الباركيه يطرح أسلوباً عصرياً لتزيين الأرضيات بالأخشاب

تعتبر الأرضيات من أهم العناصر المكملة لديكور البيت والتي من شأنها أن تضفي لمسة جمالية على المكان والبعض يفضل السيراميك أو البورسلين أو الرخام، والبعض الآخر يفضل استخدام قطع من السجاد صغيرة لكن من منا لم تشد انتباهه تلك الأرضيات الخشبية التي فور ما تلقطها أعيننا حتى تبث في نفوسنا الراحة والشعور بالفخامة؟ فهي أسطح ناعمة ووطء الأقدام عليها يصدر أنغاما ويعزف سيمفونية جميلة تتناغم وعناصر ديكور المنزل من جدران وأثاث وستائر وكنبات إنها أرضيات “الباركيه”. تشهد الديكورات المنزلية، سواء تعلق الأمر بالديكورات الداخلية أو حتى الحدائقية، اهتماما كبيرا وعناية فائقة من قبل الناس، حيث أوجد هذا الاهتمام تنافسا كبيرا بين أصحاب المنازل والحدائق فكل واحد يسعى لإبراز ذوقه من خلال التصاميم التي يعتمدها بالرجوع إلى نصائح مهندسي الديكور في معظم الأوقات ولعل من أهم الأشياء أو بالأحرى الخطوات الأولى في تنفيذ هذه التصاميم، وبعد التقسيمات الهندسية يتوجه كل من المصمم وصاحب البيت إلى اختيار نوع الأرضية التي ستعتمد وتجهز في البيت. وشهد “الباركيه” منذ بضع سنوات إقبالا كبيرا ومدهشا من طرف الزبائن مما دفع بالشركات المتخصصة في صناعته إلى مضاعفة الإنتاج، وابتكار أساليب وأنواع جديدة له، مكتشفين مميزاتها وخصائصها. طابع عصري أصبحت أرضيات الباركيه ملازمة لمعنى العصرنة، فهي ترتبط ارتباطا وثيقا بالطابع العصري الحديث أما عن أماكن استخدامها، فيقول مهندس الديكور الداخلي وليد أحمد:”نحن كمصممي ديكور ننصح في معظم الأحيان باستخدام أرضيات الباركيه في المكاتب والشركات وخاصة الـ massif لما يمنح المكان رونقا وجمالا كما يمكن التنويع في المؤسسة الواحدة كأن يستخدم الباركيه في مكتب المدير ويوضع السجاد أو البلاط في مكاتب الموظفين أما عن المنازل، فالباركيه يلائم معظم أقسامه كغرف الاستقبال والطعام وغرف النوم وصالات المعيشة، وغرف ألعاب الأطفال إلا أنه لا ينفع في الحمامات أو في الأماكن التي تكون نسبة الرطوبة بها عالية لأنها ستؤدي إلى تلف الخشب”. أما فيما يخص البيوت؛ فيشدد مصممو الديكور على حسن استخدام الأرضيات حسب ما يتلاءم والديكورات الداخلية المعتمدة فالباركيه يناسب الطابع العصري أما الكلاسيكي فينفعه الرخام أفضل من الباركيه، إلى ذلك يقول أحمد:”هناك استثناءات يستخدمها المهندس ويبتدعها خياله حتى يحقق بذلك ديكورا يميزه عن غيره، كأن يمزج مثلا بين الباركيه والسيراميك أو بين الباركيه والرخام فاستخدام الباركيه في غرفة النوم بحد ذاته يؤمن الدفء ويعزل الحرارة وهنا يتدخل المهندس كأن يضع في وسط الغرفة قطعة كبيرة من الرخام أو السيراميك مزينة ببعض النقوش ويثبت الباركيه في المساحة المتبقية من الغرفة”. باركيه القصور ينقسم الباركيه إلى نوعين أساسيين أحدهما باهظ في السعر، والآخر رخيص نوعا ما حيث نجد أن الأغلى هو الـ massif ويكون مصنوعا من الخشب الطبيعي ذي اللون البني، ويستعمل بكثرة في القصور والمنازل الفخمة لأنه من النوعية الجيدة التي قد تدوم لـ 50 سنة إذا ما تم صيانتها وتلميعها بشكل دوري كل 6 أشهر، ويتراوح سعر المتر منه بين الـ 50 و70 دولاراً, أما النوع الأرخص والذي يكون سعر المتر الواحد بـ 12 دولارا وهو الفوباركيه (Faux Parquet) مصنوع من الخشب الاصطناعي، متعدد الألوان والأشكال والنقوشات، ويدوم ما بين الـ 4 و5 سنوات هناك لذلك يستخدم أكثر في المنازل العادية. ويتألف الباركيه من أربع طبقات متراصة فوق بعضها البعض فالطبقة الأولى هي الطبقة السفلية وتكون عازلة للرطوبة وتكون مثل الأساس أو القاعدة التي تضمن الاستقامة الصحيحة والدائمة للألواح، أما الثانية فهي طبقة H.D.F، وتكون معالجة لتعزل الحرارة والرطوبة، والثالثة الطبقة الملونة وتسمى Laminate لها أشكال وألوان متعددة وتكون ظاهرة للعيان لتأتي أخيرا الطبقة الخارجية غير المرئية والشفافة وتكون شديدة المقاومة والتحمل لتضمن عدم التلف نتيجة الاستخدام اليومي. ويتميز الباركيه بعدة صفات أهمها سهولة التنظيف، لا يتغير لونه، مقاوم لمختلف درجات الحرارة، مقاوم للصدمات والاحتكاكات والاهتراءات، مقاوم للبقع له عدة ألوان وأشكال، سهل التركيب والفك. نصائح تخص أرضيات الباركيه ينصح مهندسو الديكور مستخدمي الأرضيات الخشبية “الباركيه” بعدم اعتمادها في المحال التجارية التي يفضل استخدام البلاط بها نظرا لكثرة الزبائن الذين يرتادون هذه المحال والذين ينتعلون أحذية مختلفة الأشكال والأحجام ومنها من تكون ذات كعوب رفيعة تترك ثقوبا وتخدش الباركيه ما يؤدي إلى تلفه في مدة قصيرة. يجب مراعاة نوع الديكور الداخلي المعتمد, حيث لا يتناسب الباركيه مثلا مع الطابع الكلاسيكي أو الشرقي مع ضرورة مراعاة ألوان الأثاث ونقوشات الأسقف والجدران حتى تشكل وحدة كاملة ومتناسقة. بالنسبة للمنازل التي تعتمد على استخدام أرضيات الباركيه فإنه يفضل وضع سجادة صغيرة عند المدخل، حتى تنظف أحذية الزوار وأصحاب البيت من الأتربة والحبيبات التي تتسبب في إحداث خدوش على هذا النوع من الأرضيات. في حال وقوع أي نوع من أنواع السوائل، يجب تجفيف الأرضية بسرعة تامة لأن تراكمها وبقاءها فترة قد يؤدي إلى إتلاف الطبقات الداخلية وبالتالي إلى تآكل الخشب ما يسبب تكوّن الحشرات بداخلها. الاكتفاء بمسحه مرة في الأسبوع بقطعة قماش مبللة بالماء والصابون ثم يُلمْع بأخرى جافة وناعمة, كما أنه من الضروري الابتعاد عن المنظفات المركزة التي تضر بالطبقة الخارجية التي تعمل على حماية سطح الخشب، ولحماية لون الباركيه من أشعة الشمس، لا بد من تركيب ستائر ولو خفيفة لهذه الغاية. اختيار شبابي يعتبر استخدام أرضيات الباركيه اختيارا شبابيا بالدرجة الأولى مما زاد في شعبيتها، إلى ذلك، يقول مهندس الديكور الداخلي وليد أحمد:”الشباب هم أكثر الزبائن استخداما لهذا النوع من الأرضيات، ويرجع ذلك إلى تلك الخصائص التي تميز الباركيه عن غيره من أنواع الأرضيات الأخرى كالرخام والسيراميك باعتباره سهلاً في تغطية الأرضيات وإعطائها مظهرا عمليا وبسيطا. كما أن أولئك الشباب لهم أساليبهم العصرية التي تمزج بين الحديث والكلاسيكي، ومما لا شك فيه أن “الباركيه” يساهم في خلق جو مريح على أي مكان، خصوصاً أنه يتميز بسهولة تنظيفه ومقاومته للحرارة والرطوبة كما أن أسعاره في متناول الجميع”.