الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جمال الحديقة الخارجية عنوان رقي البيت

جمال الحديقة الخارجية عنوان رقي البيت
7 مارس 2011 20:19
تستوقفنا العديد من المشاريع السكنية التي تفرض الحدائق الموزعة أمام مداخلها إيقاعا فنيا خاصا ولوحة جمالية أنيقة تتميز به، وبالرغم من أن هذه الوحدات السكنية تسير على وتيرة هندسية بنائية متشابهه إلا أن الرداء الأخضر والبقعة الحية كسرت هذه الوتيرة ، وفرضت نمطا فنيا مختلفا. كان هاجس الأفراد في البحث عن نقطة ترويح عن النفس، وإيجاد متنفس نابض بالحياة ، يؤثر فيهم بشكل إيجابي ، ويكون بمثابة المحطة التي يلقي فيها حمله الثقيل من الضغوط والتوتر ، ليعيد لنفسه التوازن ، والهدوء والراحة التي لطالما يبحث عنها . عند توقفنا في مجمعات شروق السكنية في منطقة مردف ، لمسنا نقطة التغيير التي ما برح قاطنو هذه الوحدات في خلقها وتركها تزحف على عتبات منازلهم ، وتفترش مساحة جيدة من المكان لتنشر مفهوم الحياة ولغة الجمال الذي نراه مجسدا في مفهوم الحدائق ، التي اتخذت أنماط تشكيلة مختلفة ، لتكسر حدود الفناء من خلال تنوع مفردات الحديقة ، الغنية بتفاصيلها المتنوعة . هذه الجهود الفردية التي استطاع قاطنو الوحدات أن يدعموا وجودها أفنية منازلهم ، كانت نتاج رغبة جامحة في النفس التي تتوق إلى لحظة من السكون والاسترخاء والراحة . ومراقبة النباتات وهي تشق طريقها بعد أن وضعت لها الرواسي والثوابت التي خطط لها وفق طبيعة المكان ومساحته ، لتحول المكان من ارض تعبث الرياح في رمالها ، إلى واحة غناء تضج بالحياة . فالرغبة في إيجاد متنفس حي ، دفع الكثيرين للاهتمام بهذا الغطاء ، ومحاولة إيجاد بيئة جمالية خاصة بهم تمنحهم الخصوصية في المكان ، وتكون بيئة لاحتواء ضغوطاتهم الحياتية والهروب من الجدران الضيقة التي تحمل في أحشائها الكثير من الطاقة السلبية بما تبثه الاجهزة والالكترونيات من موجات أيضا تخلق بيئة متوترة غير صحية ، فالهروب من هذه الاجواء إلى أخرى أكثر صحة وراحة بين الفينة والاخرى يمد الفرد بالطاقة اللازمة التي يحتاجها . هذا عدا عن جمالية الفناء الخارجي للمنزل الذي يعتبر عنوان رقي وذوق لأصحابه. وعلى مقربة من بعض الوحدات السكنية وجدنا مدى اهتمام صاحبتها بهذا الحيز البسيط المتاح أمامها حيث نجد الاوعية النباتية وقد اصطفت الواحدة تلوه الاخرى كانها تلقي التحية على الضيف وتحتضن في أحشائها نباتات مختلفة الأجناس والأشكال . دور الأوعية النباتية ونظرا لضيق مساحة الفناء الخارجي، فقد استعان الكثيرون بالاوعية في علاج هذه المشكلة ، حيث نجدها متحركة غير ثابته مما منحنهم فرصة تكوين وعمل تنسيقات مختلفة من النباتات ، هذه الاوعية التي جاءت من خامات مختلفة منها الاخشاب والبلاستيك والسيرامبك والفخار منها ما هي خفيفة كالبلاستيك ومنها ما هي خرسانية الصنع تتميز بثقيلها ، ومقاومتها للرياح الشديدة التي قد تعصف بالمكان. وعادة ما تستخدم هذه الأوعية في استغلال المساحة المرصوفة من المكان ، كما يمكن أن توضع عند المداخل وعلى جوانب الممشى . إن عملية تنسيق أي مساحة تتم من خلال رص الأوعية إلى جانب بعضها البعض فتكون في المسقط الأفقي عبارة عن دائرة أومثلث أو مربع أو أي شكل من الاشكال الاخرى . ولا توجد طريقة ثابته لزراعة هذه الاوعية حيث تزرع على مدار السنة بالنباتات المختلفة والزهور الموسمية التي تجدد المكان وتمنحها روحا أخرى وإطلالة مختلفة . زراعة الشجيرات كما يمكن زراعة أو خلط نباتات مختلفة مع بعضها البعض مثل الخشبيات مع العشبيات أو زراعة صنف واحد في المكان . فالمجال مفتوح للمرء ان يبدع في هذه الاوعية التي أصبحت عنصرا مهما في الكثير من المشاريع التي تفتقر إلى وجود مساحة مناسبة للزراعة. وعادة ما تزرع في هذه الاوعية بحيث يكون عمق التربة حوالي 20 إلى 30 سم كما انه يجب تغيير التربة كل سنة أو سنتين وريها مع إزالة الحشائش الضارة التي قد تنمو بالقرب منها . ونباتات هذه الاوعية بحاجة إلى عناية خاصة كي تبقى بحلتها وشكلها ونضارتها فترة طويلة ، فهي تحتاج إلى ري وصرف جيد وتهوية وتقليم ، وبعض الأسمدة والفيتامينات التي قد تفتقد إلى وجودها في التربة المحصورة في الوعاء ، مع مرور الزمن . وقد اختارت صاحبة هذه الحديقة مجموعة مختلفة من النباتات منها الازهار الدائمة والموسمية ، بالاضافة إلى مجموعة من الصباريات ، والنباتات المختلفة من الشجيرات التي تتلاءم مع طبيعة الاجواء الخارجية ، والتي فضلت أن تزرعها في هذه الأوعية المتنقلة والمتحركة كون هذه النوعية من النباتات قد لا تتحمل أشعة الشمس المباشرة في أجواء الصيف الحارة ، فسهولة نقلها من مكان إلى آخر ، في فصل الصيف ، لا يعرضها للحرق من جراء الأشعة الملتهبة التي لا يصمد في وجهها أي كان من الكائنات فما بالك بهذا الكائن الرقيق الناعم الجميل . الزراعة الرأسية كما حاولت صاحبة الحديقة بعد أن ضاقت بها المساحة الافقية من المكان ، بأن تنتقل رأسيا ومحاولة تغطية الجدران وكسر صمتها ونشر الحياة عليها من خلال وضع عدد من الهياكل الخشبية وتثبيتها على الجدران وترك النباتات المتسلقة تزحف عليها وتعتبر المتسلقات حلا جيدا من الغطاء النباتي للأماكن التي تفتقر إلى المساحة . وعادة ما تتلاءم هذه المتسلقات مع الرطوبة فيجب ترطيب التربة عند زراعتها، كما يراعى عند الزراعة أن تكون على مسافات متباعدة تتناسب مع أبعاد المبنى وتزرع تحت مساحة كبيرة من الحوائط التي يراد تغطيتها. كما أن هذه المتسلقات يخرج من سيقانها جذور صغيرة تساعدها على التعلق بالأسطح الخشنة من المباني كالحوائط الأسمنتية أو الطوب أو الحوائط ذات الدهان الخشن. ويفضل أن تكون ذات نوعية مستديمة الخضرة وذات موسم ازهار طويل ، وان تكون النباتات سريعة النمو وقوية وذات تفرعات جانبية كثيفة ، وأن تكون المتسلقات مختلفة في الوانها ومواعيد أزهارها طيلة النهار وأن تكون قادرة على التسلق بانتظام على الدعامات أو الاسقف والجدران . ونظرا لوقوعها تحت أشعة الشمس المباشرة فلابد ان تكون انواعا متلائمة مع الظروف البيئية للموقع الذي تزرع فيه والغرض من زراعتها في هذا المكان على وجه التحديد . وأن تكون مقاومة للإصابات والآفات الحشرية التي عادة ما تكون عرضة لها . أهمية المتسلقات المتسلقات لها أهمية خاصة كونها تفرض نوعا من الخصوصة والعزلة عن أعين الفضوليين فيما لو وضعت أسوار ودعامات خشبية أو حديدي وزرعت على مقربة منها المتسلقات التي تقوم بتغطية هذا الهيكل وبناء سور نباتي جميل يشــع أناقة وجمالا ، ويخلق أبعادا فنية خاصة على ديكور المنزل الخارجي . عدا عن بعض الأضــواء التي تعمـل على الطـاقة الشمسـية حيث غرست على مقربة من مدخل الحديقة لتمنح المكان المزيد من التألق والجمال ليلا . كما نجد بعض الاوعية النباتية وقد زرعت في الجدران بمسافات جيدة ، وتتدلى منها مجموعة من النباتات بطيئة النمو ، حتى تسير على وتيرة هادئة وبطيئة في النمو لتبقى محافظة على جمالها مدة زمنية لا بأس به ولكنها بحاجة إلى التقليم بين الفينة والأخرى .
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©