الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات ترجمت رؤيتها للسعادة على أرض الواقع

الإمارات ترجمت رؤيتها للسعادة على أرض الواقع
26 مايو 2016 01:14
يعقوب علي (أبوظبي) استضاف مجلس صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء أمس، محاضرة بعنوان: «لماذا نحتاج إلى علم السعادة؟»، قدمها البروفيسور دانيال غيلبرت أستاذ علم النفس بجامعة هارفرد، الذي كرس آخر 25 عاماً من حياته لدراسة علم السعادة. شهد المحاضرة، الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي عهود خلفان الرومي، وزيرة دولة للسعادة، وعدد من معالي الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة وحشد من المهتمين المدعوين. وتقدم البرفيسور دانيال غيلبرت بالشكر في بداية المحاضرة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على استضافته في مجلس سموه لإلقاء المحاضرة. علامة فارقة وأكد المحاضر أن دولة الإمارات تتمتع برؤية واضحة، خاصة حول مفهوم السعادة، واستطاعت أن تترجم تلك الرؤية إلى واقع وحقيقة، مشيراً إلى أن تحول السعادة إلى معيار مركزي تنبثق منه أغلب القرارات الحكومية، استثناء خالص انفردت به الإمارات. ونصح غيلبرت بعدم الاكتراث كثيراً بالنظريات والتعقيدات التي يحاول بعض العلماء فرضها للوصول إلى السعادة، وقال: «تملكون نمطكم المميز، فافعلوا ما تمليه عليكم عاداتكم، وثقافتكم»، مضيفاً أن النموذج الذي تقدمه الإمارات يشكل علامة فارقة في تأصيل علم السعادة، وتعميمها كمنهج وأسلوب حياة قابل للتطبيق، ينطلق من خصوصيات كل مجتمع وطرائق تفكير أفراده. وأكد أن المضي وفق برنامج السعادة، يتطلب تطوير الأفكار الخاصة بطرق تعزيز السعادة، وقياس التسارع الذي يمكن تحقيقه مع كل خطوة أو برنامج، إضافة إلى الاستعداد لارتكاب الأخطاء وتصويبها دون أن يحدث ذلك تثبيطاً في الإرادة المرتبطة بتعميم السعادة. وأوضح البروفيسور دانيال غيلبرت أن أغلب الدول تسعى جاهدة لرفع الناتج المحلي الإجمالي، والقضاء علي الأمراض، وضمان أمن المواطنين، لأنها تؤمن بأن مواطنيها سيكونون سعيدين عندما يصبحون أثرياء، وأصحاء، وآمنين، وقال: «يؤكد ذلك أن أغلب الدول تسعى للسعادة، وإنْ كانت لا تشعر بذلك»، إلا أنه أكد أن تلك السياسات تبنى في الأغلب على الحدس، والاعتقاد، لا على الحقائق العلمية، وهو ما يتسبب في الأغلب في إفشال تلك السياسات. صعوبات وتحديات وحول الصعوبات والتحديات التي تواجه تعميم علم السعادة وتحويله إلى ممارسة واقعية من قبل الحكومات، أشار غيلبرت إلى أن مصطلح السعادة نفسه يشكل العائق الأول في ذلك، فمفهوم السعادة يبدو أكثر اتساعاً ورحابة في اللغة العربية، بينما لا توجد كلمة في «الإنجليزية» مثلاً تعطي المدلولات نفسها، كما يرى أن السبب الآخر وراء تخلف اعتماد السعادة كعلم في العديد من الدول حول العالم، يرجع إلى المعتقد الخاطئ الذي يشير إلى استحالة قياس السعادة، وقال: «إن معايير قياس السعادة ظهرت مؤخراً لتعيد الأمل في أن تتحول السعادة إلى ممارسة حقيقية من قبل الحكومات، كما يحدث هنا في الإمارات». قياس السعادة كشف البروفيسور دانيال غيلبرت عن 4 طرق لقياس السعادة، مؤكداً أن الطرق الأربع هي: قياس حجم الابتسامة، والأنشطة المرتبطة بالسعادة في الدماغ، ودراسة مقدار انتقال هرمون السعادة، إضافة إلى الطريقة الرابعة وهي أقدم طرق قياس السعادة، والتي تتلخص في طرح الأسئلة المرتبطة بالمشاعر بشكل مباشر. الزواج والمال والأولاد شرح البروفيسور غيلبرت ارتباط 3 معايير مهمة ومشتركة لدى أغلب الأمم لقياس السعادة، هي الزواج والمال، والإنجاب، وعلى الرغم من إقراره بأن تلك المعايير تعد بدائية إلا أنه أقر بأن العلم أثبت بأنها الأكثر تأثيراً في نسب السعادة حول العالم. وأوضح غيلبرت أن الأشخاص المتزوجين أكثر سعادة بالمقارنة مع الأشخاص غير المتزوجين، إلا أنه ربط ذلك بالاختيار الجيد لشريك الحياة، مبيناً أن الأشخاص حديثي الزواج يكونون أكثر سعادة، ثم تنخفض نسب السعادة في منتصف العلاقة الزوجية، لتعود للارتفاع في نهايتها، وذلك بالاستناد إلى دراسات بحثية مطولة شملت أغلب الأمم والشعوب. وأشار دانيال إلى أن الشعور بالأمان المالي يعد سبباً مهماً في رفع نسب السعادة، إلا أنه أكد أن الانتقال من مرحلة الأمان المالي إلى الغنى الفاحش تخفض نسبة السعادة في الأغلب. وأكد أن معايير الجمال، والرومانسية، واللباقة، تعد مثالية للغاية، ولكن رفع سقف التوقعات يؤدي إلى نتائج كارثة في الأغلب. نصيحة للمتزوجين توجه البروفيسور دانيال غيلبرت بنصيحة للمتزوجين، قائلاً: «قللوا من حجم توقعاتكم»، في إشارة إلى التوقعات المتعلقة برد فعل الطرف الآخر في قضية معينة أو موقف ما، مؤكداً أن على المقبلين على الزواج عدم توقع الحصول على شركاء مثاليين، فالحياة الزوجية عبارة عن تراكم مجموعة من الخبرات والقناعات التي تشكل في النهاية مقياساً خاصة يمكنه التحكم في نسب السعادة بين الزوجين. الدين والأصدقاء والسعادة أكد غيلبرت أن الجانب الديني يلعب دوراً حاسماً في رفع نسب السعادة، وأن المواظبة على الأعمال الدينية والاستمرار عليها تمنح الأفراد نسب سعادة مرتفعة في أغلب الأحوال. وأوضح غيلبرت أن الحصول على أصدقاء وحياة اجتماعية متحركة كفيل بزيادة نسب السعادة للأفراد، ولا توجد وصفات سحرية لتحقيق السعادة، فهي متغيرة بين شخص وآخر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©