الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤتمر لحرية الأديان في برلين قريباً

مؤتمر لحرية الأديان في برلين قريباً
26 مايو 2016 01:18
جمعة النعيمي (باريس) تفاعل المشاركون في الملتقى العالمي الثاني «الشرق والغرب نحو حوار حضاري»، الذي أقيم أمس الأول في قصر البلدية بباريس، مع حوار الشرق والغرب نحو حوار حضاري. وأكدوا أن عمل مثل هذه الملتقيات والحوارات مهم لفهم ثقافة الحوار بين الغرب والشرق، ما يساعد على فهم ومعرفة الثقافتين والتقارب الفكري والدعوة إلى الحوار والتعايش السلمي. كما أكدوا أن الإكثار من هذه الحوارات سيكون له نتائج إيجابية على المديين القريب والبعيد، وستأتي أجيال في المستقبل لتواكب وتعزز نفس المسيرة، وتحافظ على نهج الحوار وصلة التقارب الديني والثقافي والفكري، ونبذ الفرقة والكراهية والتطرف ونشر مبادئ التسامح والسلام بين الشرق والغرب، والعمل على التقريب بينهما والعمل من أجل مستقبل البشرية جمعاء. تشكيل قاسم مشترك وأكد معالي الأستاذ الدكتور هانز جيرت بوترينغ، رئيس مؤسسة كونراد أديناور، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي في الجلسة الثانية للملتقى العالمي الثاني «الشرق والغرب نحو حوار حضاري» أهمية حوار الشرق والغرب. وطالب بخلق وتشكيل قاسم مشترك يجمع بين الغرب والشرق ودستور شامل لمفاهيم الحرية وحوار شامل مع كل الأديان والأطراف، مشيراً إلى مشاركة أكثر من 200 برلماني في اللقاء، وسيكون هناك مؤتمر لحرية الأديان في برلين قريباً. وأوضح أن الحوار سيمر عبر الاحترام المتبادل بين كل الشخصيات، إضافة إلى أنه يجب فهم وتفسير الحوار بشكل سلمي والتركيز على العنصر القوي في لغة الحوار، ما يساعد في تماسك المجتمعات ومرونتها، وتحقيق التطلعات والمطامع والتغيير الحاصل في مشاكلنا بشكل مبسط، وكل ما يتصل بحقوق الإنسان، واحترام كرامته، ومعرفة ثقافة الآخرين التي تشكل العنصر الرئيسي والأقوى في مواجهة العولمة. الإسلام رسالة عالمية من جهته، أوضح رئيس الجلسة معالي الأستاذ الدكتور محمود حمدي زقزوق عضو مجلس حكماء المسلمين، وزير الأوقاف المصري السابق أن العولمة بطبيعة الحال واقع لا يمكن إنكاره والمسلمون عندما يتأملون فيها، سيرون عدة أشياء، كما أن تأخر العولمة بجوانبها الإيجابية ووجود السلبية منها، أمر ليس بالجيد. وأوضح أن الإسلام باعتباره رسالة عالمية، لا يتعارض مع العولمة التي لا تؤثر في الخصوصيات، بالإضافة إلى أن الإسلام كدين ليس تياراً فكرياً أو ظاهرة وقتية حتى يخشى من التيارات الوافدة علينا من الأمم الأخرى وفي مقدمتها العولمة، إنه دين له جذور ضاربة في أعماق الكيان الإسلامي وأصول راسخة لاتستطيع التيارات الأخرى أن تنال منها. حوار الثقافات والأديان من جهته أوضح الأستاذ الدكتور علي الأمين مرجع شيعي لبناني عضو مجلس حكماء المسلمين، أن الدعوة إلى الحوار بين الشعوب والأمم على اختلاف الديانات والثقافات بين بني البشر، هي من علامات وسمات عصر الحضارة الحديث، ودليل على رقيّ الفكر الإنساني، فالحوار هو النموذج والمثال الذي يجب أن يحتذى في علاقات الأمم والشعوب، وقال في معرض كلامه: نعتقد أن جوهر الرسالات السماوية يهدف إلى تكريم الإنسان وتعزيز روابط الأخوة الإنسانية بين أفراده، وإبعادهم عن الظلم والعدوان، وقد كان المحور للرسالات السماوية، ودعوة الرسل فيها هو الإنسان الذي كرّمه الله وجعل محبته محبة لله، كما جاء في القرآن: «وكرّمنا بني آدم» وفي الإنجيل:«لا يجتمع حبّ الله مع كره الإنسان»، فلولا وجود الإنسان ما كان هذا الكون محتاجاً إلى بعث الرسل بالشرائع والأديان. وتابع: نعتقد أن فكرة الحوار بين أهل الأديان والثقافات والحضارات يجب أن تبتعد عن مسائل أصبحت في ذمة التاريخ، فالبشرية قبل ظهور الرسالات الدينية عاشت قروناً لم تخل من الاختلافات والنزاعات الدموية، وحصل ذلك أيضاً بعد ظهور الدين في حياة البشر، فكانت تقع الصراعات باسم الدين تارة، وبمسميات غير دينية تارة أخرى، وهي خلافات وقعت ولا يمكن إنكارها، ولكن الذي يمكن إنكاره هو علاقة الدين بذلك، لأن الكتب التي تمثل الدين ترفض كل تلك الصراعات الدموية بين أفراد المجتمع البشري، فالكتب السماوية التي تمثّل نظرة الدين تقول:«لا تقتل» كما يحكي لنا ذلك الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، والقرآن الكريم يحكي لنا ذلك أيضاً، ويقول إن الله كتب في الشرائع السابقة واللاحقة حرمة القتل والظلم والعدوان. وأضاف: إن تعدد الأمم والشعوب حقيقة قائمة كالتعدّد في الأفراد والجماعات، ولكن هذا التعدّد منبثق أيضاً عن حقيقة واحدة جامعة لكل هذه التّعدّدية على اختلاف الألوان واللغات والثقافات والديانات، وهذه الحقيقة هي الإنسانية التي ننتمي إليها جميعاً، وقد أشارت إلى هذه الحقيقة المشتركة الشرائع السماوية. وأكد الأمين رفضه لتفسير الحروب والصراعات التي وقعت في الماضي، والتبشير بوقوعها في المستقبل انطلاقاً من القول بحتمية التصادم بين الحضارات والأديان والثقافات المتعدّدة، لأن الأديان في جوهرها واحدة، وهي التي ساهمت إلى حدٍّ كبير في ترشيد الإنسان وإيصاله إلى مجموعة من القيم الإنسانية التي تعمل على التقارب بين الأمم والشعوب وتوحّد النظرة إلى الإنسان وحقوقه على اختلاف الأعراق والألوان. وقد كانت الأديان جزءاً لا يتجزّأ من تكوين الحضارة البشرية، وهي في أصل وجودها جاءت لإطفاء نار الاختلافات التي حدثت في المجتمع البشري، ونشأت بعد تلوّث الفطرة السليمة بأوحال الأرض من جشع وطمع في التسلّط والاستئثار بالقدرات والثروات، كما جاء في القرآن الكريم وفي الحديث عن بعثة الأنبياء. المشكلة في الإنسان لا الأديان أوضح معالي الشيخ عبدالله بن بيه، عضو مجلس حكماء المسلمين، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، في مداخلة حول الشرق والغرب، أن المشكلة في الإنسان وليست في الأديان، وعلى الناس أن يراجعوا فهم وتأويل النصوص بشكل صحيح، كما أن على علماء المسلمين في كل مكان أن يوضحوا حقوق الأقليات، مشيراً إلى أنه يجب العيش بحقوق متشابهة. وعن تفسيره لحوار الشرق والغرب والعولمة، قال بن بيه: «أعتقد أن العنوان يثير من الأسئلة أكثر مما يتيح من الأجوبة، وفي سياق اجتماعنا هذا، عن أي شرق نتكلم، هل هو الشرق الجغرافي كالصين واليابان، أم الشرق في الأفكار والنظم، أم هل هو الشرق التاريخي أم الشرق اليوم، كما أن الأسئلة نفسها ترد على سؤال عن أي غرب نتكلم، هل الغرب الجغرافي الذي يعني الأميركيتين وربما أوروبا الغربية وحتى غرب أفريقيا، أم هو الأفكار والنظم التي تشير إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان». وتابع: «لعل السؤال عملياً يتعلق بالمنطقة الوسطى التي يطلق عليها البعض الشرق الأوسط في علاقتها بأوروبا الغربية وأميركا في عالم اليوم، عالم العولمة التقنية والتواصل، ودعونا نعرفها بأنها المنطقة التي يدين أكثر سكانها بالإسلام، إنها منطقة تعرف تاريخاً بتميزها عن أوروبا، وفي الوقت نفسه بالتأثر بها، وبحضور أوروبا الدائم بكل سياساتها، بل في أحلامها، مع أن جارنا الغربي لا يترك فرصة إلا ذكر بهذا الحضور عبر بحيرة المتوسط بسفن تحمل مواد التجارة والصناعة، ولكنها أحياناً تحمل الأسلحة والجنود، وفي الاتجاه الآخر تاريخياً يقع الشيء نفسه»، مشيراً إلى أن السفن ذاتها تحمل الآن أفواج اللاجئين لاختبار صبر أوروبا. وأضاف: «يمكننا أن نتحدث عن الهويات التي انتفخت، وعن ذاكرة السوء التاريخية التي استيقظت تجرّ موكباً من المتعصبين والإيديولوجيات المتحاربة»، مشيراً إلى أن العالم معولم، تعيش فيه الأفكار والثقافات المختلفة، وتروّج فيه المبادلات الاقتصادية والابتكارات التكنولوجية، حيث إن وسائل التواصل والمواصلات لعبت دوراً، وللمفارقة زادت الهوّة اتساعاً بين البشر، ليس فقط بين ضفتي البحيرة، بل بين مكونات مجتمعات الشرق الأدنى أو المنطقة الوسطى، فأوجدت كيانات لا تقبل أن تتعايش. وتابع: «إن الحكماء والعقلاء يجب أن يتضامنوا للبحث عن سبل العيش التي ينادي بها الشاعر الفرنسي بول ايلوارد»، حيث قال: «إن قانون البشر القاسي، أن يبقوا كما هم رغم الحروب والبؤس، ورغم أهوال الموت». ودعا بن بيه في ختام الجلسة إلى البحث عن الدواء في صيدلية حكمة الشرق والغرب. الاندماج الاجتماعي رأى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، بضرورة أن يكون هناك مكان للاندماج الاجتماعي للقاء والتحاور في المستقبل، مشيراً إلى أن مبدأ المواطنة أسسته المدينة المنورة ديناً وعرقاً ولا ينبغي أن يكون الإسلام حاجزاً، كما أن القوانين لا تفرضها الدولة وعلى الناس الالتزام بالقوانين والمطالبة بتغييرها إذا كان للصالح العام، كما أنه حان الوقت للانتقال من فقه الأقليات إلى فقه العلماء والأغلبية، وأن الأمر إذا ضاق اتسع، مشيراً إلى أن المؤمن ملزم بوفاء العهود والعقود والناس إما أخ لك في الدين إما نظير لك في الإنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©