السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رئيس بلدية أريحا يدعو العرب إلى الاستثمار في مدينة القمر

رئيس بلدية أريحا يدعو العرب إلى الاستثمار في مدينة القمر
19 ابريل 2010 21:24
ترأس حسن صالح بلدية أريحا، أقدم مدينة قطنها البشر قبل نحو عشرة آلاف عام، واكتسب من خلال مشواره النضالي والسياسي زخماً مكنه من كسب قلوب سكان أريحا فجددوا له البيعة ليكون رئيس أول مجلس بلدي منتخب. تحدث صالح في لقائه مع “الاتحاد” لدى زيارته العاصمة أبوظبي عن الأهمية التاريخية والأثرية للمدينة، لافتاً إلى أنها تضم 113 موقعاً أثرياً، أهمها موقع “المغطس” على نهر الأردن. يعتبر رئيس بلدية أريحا حسن صالح، كما يراه مؤيدو سياسته ومحبوه، نموذجاً يحتذى به لرؤساء البلديات في فلسطين والعالم العربي، بل وفي العالم كله، فثقافته وخبرته لا تقتصران على مجال المحاماة، التي درسها وتعلّمها في الجامعة، وحسب، وإنما تتعداهما إلى مجالات أخرى كثيرة تشمل السياسة والعلاقات الدولية والتاريخ وغيرها، اكتسبها صالح من خلال مشواره النضالي والسياسي في الشتات، قبل توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، وداخل الأراضي الفلسطينية بعد عودته إليها مع السلطة عام 1994. خبرة صالح، ابن أريحا، أهلته لإدارة دفة المدينة في العام نفسه الذي عاد فيه إليها، إذ عينته السلطة الفلسطينية لرئاسة البلدية وإدارة شؤونها كافة والعمل على تطويرها، وقاده تفانيه وذكاؤه في إدارة شؤون البلدية إلى كسب قلوب الأهالي الذين انتخبوه في أول مجلس بلدي منتخب من قبل الشعب قبل أربع سنوات. مدينة القمر خلال زيارته للعاصمة أبوظبي، والتي لبى فيها دعوة السفارة الفلسطينية واللجنة الاجتماعية “البيارة” من أجل تكريم مدينة أريحا بمناسبة مرور 10 آلاف عام على إنشائها، التقته “الاتحاد” في حوار تحدث فيه عن تاريخ المدينة وحاضرها، ومستقبلها المأمول، مشيراً إلى أن مساحة مدينة أريحا تبلغ حوالي 50 كم مربع، ويقطنها 40 ألف نسمة. ويؤكد صالح، وهو نائب رئيس اتحاد البلديات في فلسطين، إلى أن مدينة أريحا هي أول مستوطنة بشرية عرفها الإنسان قبل 10 آلاف سنة، وأثبتت الحفريات في تل السلطان شمال أريحا هذه الحقيقة. وتعني مدينة أريحا، باللغة الكنعانية القديمة، مدينة القمر، وأحد أسمائها “السيسبان”، وهو نوع من أنواع الورود القديمة، ويذكر التاريخ أنه نظراً لجمال المدينة، فقد قدمها ملك الرومان أنطونيو هدية إلى كليوبترا، ملكة مصر، كهدية حب ومهر للزواج. وتمتاز المدينة بعدة مزايا، وفق صالح، فهي المدينة الأثرية والسياحية، وهي بحكم موقعها المنخفض عن سطح البحر ومناخها الحار المشتي الأفضل في البلاد، لذلك تنشط السياحة الشتوية فيها، حيث يزورها مليون وربع المليون فلسطيني سنوياً، بالإضافة إلى مليون سائح أجنبي خلال العام، كما أنها مدينة حدودية، فهي معبر الفلسطينيين إلى الخارج، وهي المنفذ الوحيد لأهل القدس الذين يعانون وجود الاحتلال الإسرائيلي. ومن ميزات مدينة أريحا، أنها سلّة غذاء فلسطين، فهي المنطقة الزراعية الأولى، وفيها تتم زراعة مختلف الخضراوات والفواكه التي تستفيد من المناخ بالقطاف المبكر، كما أنها نوعيات جيدة جداً نظراً لكثافة كمية الأوكسجين داخلها بسبب انخفاض المنطقة عن سطح البحر، وكذلك لطبيعة المياه التي ترويها، وهي مياه عين السلطان التي تستخدم للشرب والريّ، وهي مياه ثابتة طوال العام، وقد تحول نبع عين السلطان إلى مكان سياحي يزوره يومياً آلاف السياح. ويتابع صالح، أن المدينة تمتاز بكونها المكان الذي يمكن أن يستوعب الديموغرافيا البشرية للسكان؛ لأن المنطقة قليلة بعدد السكان، ورغم ذلك تمثل مساحة ربع الضفة الغربية. مواقع أثرية هنالك عدد كبير من المواقع الأثرية التي تؤكد عمق تاريخ المدينة، بحسب صالح، يبلغ عددها حوالي 113 موقعاً أثرياً، من أهمها موقع “المغطس” في نهر الأردن، والذي تعمدّ فيه المسيح عيسى عليه السلام، غير أنه الآن تحت الاحتلال الإسرائيلي، ولا يسمح بدخوله سوى لرجال الدين المسيحي. كما يوجد في المدينة موقع جبل “قرنطل” أو التجربة، وهو المكان الذي هرب إليه المسيح عليه السلام، عندما حاول الشيطان ثنيه عن الدعوة إلى المسيحية، وهناك على قمة الجبل جرى الحوار الشهير بين المسيح والشيطان، الذي وعد المسيح بتحويل الجبل إلى كومة من الخبز مقابل أن يرتد عن الدعوة، وهنا ردّ عليه عليه السلام بعبارته الشهيرة: “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان”. وهناك، على قمة الجبل أيضاً، صام المسيح 40 يوماً، ومنها جاءت الفريضة المسيحية بالصوم، وانهزم الشيطان أمام قوة إيمان السيد المسيح. ومن بين المواقع الأكثر شهرة في مدينة أريحا، يلفت صالح، إلى موقع شجرة “زكّا العشّار”، أي شجرة “الجمّيز”، وهي شجرة يبلغ عمرها 2000 سنة، بقربها تمّت معجزة الله على يد سيدنا عيسى عليه السلام، حيث أعاد البصر لاثنين من العميان، وبعد ذلك تجمّع حوله أهالي المدينة لإعلان إيمانهم، وكان من بين الجمهور “زكّا العشّار”، وهو جامع الضرائب في المدينة، وكان رجلاً قصيراً منبوذاً من الناس، فتسلق الشجرة ليرى السيّد المسيح، ومن فوقها خاطبه ودعاه إلى المبيت في بيته، لكن أهل المدينة احتجوا على ذلك، وأراد المسيح عليه السلام أن يرضي الطرفان ويؤلف بينهما فاشترط على جامع الضرائب التبرع بماله لأهل المدينة، مقابل تحقيق رغبته في المبيت عنده، ووافق “زكّا العشّار” على ذلك وبات المسيح في منزله ليلة، ومنذ ذلك الوقت سميت الشجرة باسم “زكّا العشّار” وخلدها التاريخ، كما خلّد منزله وقبره اللذان يوجدا في المدينة حتى الآن. إلى ذلك، يشير صالح إلى موقع مدينة “هيرودوت” والتي تقع غرب المدينة، بالإضافة إلى موقع كنيسة “سان جورج” وتقع في “وادي القلط”، فيها توجد جثتان لراهبين محنطتان وما زالا بهيئتيهما منذ ألفي عام. هذا بالنسبة للمواقع المسيحية الشهيرة، أما بالنسبة للمواقع التاريخية الإسلامية، فيوضح أن من أهمها قصر هشام عبد الملك، ويقال إن الخليفة الأموي هو من بناه، وذلك لاستخدامه في فصل الشتاء، وفق أحدث المعايير الهندسية الإسلامية، ويحتوي القصر على عدة منازل وقاعات كبيرة ومسجد، وفي داخل أحد الحمامات توجد شجرة الحياة “الخشخاش”. ويبين صالح أن هزة أرضية دمرت القصر، غير أنه يجري الآن العمل على ترميمه من قبل وزارة الآثار والسياحة الفلسطينية من جهة وبمساعدة وكالة التعاون الأميركية وخبراء آثار إيطاليين. هذا وسيقوم وفد قادم من مدينة “ليون” الفرنسية المتوأمة مع أريحا بإضاءة هذا الموقع، خلال الأسابيع القليلة المقبلة لإحياء ذكرى تأسيس المدينة. ومن المواقع السياحية المهمة، وفق صالح، البحر الميت، والذي تملك السلطة الفلسطينية منه، بحسب الاتفاقيات الدولية المبرمة، مسافة 17 كم مربع على الشاطئ الغربي منه، ويمتاز البحر بانخفاضه عن سطح البحر 417 متراً، وهو أكثر البقع انخفاضاً في العالم. علاقات توأمة يلفت رئيس بلدية أريحا حسن صالح إلى تطورات كبيرة في مجال العلاقات الدولية قد أقامتها المدينة مؤخراً لتحصل من خلالها على اتفاقيات “توأمة” مع العديد من المدن العالمية في أوروبا وأميركا اللاتينية، ففي إيطاليا أقامت علاقة توأمة مع مدينة “بيزا” ومدينة “أليزاندريا”، و”سان جيوفاني باندرانو” وكذلك مع مدينة “نابولي”، و”هيركلانو”، أما في إسبانيا فعلاقة توأمة مع “برشلونة”، وفي فرنسا مع مدينة “ليون نانت”، بالإضافة إلى توأمات أخرى مع مدن يونانية وبرازيلية وأرجنتينية وروسية وألمانية، موضحاً أن أغلب هذه العلاقات نتج عنها وجود في مدينة أريحا، مثل الحديقة الإسبانية التي أقامتها مدينة “برشلونة”، وهي حديقة عائلية ضخمة تحتوي على ألعاب ومطاعم وأشجار، بالإضافة إلى السوق الألماني الذي أقامته مدينة “فيس بادن” الألمانية ويحتوي على العديد من المحال التجارية. في هذا الإطار، يقول صالح: “ناشد المدن العربية من خلال بلدياتها ومن خلال منظمة المدن العربية الوجود في المدن الفلسطينية ومنها أريحا؛ لأن ذلك يساعد الفلسطيني على البقاء في وطنه باعتبار ذلك من المهمات الأولى للبقاء في الأرض ومواجهة الهجمة الاحتلالية الإسرائيلية، لا سيما أن الظروف الآن تشجع على ذلك، فقد شهدت الأراضي الفلسطينية جهوداً هائلة للبناء، حيث إن معدل النمو فيها تجاوز 9% السنة الماضية، كما أقيمت الطرق ووسائل الاتصال، خاصة في مدينة أريحا التي شهدت حركة تطور وعمران كبيرة تشرف عليها الحكومة اليابانية والوكالة الأميركية للتنمية، لذلك نتوجه إلى المستثمرين العرب للاستثمار السياحي الاقتصادي والديني والأثري على الاستثمار في أريحا، ودلّت التجربة في العامين الأخيرين على إمكانية النجاح والربح، لذلك نأمل من المستثمرين المجيء والاستثمار بكل ما يعنيه ذلك من بعد وطني ونضالي واستثماري”. ويضيف صالح: “هنالك العديد من السلع التي يمكن للمدينة تصديرها إلى الأسواق الخارجية، بعد تجاوز المعوقات الإسرائيلية، مثل الخضراوات والفواكه والأعشاب الطبية والتمور، ومن أشهرها (المجول) والذي يمتاز بكبر الحبة، وطيب المذاق، وبالإمكان تصدير هذه البضاعة إلى الأسواق العربية كما كان يجري قبل عام 1967حين كانت تصدر إلى أسواق الدول العربية كافة بما فيها أسواق الخليج”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©