الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع الطلب على النفط يضاعف مكاسب شركات التخزين

تراجع الطلب على النفط يضاعف مكاسب شركات التخزين
2 يناير 2010 01:10
يبدو أن أصحاب صهاريج النفط سيحققون مكاسب طائلة هذا العام نتيجة وفرة المعروض من البترول الذي أدى إلى تزايد الطلب على تخزين الوقود، ولا تزال مخزونات البترول في أكبر الدول الصناعية أعلى كثيراً من المتوسط مع تراجع الطلب العالمي على النفط للمرة الأولى على مدى 25 عاماً. ومع امتلاء الصهاريج اكتسب أصحابها قوة التحكم في أسعار التخزين، بل يحدث في بعض الأحوال أن تقوم شركات منها رويال فوباك الهولندية واويل تاتكنج الألمانية وكندر مورجان اينرجي بارتنرز ونوستار إينرجي الأميركيتين برفض قبول طلبات التخزين. وقال داني أوليفر نائب رئيس نوستار إينرجي لشؤون التسويق وهي شركة أميركية مقرها تكساس” تبلغ سعة تخزينها 91 مليون برميل من النفط، امتلأت الخزانات البرية تماماً وليس لدينا أي مجال للتخزين حالياً، وبالنظر إلى أنه حانت تواريخ تجديد عقود التخزين فلدينا طابور حجز طويل وتبرم هذه العقود الجديدة بأسعار أعلى كثيراً من ذي قبل”. يذكر أن معظم منشآت تخزين النفط تملكها كبريات شركات البترول وشركات إنتاج حكومية أو في صهاريج احتياطيات حكومية استراتيجية. غير أن هناك نسبة من منشآت التخزين تديرها شركات مستقلة تستأجر الصهاريج لأطراف خارجية ، حسب انديه مولدر المحلل الاقتصادي في كيبلر كابيتال ماركتس في أمستردام. وتعتبر فوباك التي لديها صهاريج مجاورة لموانئ في ست قارات أكبر شركة تخزين مستقلة من حيث سعة التخزين، وكانت نسبة امتلاء صهاريجها 93 في المئة خلال ربع السنة الأخير، وتتوقع الشركة أن تزيد إيراداتها قبل الفوائد والضرائب واستهلاك الديون والاستهلاك نتيجة الاستعمال العام الماضي بنسبة 18 في المئة إلى 510 ملايين يورو (731 مليون دولار). ويتباين قطاع تخزين النفط بصورة صارخة مع قطاع مصافيه الذي تقلصت أرباحه نتيجة تراجع الطلب، ففي الولايات المتحدة أكبر مستهلك للوقود في العالم لا تعمل مصافي البترول سوى بثمانين في المئة من سعتها ويتراجع الاستعمال المحلي لمكثفات التقطير التي تعد وقوداً صناعياً رئيسياً 3.9 في المئة كل سنة، كما تعاني شركات النفط المتكاملة مثل اكسون موبل ورويال داتش من انهيار أسعار النفط هذا العام. والأمر الذي عزز موقف شركات تخزين النفط هو قوانين البيئة الجديدة التي تقضي بخلط منتجات النفط بأنواع من الوقود الحيوي وهو ما ضاعف عدد الصهاريج المنفصلة اللازمة لخدمة المستهلكين. وقد زادت تجارة منتجات تكرير البترول على الصعيد العالمي في وقت تضاعفت فيه صادرات الولايات المتحدة منها خلال السنوات الخمس الفائتة، أنشئت مصاف جديدة في مناطق مثل الهند لتصدير البنزين منها، وتقوم منشآت التخزين بتقسيم تلك المنتجات وإرسالها إلى المستخدمين النهائيين. وقال تيم داي مدير شركة فيرست ريزيرف المساهمة الخاصة الأميركية التي توسع حالياً محطة كبيرة لتخزين النفط في بهاما تشترك مع فوباك في ملكيتها: “تبني مصافي جديدة في مناطق بعيدة جداً عن مراكز الطلب”، كما أن الأسواق المستقبلية عقدت من توجهات التخزين. وقد زادت أسواق بيع النفط الآجل من ظاهرة التخزين، فالأسعار الفورية تقل عن الأسعار الآجلة في معاملة تجارية تسمى كونتانجو، والأمر الذي شجع التجار سواء من تجار السلع أو بنوك وول ستريت على شراء نفط أرخص نسبياً وتخزينه لأشهر قبل بيعه. ويقول دوج ليتش نائب رئيس وحدة محطات كيندر مورجان لشؤون تطوير الأعمال: “لعل طلب التخزين حالياً بلغ أعلى مستوى له طوال الخمس سنوات الماضية”. بل وصل الأمر إلى أن بعض العاملين في مجال التخزين انضموا لركب التجارة الآجلة، والمثال على ذلك أن الشركة الأميركية بلينز أول أميركان بايبلاين تستخدم سعتها التخزينية البالغة 57 مليون برميل في كل من سوق تأجير صهاريج التخزين وأنشطة تخزين “كونتانجو” ، حسب تقريرها الربع سنوي. واشتهرت شركة بلينز المتمركزة في هيوستن بقدرتها على تحقيق ربحية إضافية خلال فترات كونتانجو النفط حسب خبير التحليل الاقتصادي إيثان بيلامي من ووندر ليتش سيكيوريتيز. غير أن البعض يعتبر أن الجمع بين نشاط تأجير الصهاريج ونشاط تجارة النفط أمر منطوي على التناقض. وقال يتش: “لا نريد أن ننافس زبائننا”. عن “فاينانشيال تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©