارات للتكنولوجيا أبوظبي: الإنسان جزء من هذا المجتمع وهو متلقٍّ بالدرجة الأولى لسوائل الإعلام بمختلف أنواعها وخصوصاً الإعلام المرئي لكونه يستحوذ على اهتمام الكثيرين من أفراد المجتمع، في حين نرى أن الكثير من الشباب انصرفوا نحو وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح تواصلهم مع وسائل الإعلام بوجه عام ضعيف، لكن تظل الرسالة الإعلامية بمحتواها الأخلاقي والإنساني هي القيمة الأعلى في ممارسة العمل المهني، ومن المفترض أن تتوافق مع طبيعة كل مجتمع فما يمكن عرضه عبر شاشات إعلامية في الغرب يصعب تسليط الضوء عليه بالكيفية نفسها في الشرق لكون كل مجتمع يتمتع بخصوصية معينة على الرغم من أن الوسيلة الإعلامية واحدة في كل من المنطقتين ومعنية بنقل الخبر. طريقة التناول ويشير رابح إلى أن هناك قوانين ملزمة في سياق العمل الإعلامي من المفروض أن تلتزم بها القنوات الإخبارية والمذيعين والمذيعات، فمقدم البرنامج لم يخلق الحدث لكونه موجوداً بالأساس، لكنه يستطيع من خلال الأسلوب وطريقة التناول وحركات الوجه والتعبير أن يجعله حدثاً كبيراً رغم أنه لا يتعدى كونه خبراً عادياً مثل تهويل حادث قتل أو عرض مشكلة قد لا تكون بالضخامة التي يتكلم بها الناقل الإخباري عبر الوسيط الإعلامي وهو ما يتطلب رقابة ذاتية بحيث لا تمثل الأخبار صدمة للمتابعين بقدر ما تعمل على إيصال رسالة ما. جذب المتلقي ويبين فاضل المنهالي (40 عاماً)، أنه متابع جيد لوسائل الإعلام المرئية على اعتبار أنها الأكثر تأثيراً في الملتقى وبخاصة القنوات الإخبارية مشيراً إلى أنه يتفاعل مع الكثير من هذه القنوات العربية، حيث إن بعضها يهول بعض الأخبار بصورة مبالغ فيها فضلاً عن أن هناك قنوات أخرى تحاول أن تقدم «شو إعلامي» على قضايا بسيطة بهدف جذب المتلقي وهناك قنوات تتميز بالمصداقية العالية وتراعي خصوصية المجتمعات. مشهد مؤثر وتلفت هناء علي الهاشمي (16 عاماً)، أنها من محبي متابعة الأخبار على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي جذبت المراهقين والشباب فإنها تتابع قنوات إخبارية كثيرة لكنها تشعر بالاكتئاب في كثير من الأحيان وربما تبكي عندما ترى مشهداً مؤثراً يعبر عن الأحداث العالمية، وتشير إلى أن نقل الأخبار بأسلوب غير مؤثر مطلوب لأن المتلقي يتأثر بصورة سريعة فضلاً عن أن لكل مجتمع خصوصيته. نقل الحقيقة ويرى عامر البدري أن لكل مذيع ومذيعة أسلوبه في عرض الخبر، وأن بعضهم يراعي مواثيق الإعلام غير أن فئة تعتمد على الإثارة في نقل الخبر. ويشير إلى أن هؤلاء لديهم أهداف معينة مثل زيادة عدد المشاهدين ومن ثم المتابعة المستمرة للمذيع والقناة، لكن ذلك يتعارض مع مثل الإعلام ودوره البالغ الأثر في نقل الحقيقة من دون «رتوش»، ويلفت إلى أنه يتابع أيضاً بعض القنوات الإخبارية الأجنبية، وهي لها خصوصيتها، ويتمنى أن لا يتم تقليدها في الشرق لأن لكل مجتمع خصوصيته وعاداته وتقاليده، وما يتوافق معه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©