يوسف البستنجي (أبوظبي)
تنشئ الشركة القابضة العامة «صناعات» بالشراكة مع ائتلاف شركات يابانية كبرى، مصنع «الغربية للأنابيب» لإنتاج أنابيب الصلب عالية الجودة، على مساحة 200 ألف متر مربع في في مدينة خليفة الصناعية «كيزاد» باستثمارات قيمتها 1,1 مليار درهم، بحسب ما أعلنه المهندس جمال سالم الظاهري، الرئيس التشغيلي لشركة «صناعات» أمس في أبوظبي.
وقال الظاهري، إن إحالة مناقصة أعمال الإنشاء في المصنع ستحال على المقاولين خلال شهر أبريل المقبل، للبدء في أعمال الإنشاء، فيما من المقرر أن يبدأ المصنع بالتشغيل في عام 2018، بطاقة إنتاجية كاملة تبلغ نحو 240 ألف طن سنوياً.
وأعلن في مؤتمر صحفي عقد بمقر شركة «صناعات» في أبوظبي أمس تأسيس «شركة الغربية للأنابيب» المملوكة بنسبة 51% لـ«صناعات» و49% للائتلاف الياباني موزعة على 27% لـ «جي أف إي ستيل كوربوريشن» و22% لـ«ماروبيني - إيتوشو ستيل إنكوربوريتد».
ولفت إلى أنه بإطلاق هذا المشروع ترتفع عدد المصانع التابعة لـ«صناعات» في «كيزاد» إلى ثلاثة مصانع هي «تاليكس» و«دوكاب» للألمنيوم، إضافة المصنع الجديد «الغربية للأنابيب»، ما سيرفع حجم الاستثمارات الصناعية للشركة إلى مليارين درهم.
وأوضح أن المصنع سيقوم بإنتاج أنابيب الصلب عالية الجودة المقاومة للبيئة الحمضية لتلبي احتياجات قطاعي الإنشاءات والطاقة في المنطقة.
وقال الظاهري، إن إطلاق مشروع «الغربية» جاء ليغطي الطلب المتنامي على أنابيب الصلب عالية الجودة وتحديداً من قبل قطاع الطاقة الذي يشهد نمواً كبيراً ويتطلب مواصفات خاصة للأنابيب المستخدمة، حيث يتم استيراد غالبيتها من الخارج، وسيكون «الغربية للأنابيب»، بمجرد دخوله حيز الإنتاج، من ضمن إحدى الشركات المحدودة المتخصصة في مجال تصنيع الأنابيب المقاومة للظروف الحمضية للعمليات في المناطق البحرية.
وتجدر الإشارة إلى أن الأنابيب المقاومة للظروف الحمضية صممت خصيصاً لمقاومة التآكل المقترن بالبيئات الغنية بكبريتيد الهيدروجين، وهي سمة حقول النفط والغاز في المنطقة، حيث تتسبب الحموضة غالباً في تآكل المعادن وإحداث عيوب ومشاكل أخرى في الأنابيب.
وتعتبر «صناعات»، إحدى أكبر الشركات القابضة في مجال الاستثمار الصناعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي ، وتتجاوز موجوداتها الإجمالية 29 مليار درهم، وتشمل المجموعة في ملكيتها 7 مصانع، منها شركتان مدرجتان في سوق أبوظبي للأوراق المالية.
وقال الظاهري، إن «الغربية للأنابيب» سيركز استثماراته خلال السنوات الخمس المقبلة على الاستثمار في قطاع المعادن.
وأوضح أن الشركات اليابانية المشاركة في الائتلاف ستزود المصنع بالمواد الخام في المرحلة الحالية، مبيناً أنها منتجات تحتاج لتقنيات متطورة، لكنه أكد أن الشركة الجديدة ستكون قادرة على استيراد تلك المواد من أي مكان أو سوق آخر وفقا لمعطيات وآليات السوق.
ورداً على سؤال لـ«الاتحاد»، أوضح الظاهري أن الشركة الجديدة ستعمل على نقل المعرفة والتكنولوجيا الخاصة بهذا القطاع، إلى الدولة، وأنها تدرس إمكانية نقل إنتاج المواد الخام اللازمة لهذا المصنع في وقت لاحق لكي يتم إنتاجها في مصنع حديد الإمارات.
وأوضح أن المنتجات المقرر إنتاجها في هذا المصنع، سيذهب نحو 60% منها للسوق المحلية، فيما سيتم تصدير 40% منها إلى الأسواق المجاورة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي ومنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أسواق شمال وشرق أفريقيا.
وبين أن حجم السوق المتوافرة لهذه الأنابيب في منطقة الشرق الأوسط، يبلغ نحو مليوني طن سنوياً، منها مليون طن تنتج في المنطقة، ونحو مليون طن تستورد من الخارج.
وأوضح الظاهري أن الشركة تتفاوض مع بنوك محلية وعالمية لتمويل المشروع، مشيراً إلى أن أسعار الفائدة المعروضة التي تسلمتها الشركة للتمويلات المعروضة تعتبر مجدية ومحفزة على الاستثمار، مشيراً إلى أن الاتفاق على التمويل مع البنوك المعنية هو في مراحله النهائية.
وقال: إن التمويل ستحصل عليه الشركة بضماناتها هي بشكل كامل.
وأشار إلى أن انخفاض أسعار النفط حاليا في الأسواق العالمية لا يؤثر على مثل هذا الاستثمار؛ لأنها استثمارات مبنية على استراتيجية طويلة الأجل ، فيما يتعلق باحتياجات السوق.
وأضاف أن المشروع يترجم التزام «صناعات» بتمكين الشباب الإماراتي وتعزيز مشاركتهم في القطاع الصناعي بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيوفر بمجرد اكتماله 370 فرصة عمل مختلفة.
وتأتي مشاركة التحالف الياباني في هذا المشروع المشترك ضمن إطار مبادرة مركز التعاون الياباني لمنطقة الشرق الأوسط الرامية إلى توسيع وتعزيز آفاق العلاقات الاقتصادية بين أبوظبي واليابان، ودعم الشركات اليابانية الراغبة بالاستثمار في مشاريع من شأنها تعزيز أواصر التعاون بين اليابان والإمارات.
ومن جانبه، قال تاكافومي نيشيوما، نائب الرئيس في شركة «جي أف إي ستيل»: تتمتع منطقة دول مجلس التعاون الخليجي بمستوى عالٍ من التنافسية على صعيد تكاليف الحفر واحتياطيات النفط والغاز.
وفي ظل التوقعات باستمرار وتيرة التطوير والإنتاج في قطاع النفط والغاز في المنطقة عند مستويات قوية رغم التقلبات التي شهدها السوق مؤخراً، فمن المتوقع أن نشهد زيادة مطردة في حجم الطلب على أنابيب الصلب عالية الجودة التي تستخدم لنقل الموارد الهيدروكربونية.
ونرى فرصاً جذابة للاستثمار في هذا السوق الواعد، وتحديداً في دولة الإمارات، ونحن على قناعة بأن ’صناعات‘ تعد الشريك المثالي لنا لتوسيع حضورنا في المنطقة.
إلى ذلك، قال كوجي شيمادا، الرئيس التنفيذي للعمليات، قسم منتجات الأنابيب في شركة «ماروبيني - إيتوشو ستيل» اليابانية المتخصصة في مجال معالجة وبيع وتصدير واستيراد منتجات الحديد والصلب: «يتيح لنا التعاون مع ’صناعات‘ فرصة فريدة للاستفادة من سوق لم يتم استغلاله بعد إلى حد كبير، وما من طريقة أفضل من دخول هذا السوق من التعاون في هذا المشروع المشترك مع واحدة من أعرق الشركات الصناعية القابضة في المنطقة، التي تعد شريكاً استثمارياً ذا خبرة طويلة وسجل حافل بالنجاح».
وقالت شركة «صناعات»، إنها تهدف من خلال الشراكات الاستراتيجية والاستثمار في الأصول الصناعية في أبوظبي، إلى بناء مجمع عالمي المستوى لصناعات الصلب في الإمارة وتعزيز قدراتها في هذا المجال بما يمكنها من المنافسة مع أبرز اللاعبين العالميين في السوق.
وكانت «صناعات» قد أعلنت مؤخراً عن خططها لاستثمار 5 مليارات درهم في تطوير مشاريع صناعية خلال العامين القادمين.
وتستفيد محفظة الشركات التابعة لصناعات من قدرتها الفريدة على استقطاب الحلول والمشاريع المبتكرة وإنشاء الشركات ومساعدتها على النمو وتزويدها بموارد استراتيجية استباقية إلى أن تصل إلى مرحلة التشغيل التجاري.
وتتضمن محفظة «صناعات» كلاً من «حديد الإمارات» و«شركة الإنشاءات البترولية الوطنية» و«أركان» و«دوكاب» و«أغذية» و«الفوعة» و«شركة الطويلة لسحب الألمنيوم» (تالكس).
العامري: نسعى لتوسيع محفظة الشركة عبر شراكات عالمية
أبوظبي (الاتحاد)
قال المهندس سهيل مبارك بن عثعيث العامري، الرئيس التنفيذي لشركة «صناعات»: إنه في إطار مساعي الشركة المستمرة والتزامها برسالة الرامية للمساهمة في تطوير القطاع الصناعي في الإمارات ودعم جهود التنويع الاقتصادي في البلاد، تعمل «صناعات» باستمرار على توسيع محفظتها من خلال الدخول في شراكات عالمية مع مؤسسات تتمتع بمكانة رائدة في القطاعات التي ينتمون إليها.
وأضاف: نهدف من خلال المشروع الجديد إلى تلبية الطلب المتنامي على منتجات أنابيب الصلب عالية الجودة، في وقت باتت فيه الكفاءة في قطاع النفط والغاز، وغيره من القطاعات أمراً أكثر أهمية من أي وقت مضى، كما يعد هذا المشروع تجسيداً لقوة ونوعية العلاقات التي نستطيع بناءها مع رواد الصناعة في اليابان، إذ تتمتع «صناعات» بسجل حافل بالإنجازات في مجال استقطاب أفضل الخبرات الدولية إلى الإمارات لبناء شركات إماراتية قادرة على المنافسة عالمياً.
وسوف يجمع المشروع بين الخبرة الطويلة التي تتمتع بها شركة «جي إف إي ستيل» في مجال تصنيع أنابيب الحديد الملحومة كبيرة القطر وعالية الجودة، وشبكة المبيعات الواسعة التي تتمتع بها شركة «ماروبيني-إيتوشو ستيل»، والحضور القوي الذي تتمتع به صناعات في إمارة أبوظبي والتي تتطلع لرفع نسبة مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة إلى 25% بحلول العام 2030.
عدد اليوم
