الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رئيس كوريا الجنوبية: الإمـارات حققـت معجزة وسط الصحراء ونطمح إلى شراكة خاصة

رئيس كوريا الجنوبية: الإمـارات حققـت معجزة وسط الصحراء ونطمح إلى شراكة خاصة
25 مارس 2018 00:52
سيؤول (وام) أعرب فخامة الرئيس مون جاي إن، رئيس كوريا الجنوبية، عن أمله في الارتقاء بالعلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وبلاده من مرحلة «الشراكة الاستراتيجية» الحالية إلى مستوى أعلى لتصبح علاقات شراكة استراتيجية خاصة شاملة تتجه صوب المستقبل وآماله. وأشاد الرئيس الكوري الجنوبي، في حوار، بمناسبة زيارته الرسمية للدولة التي بدأها أمس، بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها، منوها بجهود القائد المؤسس وباني نهضة الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي الجهود التي تتواصل في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذين يواصلون طريق التقدم والنماء والازدهار في ربوع دولة الإمارات على كل صعيد. وعبر فخامته عن سعادته بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة التي أكد أنها دولة صديقة لكوريا الجنوبية، مشيراً إلى أنها تعد أول دولة في الشرق الأوسط، يزورها بعد توليه منصب الرئاسة في بلاده. وقال فخامته: «إن دولة الإمارات حققت معجزة وسط الصحراء عبر سلوكها طريق النماء والازدهار والإصلاح والابتكار، وتكريس كل جهد ممكن من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتواصل فصولها». ونوه إلى تنامي العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية إلى مستوى أعلى منذ إبرام عقد مشروع براكة لإنشاء محطة الطاقة النووية في عام 2009، وهو المشروع الذي دشنت به الدولتان مرحلة الشراكة الاستراتيجية ووسعتا آفاق التعاون بمجالات الدفاع والرعاية الصحية والثقافة والإدارة الحكومية والفضاء، إضافة إلى المجالات التقليدية مثل الطاقة وبناء المحطات. ووصف الرئيس الكوري الجنوبي جهود الإمارات بشأن استعداداتها للثورة الصناعية الرابعة وإنشاء لجنة معنية بها، بأنها جهود حكيمة من شأنها توفير محرك للنمو المستقبلي للدولة، مشيراً في هذا الصدد إلى إنشاء كوريا الجنوبية أيضاً لجنة للثورة الصناعية الرابعة من أجل قيادة «نمو الابتكار» الذي يركز على الإنسان. دولة صديقة وفي تفاصيل الحوار، أعرب فخامة رئيس كوريا الجنوبية عن سروره بأن تكون الإمارات التي هي دولة صديقة، أول دولة في الشرق يقوم بزيارتها بعد توليه منصب الرئاسة، لافتاً إلى قيام المبعوثين الخاصين بالعمل على تعزيز التعاون بين البلدين، بعد الاتصال الهاتفي مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتأكيد رغبتنا في تعميق وتطوير العلاقات الثنائية على أساس الثقة المتبادلة. وقال فخامته: «يسرني أن أزور دولة الإمارات العربية المتحدة التي حققت «معجزة في الصحراء» من خلال الإصلاح والابتكار المستمر وتكريس الجهود للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط. والناظر إلى أبوظبي ودبي يرى المشهد مذهلاً ومثيراً للإعجاب». وتابع فخامته: «على أساس هذه الصداقة والثقة، أتمنى أن يتم تطور العلاقات الثنائية التي شهدت تقدماً خلال فترة قصيرة نسبياً، بدءاً من إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1980 مروراً بإقامة الشراكة الاستراتيجية في عام 2009 بين كوريا الجنوبية التي أنجزت «معجزة على نهر الهان» ودولة الإمارات العربية المتحدة التي أنجزت «معجزة في الصحراء»». وأضاف: «بشأن الأوضاع الدولية المتغيرة بسرعة، أود التركيز على طرق ملموسة وعملية للتعاون لخلق محركات النمو المستقبلية وتحقيق «معجزة الرخاء المشترك في المستقبل» عبر «الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي» التي تعمل على تحقيقها في إطار المسيرة الشاملة لدولة الاتحاد وسياسة «النمو المدفوع بالدخل والابتكار والاقتصاد الذي يضع الإنسان في موقعه» والتي تعمل عليها كوريا الجنوبية. ومن خلال هذا آمل في ترسيخ الأسس الصلبة من أجل الارتقاء بعلاقاتنا «الشراكة الاستراتيجية» الحالية إلى مستوى أعلى لتصبح «الشراكة الإستراتيجية الخاصة» الشاملة والمتجهة إلى المستقبل». وحول مستقبل العلاقات بين البلدين، قال فخامة الرئيس الكوري الجنوبي: «لقد أقامت الدولتان علاقاتهما الدبلوماسية عام 1980، وفي عام 2020 عندما يفتتح «إكسبو 2020 دبي» الذي يعتبر أكبر حدث دولي في تاريخ دبي، سيحتفل البلدان بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما. ولعب مشروع براكة للطاقة النووية دور البركة «بركة الله» بالفعل لكلا البلدين. فبعد الشروع في المشروع، دخلت الدولتان مرحلة الشراكة الاستراتيجية في عام 2009 ووسعتا ونوعتا آفاق التعاون إلى مجالات الدفاع والرعاية الصحية والثقافية والإدارة الحكومية والفضاء، بالإضافة إلى المجالات التقليدية مثل الطاقة وبناء المحطات». مشروعات مستقبلية وحدد فخامة الرئيس الكوري الجنوبي المشروعات التي يتوقع أن تشهد نتائج ملموسة خلال زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، في مشروع براكة للطاقة النووية الذي شدد على ضرورة إكمال عملية بناء محطاته النووية وإدارتها بشكل ناجح يتماشى مع مصالح البلدين، ما من شأنه تعزيز العلاقات الثنائية، لذلك يمكن القول إن النجاح في مشروع براكة يعد نجاحاً مشتركاً للإمارات وكوريا. وخلال زيارتي للإمارات، سأقوم بزيارة موقع براكة للطاقة النووية لتأكيد ثمار التعاون بين البلدين وبحث إمكانية توسيع التعاون في مجال الطاقة النووية. وتشمل مجالات التعاون الأخرى ذات المنفعة المتبادلة والمستقبلية «الرعاية الصحية» و«العلوم والتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات». وأوضح أن تزايد حركة المواطنين بين البلدين بشكل يتناسب مع توسع العلاقات الثنائية ظاهرة إيجابية للغاية، حيث بلغ عدد مواطني الإمارات الذين زاروا كوريا حوالي عشرة آلاف شخص، في حين بلغ عدد الكوريين الذين زاروا الإمارات حوالي 200 ألف شخص. ويسرني تزايد الاهتمام بثقافة بعضنا بعضاً، وعلى سبيل المثال تتزايد شعبية «موجة الثقافة الكورية» في الإمارات العربية المتحدة ويتزايد الاهتمام بالأغذية «حلال» في كوريا مع وصول عدد السكان المسلمين في البلاد إلى 160 ألف شخص. وآمل أن تساهم هذه الزيارة في توسيع التفاهم الثقافي المتبادل بين البلدين. الثورة الصناعية الرابعة وحول رؤية فخامته للتعاون الثنائي في التحضير لعصر الثورة الصناعية الرابعة، قال الرئيس الكوري الجنوبي: «أعتبر الجهود التي تقوم بها الإمارات للتحضير لعصر الثورة الصناعية الرابعة، جهوداً حكيمة، وفي الوقت المناسب توفر محرك النمو المستقبلي للدولة. ومن جانبها أنشأت كوريا لجنة الثورة الصناعية الرابعة وتسعى لقيادة «نمو الابتكار الذي يركز على الإنسان». وستسعى كوريا لتحقيق نمو مشترك مستقبلي مع الإمارات التي تبذل أقصى جهودها لتصبح اقتصاداً قائماً على المعرفة. وتتعاون الدولتان لبناء نظام إدارة براءات الاختراع في الإمارات وهو النظام الذي عقد حفل افتتاحه في 28 فبراير الماضي، ويعد مثالاً بارزاً في التعاون. وسأواصل التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتصبح مركزاً للملكية الفكرية في الشرق الأوسط. الرعاية الصحية وفي مجال الرعاية الصحية، أوضح الرئيس الكوري عن توقيع كوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الرعاية الصحية في عام 2011 تعد الأولى من نوعها بين كوريا وبلد شرق أوسطي، ويتعاون البلدان بنشاط في علاج المرضى الإماراتيين في كوريا وإدارة المستشفيات الإماراتية. وقال: «على وجه الخصوص، فإن عدد المرضى الذين يزورون مستشفى الشيخ خليفة والذي تتم إدارته من قبل مستشفى جامعة سيؤول الوطنية منذ عام 2014، يتزايد عاماً بعد عام، وهو مؤشر على الثقة المتزايدة حول التكنولوجيا الطبية الكورية المتميزة، حوالي 160 موظفاً طبياً كورياً». وبلغ عدد مرضى العيادات الخارجية خلال عام 2015 حوالي 18 ألفاً و745 شخصاً، وفي العام 2016 بلغ 51 ألفاً و265 شخصاً، وفي الفترة من يناير إلى سبتمبر 2017 بلغ 54 ألفاً و554 شخصاً. وقال: «آمل أن تساهم كوريا الجنوبية في أن تصبح دولة الإمارات العربية المتحدة، مركزاً طبياً في الشرق الأوسط من خلال توسيع التعاون بين البلدين ليس فقط في إدارة المستشفيات، ولكن أيضاً في جميع خدمات الرعاية الصحية، بما فيها المستحضرات الصيدلية والأجهزة الطبية». وعما إذا كانت كوريا الجنوبية تخطط للمشاركة في عام زايد، قال فخامة الرئيس الكوري الجنوبي: «يعتبر المركز الثقافي الكوري الذي افتتح في شهر مارس من العام 2016 في أبوظبي من قبل الحكومة الكورية، أول مركز ثقافي كوري في منطقة الخليج العربي. وفي هذا العام سيتم تنظيم برامج ثقافية ضمن الاحتفال بـ «عام زايد» مشاركة للإمارات وشعبها في الاحتفاء بالقائد المؤسس الشيخ زايد. اتحاد الإمارات وحول الاستفادة من تجربة «اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة»، خاصة مع اقتراب القمة الثالثة بين الكوريتين، وكذا المباحثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، أكد الرئيس الكوري الجنوبي، أن الإمارات العربية المتحدة مثال جيد على التكامل والاتحاد الحقيقي الذي يحتضن خصائص كل إمارة، ويحقق الوئام والازدهار المشترك. وقال: «أمر عظيم أن تصبح الإمارات دولة مستقرة ومزدهرة». رسالة إلى الإماراتيين وحول رسالته إلى الشعب الإماراتي، قال الرئيس الكوري الجنوبي: «في المثل العربي، يقال إن «الرفيق قبل الطريق» ما يعني أنك يجب عليك البحث عن صديق يرافقك في الرحلة. وإن العثور على صديق حقيقي في الوضع الدولي المتغير بسرعة، يعتبر عملاً صعباً ومهماً في الوقت نفسه. وعلى مدى العقد الماضي تطورت العلاقات الكورية- الإماراتية بشكل ملحوظ، وفي الفترة القصيرة نسبياً وخلال عشر سنوات، ارتفع عدد الكوريين الذين يزورون الإمارات العربية المتحدة بواقع 430 مرة، وزاد حجم الاستثمارات الإماراتية في كوريا الجنوبية 23 مرة، ما يشير إلى التطور الملحوظ في العلاقات الثنائية. من ناحية أخرى، تم تعزيز حركة المواطنين إلى جانب حركة التبادل الثقافي بين كوريا الجنوبية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ما أدى إلى توسيع نطاق التفاهم وتعزيز الصداقة والثقة وتعزيز الشراكة بين البلدين. وأعتقد أن كل هذا سيكون أساساً قوياً يدعم تطور العلاقات بين البلدين من «الرفيق» إلى «الأخ» في الرحلة الجديدة ومدتها 100 عام».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©