الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دبا الحصن تحتفي بتراث الأجداد

دبا الحصن تحتفي بتراث الأجداد
19 ابريل 2010 21:21
عاشت مدينة دبا الحصن على مدى 5 أيام متكاملة مع التراث الأصيل الذي الأسبوع الماضي ضمن مهرجان الشارقة للتراث. وأبدعت هذه المدينة المقيمة على شواطئ البحر منذ الزمن البعيد في اختيار فنون وحرف أهل البر والبحر وجمعتها تحت سقف القرية التراثية المقامة على الكورنيش. «الاتحاد» تجولت في القرية وسجلت بالكلمة والصورة أهم فعاليات القرية والتي رسخت مظاهر الحياة القديمة لأهل الإمارات، ابتداء من الفنون والتشكيلات الشعبية وفي مقدمتها الرزفة واليولو والوهاو والعارضة والصقارة و ركوب الخيل والإبل مرورا على الأمهات اللاتي أبرعن في فن التلي والتطريز والطهي على الطريقة التقليدية حيث خبز التنور والهريس وأصناف أخرى من المأكولات الشعبية. كما شملت فعاليات القرية مظاهر الحياة البحرية من الغوص للبحث عن اللؤلؤ وصيد الأسماك وصنع المالح ووسائل الصيد من شباك و قراقير. كما شملت القرية معالم البيئة البدوية والجبلية من خلال بناء مجسمات كبيرة لبيوت الحجر والطين ووسائل نقل المياه من القرب والسعون، فضلا عن سكن أهل الساحل والمكون من العريش والكريين والبيئة الزراعية وأهم أدواتها من المسحاة والحابول و العنتلة والمنفضة والقفير والداس والملكدة والفأس واليبان والمخرافة والمسطاح والخصف واليراب وكلها مسميات لأدوات تستخدم في البيئة الزراعية. بالإضافة إلى إحضار بعض أجزاء رئيسية من مكونات عريش القيظ و أهمها الدعن والردة والسيم. ولم تكتف القرية التراثية بعرض ماضي الأجداد، بل نظمت مسابقات تراثية حتى يستفيد الزائر من المعلومات القيمة التي تركز في الأساس على المهن والحرف القديمة، وأهم المسميات والوسائل التي كان يستخدمها الأولون سواء على مستوى البيئة البحرية أو الزراعية أو الجبلية مما أضفى جوا من التنافس بين الحضور. والزائر للقرية لا يشعر بالملل نظرا لكثرة الفعاليات ففرقة الظهوريين للرزيف تقوم بأداء فن الوهاو وما يندرج تحته من فن السيرح والذي يبدأ توقيت أدائه قبل بزوغ الشمس وحتى الساعة 11 ثم يبدأ وقت الصادر حتى الساعة 1 ظهرا وبعد وجبة الغداء التي يقيمها العرسان للمشاركين في أعراس زمان أول يبدأ فن الرواح ويستمر حتى وقت صلاة العصر. ويؤدى فن الوهاو الشعبي بإقامة صف يضم ما بين 9 إلى 13 رجلاً يكونون من الماهرين في ضرب الطبول، وكان النساء في الماضي و هن بكامل زينتهن وحشمتهن يصطففن في الجهة المقابلة للطبول. وهذا الفن تتميز به قبيلة الظهوريين في دبا ورؤوس الجبال منذ القدم، وقد بدأ يتوارى نظرا لانتقال حفلات الأعراس إلى القاعات وتغير مظاهر الاحتفال بالزفاف. و بعد صلاة العصر يتجمع الرجال لأداء الرزيف حيث يصطف أكثر من 20 إلى 25 في صفين متقابلين في وسطهم حاملين الطبول، ومن أهم ما يرددوه في هذه الرزفة (طيارة ترمي قنابل ترميها فبر السواحل) (الإسلام دين السلام نشره سيد الأنام محمد بن عبدالله يمشي في حفظ الله). وبعد تناول وجبة العشاء يدخل وقت أداء فن السيري ويستمر حتى وقت متأخر من الليل، وهو نفس مستوى أداء الرواح والصادر. اما فن العارضة فهو من الفنون القديمة حيث تتجمع القبائل وهي في طريقها إلى إقامة الاحتفال في المنطقة أو المكان الذي يقام فيه العرس. حيث تتجه كل طائفة أو قبيلة حسب قربها من مكان إقامة العرس فالأولوية للأقرب. وهكذا تتجمع جميع القبائل المدعوة للعرس وتقوم القبيلة المنظمة للعرس باستقبال هذه القبائل بخروج معظم أهل المنطقة والقرية لاستقبال هذه القبائل وهم يرددون كلمات مرحبة بالقبائل القادمة إليهم، ومن أهم ما عرف عنهم قولهم (وعمومتي أهل الفريج ذاك و يسددوا بين الطوايف وسلاحهم صمع وميازر وما شفت عليهم وصايف). أما فن التطريحة الذي يكاد أن يندثر الآن فهو الاحتفال بالعروس ليلة الحنا، حيث تتجمع النساء في بيت العروس ويرددن مع ضرب الطبول عبارات شعرية (محلا الحنا في كفوف العروسة يوم يتمخطر على الزل ويدوس، وهذا المعرس امخضب كفوفه محجوب عن عين الغريب اتشوفه). وعندما تحين زفة المعرس تصطف القبائل خلفه وهم يرددون (هذا المعرس اتقدم ولبس بشته، وراه القبايل صف، زايد من هيبته). وتم تتويج هذا الكرنفال الثقافي الكبير بالأوبريت الوطني والمستوحى من تاريخ دبا العريق، وهو من إعداد و إخراج محمد رشود وتأليف الشاعر راسد المساي وقدمتها كوكبة من مدارس دبا الحصن وعنوانها (محلى زمانج يا دبا) وتقول مقدمة هذا العمل الفني (هذي دبا وما اخيرها وما اسخاها على الغريب، ينكب وادي لحجرها من زعفران وطيب). و نختم بأهمية المحافظة على تراث الآباء و الأجداد ونتذكر بكل فخر و اعتزاز مقولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهو المعلم والمؤسس والباني والمحب للتراث، عندما قال (الذي ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل).
المصدر: دبا الحصن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©