الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أشقاء وأصدقاء وجيران

أشقاء وأصدقاء وجيران
20 مايو 2008 02:33
حين تتحول ذكرى اغتصاب فلسطين إلى مجرد ذكرى تستعاد مرة واحدة في العام، يكون الفكر العربي قد أثبت أنه احتفالي جداً· وحين تنمو الأجيال العربية ولا تعرف شيئاً عن نكسة ،1967 تكون الثقافة العربية قد هزمت شر هزيمة، وحين يسود السطحي والشكلي على الحياة العربية، يكون الإعلام العربي قد مارس فعل خيانة لم يسبق لها مثيل بين الشعوب التي حملت قضايا مصيرية· نتحدث عن الفكر العربي والثقافة العربية والإعلام العربي، مفترضين وجود قواسم مشتركة وهموم عامة تهجس بها هذه المؤسسات، على اختلاف توجهاتها وسياساتها وعقائدها، لكن وكما يبدو، صار لزاماً علينا مراجعة هذه (الفرضيات)، ليس من باب إلغائها والتراجع عنها، ولكن من باب نقدها، والقيام بعملية مكاشفة حقيقية، ومحاسبة لكل المجهودات التي قدمت في هذا السياق· إن البداية، كما أتصور، لن تكون من خلال المؤسسات، ولكن البداية الحقيقية يجب أن تكون مع الأفراد، ونظرة واقعية للأفراد، سنجد أنهم لا يختلفون في توجهاتهم عن المؤسسات، وعن سياسات الأنظمة، التي تعمل وبكل الوسائل على تحييد شعوبها عن الصراع الجوهري الكبير، باعتبار أنهم (أشقاء) قد يتحولون بفعل الهزائم والتراجعات إلى (أصدقاء)، ثم إلى (جيران)، وهكذا، سيكون الفكر الصهيوني قد حقق انتصاراً عجيباً على انتماء الفرد لقوميته ولقومه، وعلى التزام الدولة بثوابتها· إن جلسة واحدة تجمع ابن المشرق العربي مع ابن مغربه، ستميط اللثام عن فجوات لا تردمها سوى سنوات من التعبئة المكثفة، وحملات الوعي، لأنها ستكشف التباين الذي تعانيه السياسات الرسمية، التي تزرع الثقافة المحلية، ليس باعتبارها رافداً للثقافة العربية، ولكن باعتبارها ثقافة مستقلة· وما يزيد الطين بلة، هو التركيز المدروس على هذا الجانب، حتى باتت الحساسية مزدهرة بين شعوب الوطن الواحد، وأحياناً بين أفراد البلد الواحد· حين تحدث كوفي عنان عن العولمة، وثقافة العولمة، طالب الشعوب بأن تعزز من ثقافاتها المحلية، وفي طرح خطير كطرح العولمة، فإن الشعب العربي هو شعب واحد، يمكنه مواجهة العولمة بتنوع ثقافته وتناسقها وانسجامها، وليس بتحول المحليات إلى ثقافات مستقلة، تتصارع فيما بينها، وتتجاذب، وتختلف على أصغر القضايا· إن ما يحدث في الوطن العربي من تشرذم سياسي، يعود إلى أن السياسي لم يقم بجهد لتوحيد الثقافي والاجتماعي، المبني على آلية التفكير ونوعية الوعي وأهمية التكامل في مواجهة التحالفات، وبناء على هذا، أصبحنا شعوباً غير منتجة على الصعد الفكرية أو الفنية أو الاقتصادية أو السياسية، نمارس ردة الفعل لفترة وجيزة من الزمن، ثم ننام على كومة من المحن· قلنا إن البداية تبدأ بالفرد، ونعني به الجيل الصاعد، وهذا لا يتم إلا بمراجعة صادقة للمناهج التعليمية، فهل فكر وزراء التعليم العرب في وضع مناهج تعليمية موحدة؟
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©