السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«قصر العين» يحكي سيرة وطن وبانيه

«قصر العين» يحكي سيرة وطن وبانيه
19 ابريل 2010 21:49
قد لا تصيب كثيراً محاولة أن نروي ببضعة سطور قصة «متحف قصر العين» فالمكان أعلى وأغلى من أن يحاط بمجلدات، لأن كل ركن فيه يروي سيرة قائد فذ. فمباني المتحف شاهدة على ماضي إنسان عظيم حوّل الحلم إلى حقيقة وتمكن من تأسيس دولة عصرية في زمن قياسي. يختصر المتحف مسار زمن وسيرة رجل، إذ كان قصراً -للمغفور له بإذن الله- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أقام فيه خلال ستينات القرن الماضي حين كان ممثلاً للحاكم في المنطقة الشرقية. يقع القصر في الجنوب الشرقي من مدينة العين بالقرب من المنطقة التجارية والأسواق والشوارع الرئيسة التي تربط جهات المدينة، وفي الجزء الغربي منه يطل على واحة النخيل وأفلاج وسواقي المياه العذبة التي تروي الواحة وتزود القصر. بينما تشير المنشورات والكتيبات الخاصة بالمتحف إلى أنه «بني عام 1937 من المواد الإنشائية كالأحجار المحلية والجص والطين واللبن وجذوع النخيل والدعون وأخشاب «التيك الخاصة» بالأبواب والنوافذ والأسقف. وبدأت أعمال ترميمه عام 1998، وتمّ تحويله إلى متحف تاريخي بناء على توجيهات زايد الخير حرصاً منه رحمه الله على الهوية الوطنية، وافتتح للزوار عام 2000». ويروي الدليل السياحي لزوار المتحف كيف أنه «بعد تولي الشيخ زايد رحمه الله لمقاليد حكم إمارة أبوظبي ومن ثم رئاسة الدولة، باتت زياراته إلى قصر العين متقطعة نتيجة لانشغالاته في بناء الوطن والمواطن والمضي في نهضة الدولة وتشييد أركانها في كل المجالات. وحرصاً منه على الهوية التاريخية للدولة وانطلاقاً من فكره الثاقب بربط الماضي بالحاضر والتطلع إلى المستقبل، قاضت توجيهاته بإحياء المجمع السكني القديم للقصر كي يكون رمزاً ومزاراً للناس، يوضح لهم بعض تراث وتاريخ البلد، من خلال إعادة الحياة إلى القصر وترميم مبانيه وإضافة مبان وتفاصيل أخرى، تجعل منه قبلة لأجيال الزوار من المواطنين والمقيمين». تحول بذلك القصر إلى متحف وتم تحديثه وإضافة عدد من المرافق إليه تجلى فيها العنصر المعماري التاريخي بخصائص تحاكي العمارة المحلية التراثية، وبتطوير يتماشى مع روح الحداثة المعاصرة، بحيث روعي في التصميم أن تكون الواجهة الأمامية والسور حاجبان للمجمع السكني القديم. وبات يضم في داخله المكاتب والخدمات العامة للزوار وغرفة الحراسة ومعارض لصور الماضي خاصة بالقائد زايد، فضلاً عن مقتنيات تراثية في مجملها، ولوحات سيراميك وصور عن المعالم والعناصر التراثية الخاصة بتاريخ الإمارات. أثناء زيارة المتحف الذي يفتح أبوابه يومياً منذ الصباح وحتى المساء للزوار أبناء الوطن والمقيمين فيه والسياح، يكتشف الزائر مثلي جماليات عديدة في القصر الذي يضم المساكن ومجالس الرجال ومجالس النساء والحوش الداخلي، والمجالس التي كانت مخصصة لاجتماع القائد المؤسس زايد -رحمه الله- بمساعديه ومستشاريه، ولقاء المواطنين لتقديم الخدمات التي تهمهم لتسيير أمور حياتهم. لكن، أول ما يشاهده الزائر للقصر- المتحف، من مرافقه هو السور المرتفع الذي تعلوه المسننات وتتقدمه القلاع الدفاعية ومواقع الرماة، يحاذيها أربعة أبراج منها اثنان في المدخل الرئيسي. بينما تعد البوابة تحفة فنية رائعة مصنوعة من الخشب، في حين تبين البوابة الداخلية تاريخ إنشاء القصر وتعلوها آيات من القرآن الكريم، ويتفرع عنها مجموعة المجالس منها للرجال وأخرى للنساء، وأجنحة، وهناك العديد من الحجرات منها غرف النوم والجلوس وغرف الأطفال والدراسة ومطابخ وحمامات وردهات وحديقة وممرات منتشرة هنا وهناك.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©