النفط يستقر قرب مستوياته القياسية

استقرت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي فوق 127 دولارا للبرميل أمس مقتربة من مستواها القياسي فيما فاق تأثير الدولار الضعيف وزيادة الطلب من الصين تباطؤ الطلب في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم· وبحلول الساعة 25:09 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر عقود النفط الأميركي الخفيف لأقرب استحقاق شهر يونيو وينتهي أجله اليوم خمسة سنتات إلى 127,108 دولار للبرميل بعد ارتفاعه 76 سنتا عند التسوية في بورصة نايمكس يوم الاثنين الماضي إلى ·127 5 دولار، وكان النفط الأميركي قفز خلال التعاملات يوم الجمعة الى 127,82 دولار مسجلا مستوى قياسيا، وهبط سعر مزيج برنت 20 سنتا إلى 124,86 دولار· وقال ادوراد ماير من ام·اف جلوبل: ''يعوض تباطؤ الطلب الأميركي اقبال كبير على الشراء في الدول الاسيوية وكذلك في اوروبا على نطاق أقل حيث تحد قوة اليورو من تأثير ارتفاع السعر''، واضاف: ''يشير كل ذلك إلى ان الصورة الكلية للخام مستمرة دون تغيير كبير تاركة للسوق حرية دفعها للصعود بفضل اقبال الصناديق على الشراء''· وقال متعاملون في السوق ان مخاوف من توقف الامدادات في نيجيريا وايران وهما منتجان رئيسيان للخام وما صاحبها من تصريحات تشير إلى رفض منظمة أوبك زيادة الانتاج في اجتماعها المقبل في سبتمبر تبقي السوق في حالة توتر· ويأتي ذلك في وقت يشهد زيادة الطلب على وقود الديزل تقوده الصين والشرق الاوسط وجنوب افريقيا واميركا الجنوبية لاستخدامه في تشغيل مولدات كهرباء، وسحبت الصين ثاني اكبر مستهلك للطاقة في العالم 8312 طنا من الوقود من احتياطيها الاستراتيجي للمساهمة في جهود الإغاثة بإقليمي سيشوان وجانسو المتضررين من الزلزال، كما استوردت المصافي الصينية التابعة للدولة 650 ألف طن لشهر يونيو قرب المستوى القياسي للواردات في يناير عند 842 ألف طن· وتبدو الإمدادات مهددة في فرنسا حيث بدأ عمال ميناء فو- لافيرا إضرابا لمدة 24 ساعة عقب سلسلة من الاحتجاجات على خصخصة عمليات التحميل في موانيء تديرها الدولة· وفي نيجيريا حيث تشير تقديرات إلى أن سلسلة من الهجمات واعمال التخريب في الآونة الاخيرة تسببت في وقف انتاج حوالي 559 الف برميل يوميا وقعت مصادمات أمس امام بوابة مجمع رويال داتش شل في جزيرة بوني بين قوات الامن ومسلحين حاولوا سرقة بنك· وقال جيرار برج من ناشيونال استراليا بنك في ملبورن: ''تدفع مخاطر العرض الاسعار للصعود''، وقال شكيب خليل رئيس منظمة أوبك إن أوبك لن تعقد اجتماعا استثنائيا قبل سبتمبر وإن الإنتاج لن يرتفع على الأرجح عندئذ· وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي قد صرح لوكالة الأنباء السعودية (واس) أمس الأول مؤكداً أن المستوى الحالي من إنتاج الخام يكفي لسد الطلب في السوق، ونسبت الوكالة الرسمية إلى النعيمي قوله في اجتماع لمجلس الوزراء رأسه العاهل السعودي الملك عبد الله إن المملكة، أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، ''تسعى باستمرار إلى أخذ مصلحة المستهلكين والمنتجين بعين الاعتبار وإيجاد التوازن بين العرض والطلب''، وأضاف ''ما تراه المملكة ··· أن الكميات المنتجة في الوقت الحاضر تفي بتلبية كافة احتياجات السوق وأن القدرة الإنتاجية بإمكانها تلبية أي احتياجات إضافية حقيقية للطاقة''، وكانت السعودية أكثر أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) نفوذا قالت يوم الجمعة إنها رفعت الإنتاج 300 ألف برميل يوميا· إلى ذلك قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأول إن أسعار التجزئة لوقود الديزل في الولايات المتحدة قفزت 16,6% على مدى الأسبوع الماضي لتصل إلى مرتفع قياسي جديد عند 4,50 دولار للجالون، كما ارتفع متوسط سعر البنزين 6,9 سنت على مدار الأسبوع الماضي ليصل إلى مستوى قياسي جديد عند 3,79 دولار للجالون، وارتفع سعر البنزين 57 سنتا عنه قبل عام بسبب صعود أسعار النفط الخام·