الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرازيل: «جوكا» أزمة «تامر» الأولى

26 مايو 2016 00:20
يمر القائم بأعمال الرئاسة الجديد في البرازيل «ميشال تامر» بحالة مزاجية سيئة، حيث تواجه إدارته أولى أزماتها السياسية مع تصاعد فضيحة الفساد التي ساعدت على إسقاط الرئيسة السابقة ديلما روسيف، ووصولها إلى دائرته الداخلية. فقد ظهر أبرز حليف لتامر ووزير المالية المعين حديثاً «روميرو جوكا» أمام الصحفيين يوم الاثنين لينكر مزاعم ظهرت في وقت سابق من اليوم، وتفيد بأنه كان يريد عرقلة التحقيق في فضيحة الفساد الكاسحة المعروفة باسم «غسيل السيارات»، وسينتظر «تامر» حتى يرى كيف استقبلت الصحافة والمجتمع تفسير «جوكا» قبل أن يقرر ما إذا كان يتعين عليه استبداله. ومن ناحية أخرى، مُنِيَ «الريال» البرازيلي بخسائر بين العملات الرئيسية، وتراجع مؤشر بورصة «ساو باولو» وسط قلق المستثمرين، بأن تعرقل الفضيحة جهود «تامر» لإنعاش الاقتصاد. وقال المحلل لوكاس دي أراجاو إن المزاعم التي جاءت قبل أقل من أسبوعين على تولي تامر الرئاسة، تحدث أضراراً بالغة لأنها تدور حول عمود من أعمدة فريقه الاقتصادي والمكلف باحتواء عجز الموازنة المتسع، والذي أدى إلى تآكل الثقة في البلاد. وأضاف «دي أراجو»، وهو شريك في شركة «أركو أدفايس» لإدارة المخاطر السياسية، إن «تامر بحاجة للتحرك سريعاً لاحتواء هذا». وقد اجتمع «تامر» و«جوكا» صباح يوم الاثنين الماضي لمناقشة هذه الادعاءات، بحسب ما ذكر «ويلينجتون مورييرا فرانكو»، أحد كبار مساعدي القائم بأعمال رئاسة البرازيل، والذي شارك في المباحثات. وأوضح «فرانكو» أن تامر سينتظر يوماً قبل أن يقرر ما إذا كان سيبقي على «جوكا» في الحكومة، وقد تحدث «تامر» إلى الصحافة صباح يوم الثلاثاء الماضي عن أول إجراءاته لدعم الموازنة، على الرغم من ضغوط المراسلين عليه لكي يتخذ قراراً. وقد فاجأت صحيفة «فولها دي ساو» القراء صباح يوم الإثنين عندما نشرت تسجيلات لمحادثات تمت في شهر مارس بين «جوكا»، عضو مجس الشيوخ في ذلك الوقت ومسؤول تنفيذي مرتبط بشركة بيتروباس للنفط المملوكة للدولة، وخلال النقاشات، قيل إن الوزير ذكر أن إقالة ديلما روسيف ستؤدي إلى تشكيل حكومة يمكن أن تحول دون مواصلة التحقيق في فضيحة غسيل السيارات. ولم ينكر «أنطونيو كارلوس دي ألميدا كاسترو»، محامي جوكا، أن هذه المحادثات تمت، لكنه أضاف أنه لم يرَ أي آثار جنائية، وقال الوزير إن تعليقاته أخذت من سياقها، وأنه لن يستقيل. وأضاف في معرض تعليقاته أمام المراسلين: «إنني لن أضر هذه الحكومة، إنني أشعر أنني أساعدها، وليس لديَّ ما أخاف من أجله». وقد تباينت آراء الخبراء السياسيين، حيث قال «أراجاو» ومحللون في شركة «إم سي إم» للاستشارات إن «تامر» ربما يكون بحاجة إلى التخلص من «جوكا» لحماية إدارته. إن المزاعم بأن «روسيف» كانت لينة فيما يتعلق بالفساد، وأن أعضاء حكومتها كانوا متورطين في فضيحة غسيل السيارات قد ألحقت الضرر بشعبيتها وأدت إلى احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة قبل التصويت على إقالتها، لكن الرئيسة السابقة لم تتهم إطلاقاً بالفساد. ومن جانبه، ذكر «ديفيد فليشر»، أستاذ فخري في العلوم السياسية في جامعة برازيليا، أنه ليس من الواضح ما الذي سيفعله القائم بأعمال الرئاسة، نظراً لأن جوكا لديه علاقات قوية مع عدد من المشرعين الذين سيساعدون على الموافقة على تشريعات حكومية بشأن الاقتصاد هذا العام. وأضاف: «هذا لا يبشر بالخير بالنسبة لتامر، وسيتعين عليه أن يقرر ما الذي يجب القيام به: أن يقلل من خسائره أو أن يبتسم ويتحملها». *كاتبتان متخصصتان في شؤون أميركا اللاتينية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©