الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

طوارئ وأجواء مشحونة في المنازل خلال امتحانات الثاني عشر

20 مايو 2008 03:47
لم ينتظر زملاء فائق حسين محمود في العمل، تفسيراً آو تبريراً منه لحالة العبوس والإرهاق التي بدت واضحة على وجهه منذ أن بدأت امتحانات نهاية العام لطلبة المرحلة الثانوية -وهو المعروف لديهم بنشاطه وحيويته وحبه لعمله وخفة ظله- لأنهم يعلمون جيداً أن ابنتيه تدرسان بهذه المرحلة، ويقدرون حجم الضغوط التي يكابدها هذه الأيام، على حد قوله· يضيف فائق، من إحدى الجنسيات العربية، إنه يعيش وأسرته منذ بدء الامتحانات أجواء غير اعتيادية، موضحاً أن الأبناء أنفسهم هم الذين يخلقون تلك الأجواء المشحونة التي تؤثر كثيراً على إخوانهما الصغار· ويحمّل فائق، الذي يعمل بإحدى الهيئات الحكومية بالعين، إدارات المدارس المسؤولية عن زيادة حدة الضغوط التي تتحملها الأسرة التي لديها أبناء وبنات في المرحلة الثانوية لعدم توفير معلمين ومعلمات متمرسات من ذوي الكفاءة والخبرة خاصة في المواد الأساسية كالرياضيات، واللغة الإنجليزية، والفيزياء · التجربة ذاتها عايشها أحمد محمد عبدالغني ''من إحدى الجنسيات العربية'' أكثر من مرة، موضحاً أن ضغوط امتحانات الثانوية العامة تتفاوت من أسرة إلى أخرى بدرجة تتوقف على المستويات الثقافية المادية والاجتماعية للأسرة، ومستوى الطالب أولاً وأخيراً، فالطالب الممتاز يقلل كثيراً من حدة الضغوط الواقعة على الأسرة، لأنه لا يحتاج إلا لبعض الإرشاد والتوجيه· وفي كل الأحوال يبقى دور الأسرة نفسها خاصة الأبوين أساسياً، وفقاً لعبدالغني، فيجب ألايشعرا الأبناء بالخوف والرهبة من الامتحانات والمستقبل، وإنما عليهم إعطاؤهم الثقة في النفس ومساعدتهم على تنظيم الوقت وتهيئة كل الظروف المواتية لهم للدرس والتحصيل الجيد، والأهم من هذا كله هو غرس الثقة والإيمان العميق باللـــه · كما أن الأعباء المادية الكبيرة التي تتكبدها الأسر المواطنة والوافدة- خاصة محدودة الدخل نتيجة الدروس الخصوصية- تضاعف من الضغوط التي تقع الأسر هذه الأيام، بحسب خليل النجار موجه تربوي وولي أمر أحد الطلبة بالشهادة الثانوية، ويضيف أن هذه الدروس صارت تشمل كافة المواد العلمية الأساسية كالرياضيات، واللغة الإنجليزية، والكيمياء، والفيزياء، والأحياء، والجيولوجيا، مما يرهق ميزانية الأسرة · فإن الدروس الخصوصية صارت بمرور الوقت- بحسب خليل النجار- ''تقليعة'' لايستثنى منها أحد، فالطالب الممتاز، الجيد، والضعيف، جميعهم يلجأون للدروس الخصوصية التي تتراوح أسعارها بين ،100 ،150 200 درهــــم · غير أن الاستعداد الجيد للطالب والأسرة على حد سواء لموسم الامتحانات يخفف كثيراً من هذه الضغوط، وفقاً للمواطن عبدالله المهيري، مشيراً إلى أنها غالباً تنبع في الأساس من ملاحقة الطالب الذي لم يستعد جيداً حيث يجد نفسه محاصراً خلال فترة زمنية محدودة، مؤكداً الأسرة يجب أن تلعب الدور المحوري والأساسي في الأخذ بيد الطالب ومساعدته على تجاوز هذه المرحلة· ويطالب المهيري وزارة التربية والتعليم بضرورة زيادة عدد الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس نظراً لأهمية دورهم في تهيئة الطلبة وإعداهم لتجاوز هذه المرحلة، لافتاً إلى الأهمية القصوى للرعاية النفسية للطالب المواطن خلال المرحلة الإعدادية نظراً لحساسية تلك المرحلة وخصوصية مجتمع الإمارات حيث ترتفع نسبة الطلاق والزواج من أجنبيات، مما يستوجب معــــه مضاعفـــة الجهد من أجل تهيئــــة الطالب جيداً والأخذ بيده حتى يتجاوز هذه المرحلة· غير أن هذه الضغوط صارت طبيعية، فنحن في مجتمعاتنا العربية تربينا عليها على حد قول الدكتورة موزة السبوسي استشارية الطب النفسي بمستشفى العين الحكومي، موضحة أن الضغوط في هذه الأيام تعتبر منطقية، ولها ما يبررها نظراً لأن الأبناء الذين يدرسون بمرحلة الدراسة الثانوية على مشارف مرحلة جديدة ومفترق طرق يتحدد في ضوئة المستقبل· وتقول الدكتورة السبوسي إنه من الطبيعي أن تنعكس حالة الإرهاق والقلق لدى الأبناء في هذه المرحلة على الآباء، وهو ما يضاعف من حجم الضغوط التي تكابدها الأسر خلال فترة امتحانات الثانوية العامة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان البعض لأعصابهم وحدوث المزيد من التداعيات السلبية، غير أن الجوانب الدينية والروحية في مجتمعاتنا الإسلامية تلعب دوراً كبيراً في التخفيف من حدة هذه الضغوط وتجاوزها· وترى السبوسي أن التوجهات الجديدة لوزارة التربية والتعليم خاصة تلك التي تتعلق بنظام الامتحانات الجديد في المرحلة الثانوية- وهو نظام واقعي يأتي تمشياً مع التوجهات العالمية - من شأنه أن يخفف كثيراً من هذه الضغوطات، لأنه يقسم السنة الدراسية إلى تقويميْن دراسييْن، ويفسح المجال للطالب لتنمية مهاراته وقدراته والاعتماد أكثر على ذكائه
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©