الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قائمة الإرهاب القطرية «لا قيمة لها».. وصدرت بالتشاور مع الإخوان وإيران

25 مارس 2018 00:22
أحمد مراد (القاهرة) رجح خبراء ومحللون في القاهرة أن يكون النظام الحاكم في قطر قد أصدر قائمة الإرهاب المزعومة بالتشاور مع قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية ومع السلطات الإيرانية، ولعل هذا ما يفسر خلو هذه القائمة من الجماعات والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بالإخوان وإيران، مؤكدين أن هذه القائمة وضعت لتكون مجرد «ديكور» لتجميل صورة النظام القطري، ونفي الاتهامات الموجهة له بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية. وأكد الخبراء والمحللون أن الدوحة تسير في طريق «اللا عودة»، وكل ما يصدر عنها من قرارات أو تحركات يصب في اتجاه المراوغة والتصعيد مع الرباعي العربي، الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، وبالتالي ينبغي على السلطات في دول المقاطعة الأربع أن تعي هذا الأمر جيداً، وتتحرك في تعاملها مع الأزمة القطرية بناء على هذا الأمر. الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء طلعت مسلم، أوضح أن قائمة الإرهاب التي أصدرتها وزارة الداخلية القطرية «لا قيمة لها ولا وزن»، ولا يمكن أخذها في الاعتبار بأي حال من الأحوال، مشيراً إلى أن النظام الحاكم في قطر أصدر هذه القائمة لكي تكون «ديكوراً» فقط لتجميل صورته الملطخة بدماء آلاف الأبرياء الذين راحوا ضحية الجرائم والتفجيرات الإرهابية التي ارتكبتها التنظيمات والجماعات المتطرفة الموالية للنظام القطري، والتي تجد منه دعماً سياسياً وإعلامياً ومالياً بملايين الدولارات، وهو أمر ثابت بالأدلة والوثائق. وقال اللواء مسلم: أسماء الشخصيات والكيانات التي وردت في قائمة الإرهاب القطرية، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه القائمة وضعت لتكون مجرد «ديكور» يجمل النظام القطري به وجهه القبيح بعد أن كشفته دول المقاطعة على حقيقته، حيث خلت هذه القائمة المزعومة من اسم أي شخص أو كيان له علاقات سواء بجماعة الإخوان الإرهابية أو إيران. علماً أن العديد من قوائم الإرهاب العربية والدولية أدرجت عشرات الأشخاص والكيانات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية وبعض مؤسسات النظام الإيراني، وبالأخص الحرس الثوري الإيراني، ويكفي الإشارة هنا إلى أن هناك أكثر من 200 جماعة إرهابية تتلقى دعماً مباشراً من السلطات الإيرانية، ويأتي على رأسها بعض الجماعات الإرهابية الموجودة في العراق والبحرين واليمن ولبنان وسوريا، فضلاً عن مئات الأشخاص والمؤسسات والمنظمات التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية، والمنتشرة في قطر وتركيا وليبيا وسوريا ولندن، وقد تورطت جماعات الإرهاب الإيراني والإخواني في العشرات من عمليات التدمير والتخريب في دول المنطقة العربية. وتساءل اللواء طلعت: هل يعقل أن لا تتضمن قائمة الإرهاب القطرية اسماً واحداً لشخص أو كيان له علاقة بجماعة الإخوان الإرهابية أو إيران، وذلك في الوقت الذي أجمعت فيه العديد من المنظمات الدولية على وضع العشرات والمئات من العناصر التابعة لجماعة الإخوان وإيران على رأس قوائم الإرهاب الدولية ؟!.. بالتأكيد هذا الأمر لا يعقل أبداً، ولا يمكن لأحد أن يتجاهله، ومن هنا نستطيع أن نجزم ونعاود التأكيد على أن قائمة الإرهاب القطرية بمثابة «لوحة ديكورية» أراد النظام القطري أن يضعها على جدران مختلف مؤسساته حتى يوهم العالم الغربي بأن الاتهامات الموجهة له من قبل الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، لا أساس لها من الصحة، وأنه يشارك دول العالم في حربها على الإرهاب. وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي: هناك أمر آخر يؤكد على أن قائمة الإرهاب القطرية لها أهداف خبيثة أخرى غير معلنة من الجانب القطري، ويتمثل في احتواء هذه القائمة على اسم تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، والمعروف بـ «ولاية سيناء» التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، وذلك في الوقت الذي يحتضر فيه هذا التنظيم الإرهابي بفضل الضربات الموجعة التي تلقاها من قبل القوات المسلحة المصرية، لاسيما في ظل العملية العسكري الكبرى التي تجري الآن في سيناء، وتعرف باسم «العملية الشاملة»، والتي تسببت في إلحاق أضرار بالغة بهذا التنظيم وبخطوط اتصاله بالداعمين والممولين له، ويأتي النظام الحاكم القطري على رأس قائمة الممولين والداعمين لهذا التنظيم الإرهابي. وتابع اللواء مسلم: يبدو أن الدوحة باتت تدرك أن ورقة تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي، والتي تلعب بها ضد مصر أصبحت «محروقة» الآن، حيث بات هذا التنظيم بمثابة عبء مالي وسياسي عليها، وهو الآن لا يحقق لها الأهداف المشبوهة التي تسعى إلى تنفيذها في مصر، وبالتالي تحاول الآن التخلص من هذه الورقة بشكل نهائي، ومن هنا حرصت قطر على إدراج اسم هذا التنظيم الإرهابي في قائمتها للإرهاب، وأعتقد أن هذا الأمر لن ينخدع فيه أحد، ولن يطمس الأدلة والبراهين التي تثبت وتؤكد على تمويل قطر لتنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابي من أجل تنفيذ مخططات تخريبية في مصر. أما القيادي الإخواني المنشق، والمحلل والكاتب السياسي د. ثروت الخرباوي، فلم يستبعد أن يكون النظام الحاكم في قطر قد أصدر قائمة الإرهاب المزعومة بالتشاور مع قيادات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية ومع السلطات الإيرانية، لاسيما وأن إيران والإخوان لهما نفوذ قوي داخل مؤسسات الحكم في قطر، ولا تتحرك قطر خطوة إلا بعد الرجوع إليهما، ولعل هذا ما يفسر خلو هذه القائمة من عشرات الجماعات والتنظيمات الإرهابية المرتبطة بالإخوان وإيران. وأوضح الخرباوي أن جميع الشخصيات والكيانات التي أدرجتها وزارة الداخلية القطرية في قائمة الإرهاب لها علاقات وثيقة بالحكومة القطرية، وطوال الأعوام الماضية كانت الدوحة بمثابة الممول الرئيسي لها، ومن ثم لا أتصور أن قطر تريد أن تضحي بهؤلاء، ولا يخرج الأمر عن كونه رسالة توجهها قطر للغرب بأنها لا تدعم الإرهاب ولا تموله، وأنها حريصة على تجفيف منابع الإرهاب، والدليل على ذلك هذه القائمة المزعومة، متوقعاً أن يستمر الدعم والتمويل القطري لهؤلاء الأشخاص والكيانات المدرجة على قائمة الإرهاب القطرية، وهو أمر معتاد من قبل السياسة القطرية التي دائماً وأبداً تلعب بورقة الجمع بين المتناقضات. وأشار الخرباوي إلى أن قطر ليس لديها رغبة في العودة إلى رشدها، ويبدو أنها الآن تسير في طريق «اللا عودة»، وكل ما يصدر عنها من قرارات أو تحركات يصب في اتجاه التصعيد مع الرباعي العربي، الإمارات ومصر والسعودية والبحرين، وبالتالي ينبغي على السلطات في دول المقاطعة الأربع أن تعي هذا الأمر جيداً، وتتحرك في تعاملها مع الأزمة القطرية بناء على هذا الأمر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©