الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مكانة الشيخ زايد خالدة في قلوب المصريين

مكانة الشيخ زايد خالدة في قلوب المصريين
24 مارس 2018 22:46
أحمد عبدالعزيز (أبوظبي) أكد السفير وائل جاد، سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، أن مواقف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باقية وحاضرة في ذاكرة الشعب المصري، وخالدة في وجدان المصريين، مشيراً إلى أن عام الشيخ زايد مناسبة مهمة لتجسيد رحلته الحافلة بالحكمة والبناء والحفاظ على قوة العلاقات العربية. وقال السفير جاد في حوار مع «الاتحاد» إن مصر لا تنسى مواقف المغفور له الشيخ زايد ومقولاته العديدة عن مصر والشعب المصري وتمسكه بتقوية العلاقات مع مصر، مؤكداً أن الشيخ زايد حاضر في وجدان المصريين. وأضاف: «نتذكر مقولات المغفور له عن دور مصر، وأن ما تقوم به مصر نحو الإمارات هو نقطة ماء في بحر مما قامت به نحو العرب، حيث عٌرف الشيخ زايد بعلاقته القوية بمصر، حيث ربط بين الإمارات ومصر بحبل وثيق من العلاقات، وتجلت هذه الروابط في حرب أكتوبر عام 1973 عندما دعم مصر في حربها ضد العدو، ومروراً بعلاقاته التاريخية مع رؤساء مصر بداية من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس السابق محمد حسني مبارك». زايد وناصر وأشار السفير المصري إلى أن الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بدأ العلاقات مع مصر منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، حيث جمع حلم الزعامة بين الرئيسين، ورفعا شعار «القومية العربية» و«ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعمار»، وكانت مصر أول من أيد تأسيس اتحاد دولة الإمارات التي أعلنت في عام 1971. ولفت إلى أنه لم تكن بعثات المهندسين والأطباء والمدرسين المصريين التي جاءت إلى أرض الإمارات، هجرة إلى بلاد النفط، حيث إنها بدأت في منتصف الخمسينيات أيام الرئيس عبدالناصر، أي قبل ظهور النفط، وإنما انطلاقاً من دور عروبي وإنساني، وأيضاً فتحت مصر ذراعيها لأبناء الإمارات الراغبين في العلم والخبرات. وعن المواقف التي تبناها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، قال السفير جاد: «إن في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وتحديداً بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي في 1967، أسهم الشيخ زايد نيابة عن شعب الإمارات في إعادة إعمار مدن قناة السويس (السويس، الإسماعيلية، وبورسعيد) والتي قد دمرت إثر العدوان، وعقب وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في سبتمبر 1970، حرص الشيخ زايد على زيارة ضريح جمال عبدالناصر مع أنور السادات، ولا يمكن أن ننسى زيارته إلى مدينة الإسماعيلية وافتتاح مدينة الشيخ زايد بعد حرب 1973». حرب أكتوبر وأضاف: «ومنذ اللحظة الأولى لحرب أكتوبر المجيدة عام 1973، كانت مواقف الشيخ زايد حاضرة لخدمة تحرير الأرض العربية ودعم أشقائه في مصر وسوريا لاستعادة الحق والكرامة، كما كانت للمغفور له مقولات جسدت مواقفه التاريخية، ومنها (عندما تبدأ المعركة مع إسرائيل، فسوف نغلق على الفور صنابير البترول، ولن نكون بعيدين عن أشقائنا أبداً).. كما أعلن الشيخ زايد خلال زيارته لبريطانيا، دعمه لمصر في حربها لاسترداد الأرض في حرب 1973». وقال: «تتوالى مقولات ومواقف الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وأبرزها مقولته (إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها، وإن النفط ليس بأغلى من الدماء العربية) ... (وإننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية النفط وأن نعود إلى أكل التمر)، وكل هذه المقولات جسدت المواقف التاريخية للمغفور له التي دعمت نصر جنودنا البواسل في حرب أكتوبر المجيدة». وأضاف: «لا ننسى أيضاً مواقف المغفور له بإذن الله الشيخ زايد عقب اتفاقية كامب ديفيد في سبتمبر عام 1978، حيث زادت ردود الفعل المعارضة لتلك الاتفاقية في بعض الدول العربية وصلت إلى حد المقاطعة لمصر، إلا أن موقف المغفور له الشيخ زايد كان مختلفاً عن أغلب الدول التي عارضت خطوة مصر نحو السلام، وحرص على إبقاء التواصل مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وقال مقولته الشهيرة (لا يمكن أن يكون للأمة العربية وجود من دون مصر، كما أن مصر لا يمكنها بأي حال أن تستغنى عن الأمة العربية)». وأشار إلى أن العلاقات بين مصر والإمارات تواصلت بعد رحيل الرئيس محمد أنور السادات، حيث ارتبط البلدان في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بعلاقات متينة، وتطورت بشكل لافت في تلك الفترة، وشهدت نمواً على مختلف الصعد، ولعل أهمها العلاقات التجارية، حيث تم توقيع عشرات الاتفاقيات التي نظمت التبادل التجاري، وجذبت مصر استثمارات إماراتية في مختلف القطاعات، فمنها في الزراعة والعقارات والخدمات البنكية والتكنولوجيا والاتصالات، إلى أن أصبحت دولة الإمارات من الدول التي لها استثمارات ضخمة في مصر لتؤكد قوة العلاقات والترابط بين البلدين، علاوة على مكانة دولة الإمارات في قلوب المصريين. وصية زايد وأكد أن العلاقات القوية بين البلدين استمرت في تطورها، وكان للمغفور له الشيخ زايد وصية قبل وفاته، قال فيها «نهضة مصر نهضة للعرب كلهم.. وأوصيت أبنائي بأن يكونوا دائماً إلى جانب مصر.. وهذه وصيتي، أكررها لهم أمامكم، فهذا هو الطريق لتحقيق العزة للعرب كلهم.. وإن مصر بالنسبة للعرب هي القلب، وإذا توقف القلب فلن تكتب للعرب حياة». وقال جاد إن مواقف دولة الإمارات وشعبها نابعة من حب الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي وقف بجانب أرض الكنانة في أوقات صنع البطولات ومعركة استرداد الحق والأرض، مضيفاً أن كل هذا التاريخ الحافل جعل من مصر والإمارات أشقاء، وأسهم أيضاً في تخلص مصر من جماعة الإخوان الإرهابية التي هددت أمن الشعب المصري بعد التوترات التي عصفت بمصر، وكانت هذه الجماعة الإرهابية سبباً رئيساً فيها بعد أحداث 25 يناير، ولكن إرادة الشعب المصري انتصرت، وعادت مصر إلى طريق الاستقرار والبناء مرة أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©