قام وفد كوري جنوبي، ضم مسؤولين ورجال أعمال، بزيارة عدد من المؤسسات الحكومية في إمارة أبوظبي أمس، لبحث أوجه التعاون وتبادل الخبرات في إطار العلاقات القوية التي تربط حكومتي أبوظبي وكوريا الجنوبية على مختلف الصعد.
وضم الوفد الذي ترأسه بارك وون سون عمدة العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول، عدداً من المسؤولين ورجال الأعمال، والدكتور كوون تاه كيون سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى الدولة، وصن شنغا مستشار العلاقات الدولية في السفارة الكورية بأبوظبي.
وزار الوفد الكوري مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني ومركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات، وبحث مجالات التعاون المشترك وتبادل الخبرات والمعارف في قطاعي التطوير الحضري، وتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وبحث الوفد بمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني مع فلاح الأحبابي مدير عام المجلس، سبل تعزيز المرتكزات القوية التي تتمتع بها كل من أبوظبي وسيؤول والاستفادة منها، واغتنام الفرص المتاحة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات التي تواجه عملية التطوير الحضري وآلية التعامل معها، بهدف إرساء مدن ومجتمعات تلبي متطلبات القرن الحادي والعشرين على أكمل وجه.
وأكد الأحبابي أن رؤية حكومة أبوظبي الرشيدة في التخطيط للمستقبل واستشراف التحديات المحتملة، تسهم في الاستفادة من الفرص المتاحة والتعامل مع التحديات المستقبلية والتغلب عليها، من خلال خطط التطوير الاستراتيجية التي تضع في الاعتبار الوفاء بالمتطلبات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية، حاضراً ومستقبلاً.
وشدد على أهمية هذه اللقاءات والاجتماعات التي تلقي الضوء على أواصر العلاقات القوية والتعاون المثمر والبناء بين أبوظبي وكوريا، وحرص الحكومتين على تعزيز هذه العلاقات في جميع المجالات، خاصة في التطوير الحضري من خلال تبادل المعرفة والاستفادة من التجارب والخبرات في هذا المجال، وأهمية العمل على تحقيق رؤى الجانبين في مجال تطوير مدن ومجتمعات مستدامة متكاملة للأجيال القادمة.
وأكد بارك وون سوون محافظ مدينة سيؤول، أن مثل هذه اللقاءات تتيح للجانبين تبادل الرؤى والتجارب المتعلقة بالتخطيط الحضري، والتعرف عن كثب إلى ما تم تحقيقه.
وأبدى إعجابه بمفهوم “المجتمعات الحضرية المستدامة” التي يعمل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني على تطويرها، بهدف إرساء مستقبل واعد للأجيال القادمة تكون الاستدامة المرتكز الأساسي لها.
واطلع الوفد الكوري على بعض المشاريع المستدامة التي تقوم إمارة أبوظبي بتطويرها، وكذلك مناقشة واستعراض ما تم تحقيقه في أعقاب مذكرة التفاهم التي وقعها مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني مع وزارة شؤون الأراضي والنقل والبحرية في كوريا في شهر يونيو العام الماضي.
وتم خلال الاجتماع أيضاً مناقشة قضايا الاستدامة وأهمية وضع الخطط والبرامج الكفيلة بتعزيز مفاهيم الاستدامة في كل من أبوظبي وسيؤول، والبحث في خطط وأطر عمل إقامة مجتمعات مستدامة في كلتا المدينتين.
وتعرف الوفد الزائر إلى دور عملية التخطيط الحضري وأهميتها في دعم عملية التنوع الاقتصادي التي تتطلع حكومة أبوظبي إلى تحقيقها، وفقاً لرؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، من خلال تعزيز اقتصاد أبوظبي والتخطيط للوفاء بالاحتياجات المستقبلية.
وأشاد كوون تاه كيون السفير الكوري لدى الدولة برؤية أبوظبي 2030، مؤكداً أنها وضعت الأساسات لإرساء خطط عمرانية ستشكل معياراً على صعيد المنطقة، خاصة أن أطر عمل هذه الخطط تأخذ في الاعتبار التنوع الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والبيئي للإمارة، وأهمية الحفاظ عليها وإثرائها.
ولفت إلى أن التعاون ما بين أبوظبي والعاصمة سيؤول يعود بمنافع عديدة على الجانبين، خاصة في ظل التحديات والظروف المتشابهة التي تميز تجربة المدينتين.
وأبدى الوفد الزائر اهتماماً كبيراً ببرنامج “استدامة” الذي أطلقه ويديره مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني، وكذلك نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ الذي يعد أحد المحاور الرئيسية له، حيث تعرف عن كثب إلى تجربة أبوظبي في هذا الجانب والإنجازات التي حققتها في هذا المجال.
وخلال زيارته مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات، التقى الوفد الضيف مع راشد لاحج المنصوري مدير عام المركز الذي استعرض أهداف المركز الرئيسية ورؤيته التي تتمحور حول تحويل الإمارة إلى حكومة عالية الأداء، توفر خدمات رفيعة المستوى لقطاعات العمل كافة والأفراد، سواء سكان الإمارة أو زائريها.
وقال المنصوري “نجحت كوريا الجنوبية في ترسيخ مكانتها دولة رائدة على مستوى العالم في مجال تطوير واعتماد التكنولوجيا والتقنيات الحديثة”.
وأضاف “يسهم تعاوننا المشترك في نقل الخبرات والتجارب بما يعزز مسيرة تحول الإمارات إلى مجتمع قائم على المعرفة، ويعد التعاون بين الإمارات وكوريا نموذجاً للتعاون الدولي في إطار من الشراكة الاقتصادية والصناعية والتقنية والعلمية والثقافية”.
من جانبه، قال عمدة سيؤول إن الإمارة أصبحت مركزاً لتبادل المعرفة والتعاون في مجال الحكومة الإلكترونية، مشيداً بدور المركز وجهوده في مجال توفير الراحة للمواطنين والمقيمين من خلال تسهيل الخدمات المقدمة من قبل الحكومة عن طريق تخفيض زمن وقت المعالجة، وتوفير الخدمات من خلال قنوات عدة، مثل بوابة أبوظبي الإلكترونية ومركز الاتصال.
وأبدى عمدة سيؤول إعجابه بتجربة مركز الاتصال الحكومي 800555 كونها تجمع عدداً كبيراً من الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية تحت مظلة واحدة، الأمر الذي يسهل على الجمهور الاستفادة من هذه الخدمات على الشكل الأمثل، وبما يخدم احتياجاتهم ومتطلباتهم.
وشكر عمدة سيؤول المركز على تعاونه خلال اجتماع “المنظمة العالمية للحكومات الإلكترونية التابعة للمدن والحكومات المحلية” في مدينة برشلونة الإسبانية، آملاً أن يكون هناك المزيد من التعاون بين الجانبين خلال الاجتماع المقبل للمنظمة في الصين.
كما قدم دعوة للمركز للمشاركة في التدريب الذي تقدمه سيؤول بخصوص أفضل الممارسات المتبعة في الحكومة الإلكترونية.
عدد اليوم
