شكاوى من ارتفاع أسعار الأغنام الحية في رأس الخيمة

شكا مواطنون ومقيمون في إمارة رأس الخيمة من ارتفاع أسعار الأغنام الحية التي تزيد بوتيرة سريعة مترافقا مع ارتفاع أسعار اللحوم المجمدة المستوردة. من جهتهم، قال تجار في سوق المواشي برأس الخيمة إن العديد من العوامل ساهم خلال الفترة الماضية في ارتفاع أسعار الأغنام الحية بسوق رأس الخيمة، في مقدمتها حالة الغلاء التي تجتاح الأسواق الرئيسية للتصدير والرسوم العالية المفروضة على كل رأس يتم استيراده، إلى جانب ارتفاع تكلفة النقل والحجر البيطري وغيرها. وأكدت مصادر دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة أنها ستشرع خلال الفترة المقبلة بالتعاون مع دائرة البلدية في إنشاء مكتب بالسوق، تكون مهمته تنظيم عمليات البيع لضمان حقوق التجار وكذلك تنظيم المزاد، وضمان حقوق التجار والمستهلكين ومراقبة الأسعار خلال الموسم ووضع جدول يومي يشتمل على سعر الأغنام ونوعيتها ووزنها تسهيلاً على المستهلكين، إضافة إلى وضع آلية جديدة لعمليات البيع تضمن توفير احتياجات السوق المحلي أولاً قبل إعادة تصدير هذه الحيوانات إلى الدول المجاورة. ويشهد السوق انخفاضاً كبيراً في عدد التجار خلال هذه الفترة، حيث كان عددهم يبلغ العام الماضي 30 تاجراً، في حين يبلغ عددهم الآن 5 تجار فقط، وانخفضت الحظائر إلى 25 حظيرة، بعد أن كانت في حدود 100 العام الماضي. كما بلغ سعر التيس الهندي أمس 325 درهماً، فيما بلغ الخروف الهندي 600 درهم، في حين سجل الخروف الأسترالي 700 درهم والصومالي 350 درهماً، وبلغ سعر التيس العماني 400 درهم والخروف الباكستاني 600 درهم. وقال المواطن راشد محمد إنه يقوم شهرياً بشراء الأغنام الحية من السوق لذبحها وتناولها مع أبنائه الـ 13، ولكن ارتفاع الأسعار يفوق قدراته المادية، ما يضطره لشراء اللحوم المبردة المستوردة، لكن ارتفاع أسعار هذه الأخيرة يدفعه إلى هجران اللحوم الحمراء بشكل عام، مطالباً الجهات المعنية في الإمارة بالعمل على استقرار أسعار الأغنام الحية بما يتوافق مع أوضاع الأهالي. وقال الوافد العربي أحمد سالم إنه معتاد على شراء الأغنام الحية وذبحها بمعدل مرة واحدة شهرياً، ولكن مع الارتفاع السريع والمتنامي الذي يشهده سوق رأس الخيمة أصبح يحجم عن شراء الأغنام، مضيفاً أن الأسعار ارتفعت خلال 5 سنوات ما يزيد على 80%. وأكد تجار بيع الغنم في سوق الفلية برأس الخيمة التزامهم بالتعليمات التي تقررها وزارة الاقتصاد ودائرة التنمية الاقتصادية لتنظيم علميات البيع داخل السوق والحفاظ على حقوقهم. وطالب يعقوب الشحي تاجر بسوق رأس الخيمة للمواشي بتخفيض الرسوم المفروضة على كل دابة تدخل عبر ميناء الجير، وهي 11 درهماً لتكون متساوية مع الرسوم المفروضة في الإمارات المجاورة والتي لا تزيد على ثلاثة دراهم إلى جانب تقليل رسوم الحجر البيطري وإلغاء رسوم إعادة الفحص، وذلك للتخفيف من الأعباء التي يعانيها التجار خلال هذه الفترة التي تشهد انخفاض المبيعات وهروب التجار من السوق، لاعتماد التجار في الأسواق المجاورة على أسواق أخرى. ولفت الشحي إلى أن نقص الأغنام والماعز في بعض الأسواق الرئيسية التي كان الاعتماد عليها في السابق مثل السوق الإيراني، أدى إلى ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة، وهناك صعوبة في استيراد اللحوم الصومالية نظراً للظروف التي تمر بها الصومال. وقال عبد الله علي إن بعض التجار هجروا السوق بسبب الظروف الحالية وقلة الزبائن والتجار من الأسواق المجاورة، فمثل هذا التوقيت من العام الماضي كان يشهد استيراد حوالي عشرة آلاف رأس من الماشية يومياً، واليوم لا يتعدى العدد 500 رأس وهناك معاناة حقيقية بالنسبة للتجار الذين أصبحت عليهم أعباء كثيرة نتيجة لبعض الالتزامات، مثل إيجار المكاتب الذي أصبح إجبارياً وكذلك رواتب العمال، وطالب بضرورة وضع آلية لعملية البيع لضمان حقوق التجار الذين يتعرضون بين الحين والآخر لعمليات النصب والاحتيال من قبل بعض التجار الذين يماطلون أحياناً في دفع ما عليهم من التزامات، إضافة إلى تعرض البعض لعمليات نصب كبيرة وصلت في بعض الأحيان إلى 26 مليون درهم. وقال محمود عبد الكريم، تاجر أغنام، إن هناك عدداً من المشكلات يواجهها تجار الأغنام مثل غلاء الأسعار في البلدان المصدرة للمواشي، وضعف الإقبال الشرائي وعدم وجود السيولة لدى تجار التجزئة أو حتى تجار الجملة، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأعلاف. وأوضح أن أسعار الأعلاف ارتفعت بما يزيد على 45% والحشائش ارتفع سعرها من 15 درهماً إلى 22 درهماً، والتبن من 4,5 درهم إلى 9 دراهم، إلى جانب الرسوم المفروضة على عملية الاستيراد والتخليص، وكلها حينما تضاف إلى السعر النهائي تجعل هناك ارتفاعاً في الأسعار. وقال عارف إبراهيم إنه توقف عن الاستيراد تماماً منذ عيد الأضحى المبارك، حيث يعاني من قلة السيولة الناتجة عن عدم تحصيل قيمة مبيعاته الماضية وهو ما أثر بالسلب على معظم التجار.