النمرود لسلطان القاسمي تعرض في القاهرة

يغادر الليلة الفوج الأول من فريق عمل مسرحية ''النمرود'' ضمن جولة إلى الدول العربية ابتداءً بمصر لإعداد التحضيرات النهائية للعروض التي ستقدمها فرقة مسرح الشارقة الوطني بالمسرح القومي يومي 29 و30 من الشهر الجاري ويومي 2 و3 من يونيو المقبل بمسرح ''ليسيه الحرية '' بالإسكندرية· وتأتي هذه العروض تلبية لدعوة البيت الفني التابع لوزارة الثقافة في جمهورية مصر العربية بعرض مسرحية ''النمرود'' من تأليف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ومن إنتاج مسرح الشارقة الوطني· وجاء في بيان صحفي صادر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة أن الزيارة تمثل تعزيزاً لامتداد العلاقات الثقافية المتميزة بين دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ووزارة الثقافة في مصر، حيث سبق وأن استضافت القاهرة عروض مسرحيتي (عودة هولاكو بمسرح ساقية الصاوي) و(الإسكندر الأكبر في المسرح القومي بالقاهرة)· وستكون أول محطة لفرقة مسرح الشارقة الوطني في القاهرة ثم الإسكندرية، وبعدها إلى سوريا ولبنان والأردن ومنطقة المغرب العربي في تونس والجزائر والمغرب· ويأتي هذا العرض لمسرحية النمرود من الأهمية التاريخية والثقافية بالنظر إلى الراهن العربي، وحرص صاحب السمو حاكم الشارقة على أن ينتقل هذا العرض إلى مختلف الأقطار العربية· يذكر أن عرض ''النمرود'' يروي حكاية شخصية أسطورية تاريخية تدعي الربوبية وتتسيد على الشعب من خلال سياسة القمع والترهيب، وتصاب نتيجة الشعور بالسلطة بجنون العظمة وتحدي الألوهية، حيث تتسلط عليه مجموعة من البعوض تقضي على جيشه الذي كان يتأهب لنزال جيش آخر، إلا أنه يتفاجأ بأسراب البعوض التي تحول جيشه الى مجرد هياكل عظمية، ويبقى النمرود على قيد الحياة ليطالب الشعب بتخليصه من البعوض الذي دخل في خياشيمه وكاد يجن بسببه، مطالباً أفراد الشعب بأن يضربوه بالأحذية على رأسه لتنتهي هذه الأسطورة الموغلة في الجبروت والتسلط كأسوأ ما عرفته البشرية· تتيح الحكاية بطابعها الميثولوجي الكثير من الحرية للمخرج المنصف السويسي الذي يستثمر كثافة النص لمصلحة المشهدية من خلال العمل على المجاميع البشرية في غياب الكتل الديكورية الضخمة والتي استعاض عنها في بعض المشاهد بكتل متحركة· عرض ''النمرود'' يقدم نموذجاً لانهيار الحكم القائم على التعسف، مستمداً من القراءة المتأنية والواعية لتاريخ صعود وانهيار البنى السلطوية الطاغية، ما يشكل إدانة صارخة لجميع أشكال الاستبداد الماضية والراهنة، من خلال استخدام الشكل المسرحي الميثولوجي لتوصيل قراءة تاريخية سياسية وواقعية في آن معاً· تجدر الإشارة الى أن مسرحية النمرود لاقت نجاحاً كبيراً إبان عرضها خلال أيام الشارقة المسرحية بالشارقة في مارس ·2008