الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسين المهدي: مطلوب توعية العامة بفوائد ومزايا الطاقة النووية للأغراض السلمية

حسين المهدي: مطلوب توعية العامة بفوائد ومزايا الطاقة النووية للأغراض السلمية
19 ابريل 2010 21:35
الحديث عن الطاقة النووية واستخدامها في توليد الطاقة الكهربائية كغرض سلمي يرجع إلى 20 ديسمبر لسنة 1951 ، وهو اليوم الأول الذي تم فيه توليد الكهرباء باستخدام الطاقة النووية داخل المفاعل التجريبي في مدينة أكرو بولاية أيداهو الأميركية. ومنذ ذلك الحين والدول تتسابق في إنشاء المفاعلات النووية لهذا الغرض، واليوم نجد أن عدد المحطات النووية التي تستخدم في توليد الطاقة الكهربائية في العالم يصل إلى 438 محطة موزعة في 32 دولة في كافة أنحاء العالم، وتأتي في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية بعدد 104 محطات والتي تنتج حوالي 20% من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية، ثم فرنسا وهي تملك 59 محطة وتنتج 75% من احتياجاتها من الطاقة الكهربائية من هذه المحطات، أما في الدول العربية والإسلامية فتأتي باكستان في مقدمتها بمحطة واحدة كما يوجد في بقية الدول العربية مثل ليبيا ومصر مفاعلات نووية بحثية. ذكر ذلك الدكتور حسين محمد المهدي رئيس قسم الفيزياء التطبيقية بكلية العلوم في جامعة الشارقة، والذي قام بإعداد دراسة ميدانية حول هذا الملف المهم، للتعرف على حجم الوعي لدى العامة في دولة الإمارات. وقد أكمل حديثه في هذا الشأن قائلا إن من أهم خصائص الطاقة النووية أنها طاقة نظيفة حيث لا تؤثر على البيئة وخاصة فيما يتعلق بظاهرة الاحتباس الحراري حيث إن نسبة انبعاث ثاني أكسيد الكربون معدومة، بالإضافة إلى أنها طاقة موثوق بها ورخيصة حيث إن كمية قليلة من الوقود النووي تنتج طاقة هائلة. حوادث نووية وأضاف المهدي أن استخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء يؤدي إلى المحافظة على الثروات الطبيعية مثل النفط والغاز و تقليل الاعتماد عليهما كوسيلة لتوليد الطاقة الكهربائية، مما يؤدي إلى زيادة تصدير كميات أكثر من النفط والغاز، ورفع معدلات الدخل القومي، ومن مميزات الطاقة النووية هو كمية النفايات أو المخلفات التي تعتبر بسيطة جدا بالمقارنة بالنفايات أو مخلفات المصادر الأخرى، وأخيرا فإن كمية الوقود النووي وهو اليورانيوم موجودة بكثرة في العالم على عكس النفط الذي يعتبر مخزونه محدودا. رغم هذه الميزات فإن الطاقة النووية واستخداماتها سواء السلمية أو العسكرية مرتبطة في أذهاننا بالحوادث النووية المشهورة، مثل حادثتي هيروشيما وناجازاكي واللتين قتل فيها ما يزيد عن مائة ألف مواطن، وحادثة جزيرة الثلاثة أميال في عام 1979 بولاية بنسلفينيا الأميركية، والتي رغم استدراك الحادثة إلا أنها دبت الرعب في سكان الجزيرة وهجروها بعد ذلك، وأيضا حادثة مفاعل مدينة تشرونبل النووي في عام 1986 في الاتحاد السوفيتي سابقا الذي أدى إلى مقتل قرابة ثلاثين شخصا وقت الحادث، ويتوقع أن أكثر من ستين ألف شخص قد تعرضوا للإشعاع بسبب الحادثة. الإمارات سباقة تلك الحوادث جعلت الكثير من الناس يعارضون وبشدة فكرة توليد الطاقة الكهربائية بواسطة المحطات النووية في العقود الماضية، غير أن تقارير الوكالة الدولية للطاقة النووية تشير إلى أن التقدم العلمي والتكنولوجي والقوانين واللوائح الشديدة فيما يخص الحماية والسلامة الإشعاعية، أدت إلى عصر ما يسمي “خال من الحوادث” حيث إن مفاعلات الجيل الثالث صممت بدقة متناهية تجعل احتمالات وقوع الحوادث النووية ضئيلة جدا إن لم تكن معدومة. وقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة وكعادتها للاستفادة من هذه التطورات في هذا المجال، حيث تم توقيع عقد لبناء أربع محطات نووية تقوم بتوليد 1400 ميجاوات من الكهرباء بداية من سنة 2017 ، وبذلك ستستطيع دولة الإمارات تقليل اعتمادها على النفط والغاز في توليد الطاقة الكهربائية وتصدير المزيد منهما. بالإضافة إلى إمكانية تصدير الطاقة الكهربائية لدول الجوار ناهيك عن فرص العمل التي سيتم توفيرها من خلال هذه المحطات الأربع. توعية الناس في هذا المجال نجد أن أهم ما توليه الهيئات والمنظمات المحلية والدولية، هو توعية العامة من الناس بأهمية المحطات النووية والاستخدامات السلمية التي أنشئت من أجلها بما في ذلك توليد الطاقة الكهربائية والعلاج وحفظ وتعقيم المواد الغذائية، بالإضافة إلى البحث العلمي والاستخدامات الصناعية المتعددة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن أهمية توعية الناس وتثقيفهم يؤدي إلى رضاهم و قبولهم للفكرة ومساندتهم لها، وتطوير القناعات حيالها وتحقيق الشعبية لهذه الفكرة الجديدة على العالم العربي. وأكد الدكتور حسين على أهمية توعية الناس بهذه التكنولوجيا الحديثة مشيرا إلى أنه أمر أبعد وأعمق حيث إن إلمام الناس و قناعتهم سيؤديان إلى تأييدهم والمشاركة الفاعلة في إنجاحها لاسيما فئة الشباب، وذلك من خلال انخراطهم في الدورات التدريبية والتأهيلية والعمل في هذا المجال. استبيان رأي ولمعرفة مدى إلمام سكان دولة الإمارات بالطاقة النووية كمصدر بديل لتوليد الكهرباء قام الدكتور حسين بدراسة ميدانية، وتم توزيع سبعمائة استبانة على عدد من سكان الدولة شملت مدن الدولة الرئيسية، وتم تجميع خمسمائة استبانة موزعة حسب جدول، وشملت الاستبانة أحد عشر سؤالا تم تقسيمها إلى قسمين، الأول منها شمل أسئلة عامة عن أهم القضايا البيئية التي تهم سكان الدولة، بينما شمل القسم الثاني أسئلة لمعرفة مدى وعي الناس بالطاقة النووية كمصدر بديل عن أهم القضايا التي تشغل بال العينة، وقد أتت قضايا البيئة مثل الاحتباس الحراري في الترتيب الثاني بنسبة 22%، بعد ارتفاع مستوى المعيشة 52%. أما عن ردود المستجيبين عن أهم القضايا البيئية التي تشغلهم فقد أتى التلوث الناتج عن مخلفات عوادم السيارات في الترتيب الأول بنسبة 47% ثم التلوث الهوائي الناتج عن المصانع بنسبة 21% ، وأتى بعد ذلك التلوث الضوضائي بنسبة 12% أما التلوث الإشعاعي فقد كانت نسبته 7% . وقد ضم الاستبيان الفئة العمرية من ثمانية عشر وحتى الرابعة والعشرين. أما عن مدى إلمام سكان الدولة بالطاقة النووية كمصدر لتوليد الطاقة الكهربائية فقد كانت النتائج أكثر من 77% من سكان الدولة ملمون بالطاقة النووية، وأن نسبة الإناث اللاتي لايعرفن شيئا عن الطاقة النووية كمصدر لتوليد الطاقة الكهربائية يفوق الذكور بحوالي 7% . وأوضح الدكتور المهدي أن هذه النسب توافقت تماما مع سؤال آخر عن مدى إلمام وفهم الناس للطاقة النووية بصورة عامة، مما يؤكد صحة البيانات المجمعة وصدق الناس عند تعبئة البيانات. مصدر دخل جديد وفيما يخص فوائد استخدام الطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة فقد كانت إجابة 73% من المستجوبين تشير إلى أن أهم فائدة هي توفير مصدر طاقة نظيف، وطالب 36% بتقليل الاعتماد على النفط والغاز، بينما 30% قالوا إن استخدام الطاقة النووية في الدولة سيؤدي إلى استحداث مصدر دخل جديد من خلال تصدير الكهرباء لدول الجوار. وذكر 27% بأنهم لا يعرفون منافع الطاقة النووية لدولة الإمارات. تبين هذه النتائج أن نسبة عالية قرابة 80% من سكان الدولة لهم دراية وملمون بالطاقة النووية كمصدر لتوليد الطاقة الكهربائية، غير أن فوائدها ومضارها غير واضحة تماما لديهم مما يجعل تبني برامج تثقيفية وتوعوية، تشمل محاضرات عامة ومقالات في الصحف والمجلات المحلية وندوات إذاعية وتلفزيونية تناقش أهمية هذا الموضوع على المستوى الفردي والوطني، أمرا بالغ الأهمية. وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم مناقشة هذه الدراسة في المؤتمر الدولي الثاني في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والذي عقد في مملكة البحرين مارس الماضي ونظمه مجلس الخليج للشؤون الخارجية. ولقيت هذا الدراسة اهتماما بالغا حيث أنها الأولى على مستوى دول مجلس التعاون والمنطقة في هذا المجال.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©