الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مطالبات بتشديد الرقابة على شركات مكافحة الحشرات

مطالبات بتشديد الرقابة على شركات مكافحة الحشرات
19 ابريل 2010 01:30
عبر كثير من الأهالي عن قلقهم من التعرض لاختناقات أو وعكات صحية أو ربما لتسمم قد تنتهي بالوفاة، جراء استخدام بعض مبيدات مكافحة الحشرات في المنازل، خصوصاً بعد حادثة وفاة توأمي عجمان الأسبوع الماضي التي أثبتت أن وراءها استخدام مبيدات حشرية سامة وممنوعة، رشتها شركة خاصة في منزل مجاور للأسرة المنكوبة. وقال والد التوأم، الحسن علي بكر إنه فقد ابنيه في لحظات نتيجة خطأ غير مسؤول عنه وتسرب مواد سامة قامت الشركة برشها، مضيفاً أن المبيد الذي استخدمته الشركة أدى إلى تسمم واختناق طفليه سهيل وعلي ونجاة ثالثتهم حلا الذين يبلغون من العمر خمسة أشهر. وطالب الحسن بمحاسبة المقصرين والمهملين على أفعالهم، حتى لا يكون هناك أي تساهل أو إهمال من قبل تلك الشركات وتكرار لوقائع أليمة يكون فيها الأبرياء ضحايا لهم. وذكر محمد عبدالله الأمين، يقطن في إمارة الشارقة، أنه بات يخشى الأضرار التي قد تنتج عن الاستعانة بشركات مكافحة الحشرات في منزله لاستعمالها مبيدات أو أنواعاً لا يعلم أحد مدى الأضرار التي قد تنجم عنها. وأضاف أنه استعان مؤخراً بشركة لمكافحة الحشرات في منزله قبل بدء الصيف، وأنه قام بترك الشقة وزيارة أقرباء له طوال اليوم حرصاً على عدم تعرض أي من أفراد أسرته لمكروه أو استنشاق روائح قد تكون سامة أو تعرض الأطفال على وجه الخصوص، لبعض الأمراض التنفسية. وطالب بأن تضع الجهات المعنية شروطاً رادعة لتلك الشركات تضمن أماناً أكثر للأهالي خلال الاستعانة بها وخاصة أن هناك الكثيرين يلجأون إليها لنظافة منازلهم خلال تلك الفترة من الصيف لزيادة الحشرات فيها. تعليمات وإرشادات وأوضح المهندس محمد يونس، الذي يدير شركة لمكافحة الحشرات بالشارقة، أن على الشركات أن تلتزم بالأدوية التي يتم رشها في المنازل والشركات وعدم الإخلال بالشروط التي وضعت من قبل الجهات المعنية، كأن تقوم باستخدام دواء ممنوع للتخلص بصورة سريعة من الحشرات قد يؤذي الأشخاص ويتسبب لهم في اختناقات أو ضيق في التنفس أو قد يصل الأمر إلى تسمم يفضي إلى الموت. وأضاف أن على أصحاب شركات مكافحة الحشرات ألا يتركوا الأمر في أيدي أشخاص غير مسؤولين بأن يقوموا بالتلاعب في كميات الأدوية المستخدمة في الرش مما قد يتسبب في نتائج سيئة سواء بزيادة الكمية في إلحاق الأضرار بالآخرين أو بنقصانها في عدم إعطائها النتيجة المرجوة في المكافحة. وبيّن أن هناك بعض التعليمات والإرشادات وجب أن يوجهها الشخص الذي يقوم بعملية الرش للعميل بأن يتأكد من الأعمار السنية الموجودة في المكان وكذلك تعريفهم بالأضرار التي قد تنجم عن المادة المستخدمة سواء كانت عن طريق الرش أو مواد “جل” تلصق على الجدران والفترات التي يجب فيها ترك المنزل، (تتفاوت حسب المواد المستخدمة). تدخل سريع وقال الدكتور علي شبير، رئيس قسم الحوادث والطوارئ بمستشفى القاسمي، إن القسم يستقبل بعض الحالات التي ترد إليه تعرضوا لاستنشاق مبيدات حشرية تستخدم في المنازل، خصوصاً من الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مرتبطة بالتنفس كالربو والحساسية مثلاً، وأن المستشفى يقوم وعلى وجه السرعة بفحصها. وأضاف أن الطبيب المعالج يستقبل الحالة ويجري لها العديد من الفحوصات التي تتعلق بالنبض والضغط وقياس نسبة الأوكسجين في الجسم، وكذلك يتعامل مع الحالات التي قد تكون قد ابتلعت مادة من تلك المبيدات، وعليه يتم إعطاؤها الأدوية المناسبة مع كل حالة. ونصح شبير الأسر بضرورة أن يعطي الشخص كمية من الحليب أو مشتقاته حال تعرضه لمثل هذه الحالات، كما أن الطبيب المعالج يضعه لفترات تحت المراقبة للتأكد من أن آثار المواد المستنشقة قد زالت وأنه لا أضرار عليه لاحقاً. وبيّن أن تعرض بعض الحالات للوفاة من بعض المبيدات الحشرية قد ينجم عن قوة تلك المبيدات وعدم تحملها وخاصة لدى الأطفال مما يؤدي إلى توقف النبض واختناقات تفضي بهم للموت. شروط ومواصفات بدوره، أكد المهندس خالد معين الحوسني مدير إدارة الصحة العامة والبيئة في دائرة البلدية والتخطيط بعجمان، أن الدائرة وضعت عدة اشتراطات تضمن عملية مكافحة آفات الصحة العامة بحسب مواصفات ومقاييس الصحة والسلامة العامة، أهمها بأن تلتزم شركة المكافحة بتقديم قائمة بأسماء وأنواع المبيدات التي تريد استخدامها مرفق معها شهادة تسجيل صالحة صادرة من وزارة البيئة والمياه ونشرة المبيد الفنية الكاملة الصادرة من الشركة المصنعة. وذكر أن من بين الشروط أيضاً أن تحمل عبوات المبيدات البطاقات الكاملة المعلومات وموافقة وزارة البيئة والمياه عليها، وتشترط الدائرة على الشركة مراعاة التخزين الصحيح للمبيدات، وأن يكون ذلك في مستودع جيد التهوية وبه تكييف هواء يضمن له حرارة أقل من 20 درجة مئوية طيلة أيام السنة، ويجب حفظ المبيدات في عبواتها الأصلية ووضعها على رفوف نظيفة. كما يجب عدم استخدام أماكن تخزين المبيدات للنوم أو لأية أغراض آدمية أخرى، وعدم تخزين أي أغراض أو مواد أخرى فيها. وأشار إلى أنه يجب على كل شركة مختصة بالمكافحة، الاحتفاظ بسجلات تبين وقائع شراء وإتلاف المبيدات، وذلك لإطلاع مفتشي البلدية عليها عند الطلب، مشدداً على أن الدائرة تؤكد عليها ضرورة التخلص من مخلفات المبيدات المنسكبة والمبيدات منتهية الصلاحية والعبوات الفارغة بشكل آمن، وفق الإجراءات المنصوص عليها في لوائح البلدية. وبيّن أن الدائرة تحظر على الشركات القيام بأية عمليات مكافحة إلا بعد أخذ موافقة رسمية منها، حفاظاً على الأرواح البشرية، وخشية من أية أضرار قد تلحق بالجمهور نتيجة أساليب المكافحة السلبية والخاطئة غير المطابقة لشروط إدارة الصحة العامة والبيئة. ضبط المتهمين من جهته، أكد العميد علي علوان مدير عام شرطة عجمان أن التقارير الطبية وتقارير المختبر الجنائي في وفاة “توأمي عجمان” أثبتت أن سبب وفاة الطفلين يعود إلى المبيدات الحشرية التي رشتها الشركة في بيت العائلة النيجيرية المجاور للأسرة “المنكوبة”. وأشار إلى أن دور الجهات الأمنية ينصب في ضبط وإحضار المتهمين والتحقيق معهم وتحويلهم للجهات المعنية لاستكمال التحقيقات وكذلك تأمين الموقع لأخذ العينات المراد فحصها منه، للتأكد من كونها مادة سامة أو محظورة وكذلك أخذ عينات الدم للمتوفين أو المتضررين وتقديم التقارير للجهات المعنية، مؤكداً عدم التهاون أو التساهل في حياة المقصرين الذين يعرضوا أرواح الآخرين للخطر. وأفاد المستشار القانوني السيد عطية، يعمل بأحد المكاتب القانونية بدبي، أن قانون العقوبات الصادر بالقانون الاتحادي رقم 3 لسنة 1987، نص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبالغرامة التي لا تتجاوز عشرة آلاف درهم أو بإحدى العقوبتين من تسبب بخطئه في المساس بسلامة جسم غيره وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنتين والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا نشأ عن الجريمة عاهة مستديمة أو إذا وقعت الجريمة نتيجة لإخلال الجاني بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©