الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تمويل قطري للتجسس علـى تونس وتسليح الإرهابيين في ليبيا

25 مارس 2018 00:24
ساسي جبيل (تونس) تجدد الجدل والنقاش في البرلمان والصحف التونسية، حول الاتهامات الموجهة لدولة قطر والمتعلقة بإدارتها لغرفة عمليات في تونس برئاسة ضابط مخابرات قطري يدعى سالم الجربوعي يتولى مهام شراء ذمم ليبيين وتونسيين لصالح تنفيذ سياسات نظام «الحمدين»، في البلدين. وأكد برلمانيون مساء الجمعة، أثناء الجلسة العامة التي تمت دعوة رئيس الحكومة يوسف الشاهد لها للإجابة عن عديد التساؤلات حول مسار حكومته في الفترتين السابقة واللاحقة، أن المسالة تتعلق بعمليات تجسس، كان قد أشار إليها النائب، عن حركة «نداء تونس» منجي الحرباوي ودعمها الناطق الرسمي لذات الحركة برهان بسيس، بعد أن فجرت صحيفة «الشروق التونسية» القضية. وتفيد القضية معلومات حول ضابط مخابرات قطري يدعى سالم الجربوعي وأنشطته في تونس منذ أن كان مسؤولاً عن المخيمات الليبية على الحدود التونسية العام 2011، حيث تقدم القطري إلى بنك الإسكان فرع المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس، وطالب بسحب مبلغ 550 ألف يورو من حسابه الجاري ببنك الإسكان فرع تطاوين، جنوب شرقي البلاد، والقريب من الحدود الليبية، وهو ما أثار شك مسؤولي البنك بالمرسى، وجعلهم يشعرون السلطات الأمنية بسبب ضخامة المبلغ والشبهات حول تلقّي ذات الشخص (سالم الجربوعي) تحويلات مالية ضخمة بحسابه الجاري بفرع البنك بتطاوين ناهزت 8 مليارات من العملة الأجنبية. وقال الحرباوي: «لقد انطلقت فرق من الجهات المختصة بوزارة الداخلية لرصد وجمع المعلومات حول نشاط القطري سالم علي الجربوعي، واكتشفت أنه يقيم علاقات بعدد من الأطراف ذات التوجهات «الإسلامية» من بينها جمعية «الحياة الخيرية» بمدينة جرجيس، جنوب شرقي البلاد، التي يديرها الأسعد الصويعي ورضا إبراهيم، وهما من أتباع التيار السلفي». وأكد النائب التونسي أن النيابة العمومية بتونس اطلعت على نتائج الأبحاث الأمنية الأولية وأذنت بفتح تحقيق قضائي رسمي مع القيام بكافة الإجراءات الإدارية اللازمة. وتابع: «وبطلب من وكيل النيابة أفادت اللجنة التونسية للتحاليل المالية وقوع عمليات سحب لأموال ضخمة من الحساب البنكي للقطري سالم الجربوعي بقيمة 3 ملايين دينار في فترة وجيزة، وكانت المفاجأة أكبر حين اكتشف المحققون أن عمليات السحب نقداً قد قام بها أشخاص تونسيون وقطريون لا علاقة لهم بالحساب الجاري، ومنهم القطريون عبد الله حسن الكواري، والحاج الهادي، وحمد عبد الله المري، وحمد جابر غانم الكبيسي». وقد تبين أن جميع عمليات السحب التي قام بها هؤلاء الأشخاص قد خالفت القانون وتمّت دون تفويض كتابي، كما لم يتم التنصيص بمطبوعة السحب على هويات الساحبين وأرقام هوياتهم وإمضاءاتهم، في مخالفة لقوانين الصرف، مما يؤكد تورط رئيس الفرع البنكي في هذه الشبكة المشبوهة في تبييض الأموال، و ذلك بحسب النائب الحرباوي. وأشار الحرباوي إلى أن الفرق المختصة باشرت البحث عن مصادر تلك الأموال وعن الجهة التي موّلت الحساب البنكي لسالم علي الجربوعي، فتبين أن مصدرها حساب بنكي مسجل باسم «القيادة العامة للقوات المسلحة القطرية» المفتوح بالبنك القطري التونسي بتونس العاصمة. وتابع: «لقد تأكدت الفرق المختصة بوزارة الداخلية، أنها قد اكتشفت شبكة من الجواسيس القطريين والتونسيين، والليبيين، وقد بيّنت الأبحاث أن علي سالم الجربوعي يبلغ من العمر 52 عاماً، وأنه يشغل خطة عميد بالجيش القطري، وهو مكلف بمهمة ملحق عسكري بشمال أفريقيا، لدى المخابرات القطرية، ويشرف على أعمالها في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا، دون أن تكون له أيّ صفة دبلوماسية، وأن هذا الرجل الغامض والخطير كان على علاقة مباشرة بقائد أركان القوات المسلحة القطرية حمد بن علي العطية وقد كلف وقتها بالإشراف على مخيم اللاجئين الليبيين بمخيم الذهيبة بالجنوب التونسي». وأشار الحرباوي إلى أن التحقيقات بتتبع أثر الجربوعي بينت أنه كان على علاقات وطيدة أيضاً بجاسوس فرنسي إسرائيلي، يدعى جون جاك ديميري، ظل بدوره يتلقى الأموال الضخمة منه ومن البنك القطري، ونوه الحرباوي إلى أن تحريات الفرقة المختصة تقدمت حينها حثيثاً وفي سرية تامة مما سهل الكشف عن شبكة تجسس واسعة يشرف عليها سالم الجربوعي، تربطها علاقات بأحزاب سياسية ووزراء وشخصيات مجتمع مدني، حتى أنه قام بتقديم منح مالية لبعض وسائل الإعلام، و ذلك على حد قوله، قبل تعيين العميد الهادي الفرجاوي، وهو تونسي من الذين كانوا يرافقون الجربوعي، ملحقاً عسكرياً بسفارة تونس في قطر. وأشار النائب إلى أن مصادر متطابقة أفادت بأن رجل المخابرات الفرنسية الفرنسي هنري برنار ليفي كان على صلة وثيقة بالقطري سالم الجربوعي، وأنه قد التقاه مرات بتونس وأشرف معه على تزويد «ثوار ليبيا» بالسلاح. غسيل الأموال كشفت صحيفة «الشروق» التونسية عن تفاصيل جديدة حول ما بات يعرف بقضية التجسس والرشوة التي تفجرت مؤخراً وعلاقتها برجل الأعمال الفرنسي الإسرائيلي جون جاك ديميري، و التي أكد الناطق الرسمي باسم القطب القضائي سفيان السليطي أنها قضية تبييض وغسيل أموال تورط فيها عدد من إطارات الدولة و طرف أجنبي. ووفقاً للصحيفة التونسية نقلًا عن مصادر مطلعة، فإن المدير العام في وزارة أملاك الدولة سليم القطاري والمتهم في ذات القضية اعترف أمام أمام قاضي التحقيق أن الخبير الاقتصادي معز الجودي قام بتسليم أحد السياسيين التونسيين مبلغاً مالياً يقدر بأربعين ألف دينار قام بإرسالها إليه الفرنسي الإسرائيلي جون جاك ديميري المتحصل على إقامة وقتية في تونس، والذي قام بدوره بإرسال رسالة إلكترونية إلى نظيره الفرنسي في باريس وأعلمه بأنه نفذ المهمة بنجاح. وأوضحت المصادر أن سليم القطاري المتواجد حالياً في سجن المرناقية بتهمة تبييض وغسيل الأموال و التآمر على أمن الدولة، أكد أن رجل الأعمال الفرنسي الإسرائيلي تعرف على محسن مرزوق إثر لقاء نظمته الجمعية التي يمتلكها معز الجودي ليقوم لاحقاً بإرسال مبلغ مالي إليه لدعمه في إنشاء حزب سياسي جديد. وأكدت المصادر أن سليم القطاري اعترف بوجود مبالغ مالية أخرى ضخمة تم إسنادها إلى السياسي التونسي من قبل رجل الأعمال جون جاك ديميري الذي كان يتحصل يومياً على تقارير متعلقة بالوضع الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والتغيرات في الحكومات في تونس منذ أعوام 2012 حتى يناير الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©