خبراء: توافر التمويل بفوائد معتدلة يحسن مبيعات العقارات

أكد رؤساء تنفيذيون لشركات تطوير عقاري كبرى في أبوظبي أن التمويل المتاح للقطاع تحسن بشكل ملحوظ خلال الربع الاول من العام الحالي، وتحسنت المبيعات في وقت بدت فيه الثقة أفضل مما كانت عليه من قبل الممولين والمستثمرين. وقال هؤلاء لـ”الاتحاد” على هامش معرض سيتي سكيب أبوظبي الذي انطلقت فعالياته أمس الأول إن الطلب على العقار ولاسيما الوحدات السكنية بدأ يسجل تحسنا خلال الربع الاول من العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، بشكل متواز مع توفر مزيد من مصادر التمويل. وقال سالم النعيمي الرئيس التنفيذي لشركة الواحة كابيتال “السوق تسجل تحسنا ملحوظا في توفير التمويل بشكل افضل خلال المرحلة الحالية”. وأشار عقاريون إلى أن التحسن التدريجي لحركة البيع في القطاع جاءت نتيجة طبيعية بعد أن هبطت الاسعار في السوق بنحو 30 إلى 35% مقارنة مع أعلى مستويات وصلت لها في عام 2008، مؤكدين في الوقت نفسه أن تداعيات الازمة المالية العالمية على السوق المحلية أدت الى خروج المضاربين من السوق، وهي مسألة ايجابية، تعزز النمو الصحي والطبيعي للسوق. ولفت النعيمي إلى أن ثقة شركات التمويل والبنوك تحسنت تجاه القطاع العقاري، الأمر الذي خفض من حدة التشدد، وقلل من المحاذير في سياسة الاقراض التي كانت تتبناها البنوك أبان الأزمة المالية. وقال “العملية تغيرت حالياً بشكل نسبي، لكن البنوك والشركات ما تزال حذرة نسبيا في اختيار عملائها”. وبين أن البنوك بدأت الآن تعرض حلولا متعددة وتبحث صيغا للتعاون مع الشركات، بينما كانت أبوابها خلال العام الماضي شبه مغلقة امام الشركات. واوضح أن كلفة التسهيلات والتمويل حالياً تتراوح بين 4.5% إلى 7% وذلك حسب المشروع. وأكد أن هناك مؤشرات على تحسن امكانيات وفرص التمويل العقاري في سوق أبوظبي. وقال وائل الطويل الرئيس التنفيذي لشركة بني ياس للاستثمار والتطوير إن حجم المبيعات للوحدات السكنية من الشقق والفلل في مشاريع الشركة التي طرحتها للجمهور خلال المعرض “تظهر عودة السوق الى التحسن بشكل ملموس ، مما يعتبر مؤشرا على تحسن في مصادر التمويل”. وأكد أن شركة بني ياس كانت قد تنبهت مسبقا لأهمية توفير التمويل لعملائها، ولذلك فقد عملت على توفير تمويل مباشر من الشركة للعملاء بفائدة سنوية تبدأ من 4%. وأوضح الطويل أن السياسة التسويقية للشركة دائما تستهدف المستثمر النهائي، ولذلك فهي لم تواجه مشكلة كبيرة نتيجة لتداعيات الازمة المالية العالمية وخروج المضاربين من السوق. وقال “توفير التمويل للعملاء مباشرة من خلال الشركة مكنها من بيع 90% من المرحلة الاولى من مشروعها بوابة الشرق فيما تبدأ حاليا بطرح المرحلة الثانية والتي تلاقي رواجا”. واوضح الطويل أنه “من الطبيعي أن تتحسن الثقة في اقتصاد وسوق أبوظبي عامة ولاسيما في القطاع الذي يخص التمويل، وذلك نتيجة استمرار ابوظبي في طرح المشاريع والمناقصات المعلن عنها في مجال البنى الاساسية للإمارة والقطاعات التنموية الاخرى”. وتابع أن تلك العوامل ساهمت في استمرار الطلب على العقار سواء للشراء والاستئجار، على الرغم من تراجع مستوى الأسعار نسبيا، إلا ان السوق ظلت متماسكة. وقال الطويل إن تماسك الطلب على العقار في سوق ابوظبي ابقى العائد على الاستثمار في القطاع من بين اعلى القطاعات الاستثمارية، ولذلك فإن استمرار تماسك القطاع اعاد الثقة اليه من قبل الممولين والمشترين في آن معا. من جهته، قال هاني الشماع الرئيس التنفيذي لشركة بلووم العقارية إن “الفائدة على التمويل العقاري تراجعت قليلا مقارنة مع اعلى مستوياتها”. واستطرد بالقول إن “الشركات التي كانت حاصلة على اتفاقيات تمويل مسبقا من البنوك لم تواجه مشكلة كبيرة”. وأكد الشماع أن العامل الأهم هو انتهاء المضاربة من القطاع مما يعيده الى حالته الطبيعية. واوضح ان العقارات تراجعت اسعارها بنسبة 30%، وهي مستويات اصبحت معها جاذبة للشراء، ولذلك فإن المخاطر للممولين سواء كانت شركات أو بنوك أصبحت أقل، وشروط التمويل أصبحت أقل صرامة. وقال إن انخفاض كلفة التمويل يجعل العقار اكثر جاذبية للاستثمار. وأكد الشماع أن التمويل المتوفر اليوم للمشترين هو افضل بكثير مما كان عليه قبل اشهر، لكن اسعار الفائدة والكلفة تختلف من شركة الى أخرى ومن بنك إلى آخر.