الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فلسطينيون يبحثون عن لقمة العيش في مكب نفايات !

7 مارس 2011 00:34
بين التـلال المغطاة بأشجار السرو خارة بلدة يطا، قرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، يقع مكب نفايات كريه الرائحة يشكل مصدراً للرزق وحتى المبيت لعشرات الأولاد والرجال الذين يعتاشون عليه. لا يقطع الصمت في المنطقة المحاطة بأشجار الزيتون إلا صوت جرافة تغطي النفايات المفروزة بالرمل والتراب وصيحات العمال الذين يلتقطون النفايات ويجمعونها، وعدد كبير منهم أطفال. هناك تنتهي مخلفات الحياة اليومية للناس من بقايا الطعام والملابس القديمة والعلب المعدنية وقناني سوائل التنظيف وغيرها. وفي آخر التل المكون من طبقات النفايات المكدسة فوق بعضها والمغطاة بالرمال، تنتشر مساكن مؤقتة للعمال مصنوعة من ألواح خشبية ومغطاة بأكياس القمامة أو قطع قماش. ويعيش العديد من العمال في تلك الأكواخ خلال أيام الأسبوع، فهم ينامون فيها بدلاً من العودة يومياً إلى يطا، وهذا يعني استعدادهم لفرز أي نفايات تأتي بعد حلول الظلام. ومع أن العمل في فرز النفايات شاق ومتعب، فهو في الوقت ذاته أحد مصادر الرزق القليلة في الضفة الغربية التي تبلغ نسبة البطالة المعلنة فيها نحو 15,2%. وكان معظم الرجال البالغين من عمال المكب يعملون في إسرائيل في تسعينيات القرن الماضي، إلا أنهم وجدوا أنفسهم عاطلين بعد تعزيز الإجراءات الأمنية الإسرائيلية في بداية الانتفاضة الثانية ضد الاحتلال الإسرائيلي عام 2000. أما الأطفال، فيأتون للعمل بعد أن يتعطل آباؤهم أو يصبحون عاجزين عن إعالة عائلاتهم. وروى الفتى محمود نبهان “17 عاماً” ظروفهم قائلاً “كان أبي يعمل هنا، ولكنه وقع وأصيب في رجله ولم يعد قادراً على العمل. لذلك أخرجني من المدرسة وبدأت العمل في مكانه”. وأوضح “كان عمري 12 عاماً عندما أخرجني من المدرسة، ولكني لا أريد العودة إليها. أنا وأخي نكسب المال ونصرف على كل أُسرتنا”. ويغطي نبهان وأخوه البالغ من العمر 13 عاماً رأسيهما بكوفيتين للاحتماء من أشعة الشمس، كما يلفانهما حول وجهيهما لتخفيف حدة الرائحة الكريهة المحيطة بهما. ومع وصول الشاحنات المحملة باطنان من النفايات من القرى والبلدات الفلسطينية والمستوطنات الإسرائيلية المجاورة، يتراكض الأطفال ويتحلقون حولها عندما تلقي بحمولتها محاولين التقاط أكياس القمامة التي يعتقدون أنها قد تحتوي على مقتنيات ذات قيمة. وقد يسعف الحظ أحد المراهقين فيعثر على فرشة للنوم ويقبل عليها بسرعة لنزع الغطاء الخارجي والحشوة واستخراج هيكلها المعدني. وينكب الآخرون على تفتيش النفايات المنزلية ليفصلوا الأنواع المختلفة عن بعضها فيضعون العلب المعدنية في جانب والبلاستيكية في جانب آخر، والخشب في كوم ثالث. ويتم فصل المواد القيمة الممكن إعادة بيعها في السوق كالألمنيوم والبلاستيك والخشب وتؤخذ إلى مدينة الخليل، حيث تحولها المصانع إلى كتل لبيعها في إسرائيل والخارج. وذكر الفتى محمد ربيع “17 عاماً” أن لكل واحد منهم منطقة يضع فيها أغراضه ليبيعها وحده. وقال “لا يوجد مسؤول هنا، كلٌ يدير شؤونه بنفسه”. وأضاف أن هناك أشياء كثيرة لا تُعرض للبيع، موضحاً “أحياناً نعثر على ملابس جيدة فنقوم بغسلها والاحتفاظ بها لأنفسنا”. ويفتش أطفال في سن 10 أعوام أو 11 عاماً” بين كميات القمامة التي لا يتوقع العثور فيها على أشياء ذات قيمة. وذكر الطفل محمود طلب أنه بدأ العمل في المكب منذ ثلاثة أعوام بعد أن تُوفي والده وترك عائلته من دون معيل. وقال “أنام هنا كل ليلة وأعود إلى المنزل بين الفينة والأخرى”. وأضاف “أُفضِّل النفايات الإسرائيلية على العربية؛ لأنها تحتوي على كمية أكبر من المعادن وأنا بحاجة إلى المال الآن”. لكن محمود وغيره من الأطفال الذين يعملون وينامون في الموقع لا يحصلون سوى على 20 أو 30 شيكلاً إسرائيلياً “8 دولارات أميركية” في اليوم.
المصدر: يطا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©