اتهامات «جولدمان ساكس» تدفع البورصات العالمية إلى التراجع

افتتحت البورصات العالمية تعاملات بداية الأسبوع على انخفاض، وقاد التراجع أسهم البنوك التي تواصل خسائرها منذ يوم الجمعة عندما تعرض بنك “جولدمان ساكس” لاتهام بالاحتيال، كما تراجعت أسهم شركات الطيران بفعل استمرار حظر الرحلات الجوية نتيجة بركان آيسلندا. وتراجع مؤشر “نيكي” القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 1,7% ليغلق عند أدنى مستوياته خلال ثلاثة أسابيع، حيث عمد المستثمرون إلى جني أرباح لمخاوف من أن اتهامات الاحتيال بحق “جولدمان ساكس” قد تعزز خطوات أميركية لتشديد اللوائح التنظيمية للبنوك. وقال متعاملون أيضاً إن الوضع في السوق أصبح مواتياً لعمليات جني الأرباح بعدما قفز المؤشر إلى أعلى مستوياته خلال 18 شهراً في وقت سابق هذا الشهر، وهو ما أثار مخاوف من أن السوق ترتفع بسرعة أكثر مما ينبغي. وهبط مؤشر “نيكي” القياسي 1,7% إلى 10908,77 نقطة ولامس المؤشر أيضاً أدنى مستوياته خلال المعاملات خلال ثلاثة أسابيع عند 10878,99 نقطة. وانخفض مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 1,8% إلى 970,84 نقطة. وتراجعت أسهم بورصة هونج كونج بنسبة أكثر من 2 %. فقد انخفض مؤشر هانج سينج للأسهم الممتازة بمقدار 460,09 نقطة أو ما يعادل 2,1% ليغلق عند 21405,21 نقطة. وبلغ حجم التداول 76,5 مليار دولار هونج كونج (9,85 مليار دولار أميركي). وكانت الأسهم المالية ومنها اسهم بنك “إتش إس بي سي” في مقدمة الأسهم التي انخفضت بسبب خسائر بورصة “وول ستريت” الجمعة الماضي. وفقد مؤشر بورصة الصين الرئيس نسبة تقترب من 5% من قيمته ويرجع ذلك بسبب المخاوف من أن تلحق الإجراءات الحكومية الضرر بأسعار العقارات. وقد تراجع مؤشر “شنغهاى” المركب الذي يضم الأسهم التي يتم تداولها بالعملة الأجنبية والمحلية بمقدار 150,01 نقطة أو ما يعادل 4,79% ليغلق عند 2980,3 نقطة. ويعد هذا الانخفاض أكبر انخفاض يومي تشهده الأسهم منذ ثمانية أشهر كما صاحبه انخفاض أقل لمؤشر شينزين المركب الأصغر. وتقدمت أسهم شركات العقارات الانخفاضات في البورصة بعدما أعلنت الحكومة الصينية عن إجراءات للحد من الإقراض المصرفي للمستثمرين الأفراد الذين يقومون بشراء عقارات ثالثة وللأشخاص الذين لم يمكثوا عاماً واحداً في المناطق الحضرية. وأعلنت بكين أمس الأول أنها تعتزم “القضاء على المضاربات” بعدما أعلنت عن حزمة إجراءات الأسبوع الماضي لزيادة مساحة ألأراضي المزروعة ورفع الحد الأدنى للمبالغ التي تدفع مقدماً لشراء العقارات. وتراجعت أسهم نحو 25 شركة عقارات بنسبة 10% أمس. وأثرت تلك الانخفاضات على عدة بنوك منها البنك الصناعي، والتجاري الصيني الذي يعد أكبر بنك في الصين من حيث القيمة السوقية حيث فقدت أسهمه 4,9% من قيمتها. كما تراجعت أسهم شركات الفحم والنفط وأنواع الطاقة الأخرى بصورة كبيرة. وأنهت الأسهم التايوانية تعاملات أمس على تراجع كبير على خلفية تراجع الأسهم الأميركية وفرض الصين قيوداً جديدة على القروض العقارية. وتراجع مؤشر “تاي إكس” الرئيس لبورصة تايبيه بمقدار 257,35 نقطة، أي بنسبة 3,17% ليغلق عند مستوى 78,54,22 نقطة. وقال شيو هسيون لين نائب مدير شركة “إنداستري بنك أوف تايوان سيكيوريتز” للوساطة المالية إن أغلب الأسهم الآسيوية تراجعت بسبب خسائر الأسهم الأميركية نتيجة الدعوى التي أقامتها هيئة سوق المال الأميركية ضد مجموعة “جولدمان ساكس” المصرفية بتهمة الاحتيال. وأضاف أن هناك سبباً آخر لتراجع الأسهم الآسيوية، وهو القيود الصينية الجديدة على القروض العقارية. وانخفضت الأسهم الأوروبية في المعاملات الصباحية. وتراجع مؤشر “يوروفرست 300” لأسهم كبريات الشركات الأوروبية 1% إلى 1084,48 نقطة بعدما تراجع 1,5% في الجلسة السابقة عندما قالت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية إنها تتهم بنك “جولدمان ساكس” بالاحتيال. وتراجعت أسهم “بي. إن. بي باريبا” و”بانكو سانتاندر” و”كريدي سويس” و”اتش. إس. بي. سي” و”يو. بي. إس” بين 1,1 و2,8%. وانخفضت أسهم شركات الطيران بعدما استمرت سحابة الرماد البركاني في التسبب في إلغاءات ضخمة للرحلات الجوية. وتراجعت أسهم “لوفتهانزا” والخطوط الجوية البريطانية 5,5% و6,4% على الترتيب. وقال جاستن اوركهارت - ستيوارت مدير الاستثمار لدى “سفن انفستمنت مانجمنت” في لندن “(يرجع انخفاض السوق إلى) مزيج من قضية (جولدمان ساكس) والرماد البركاني وبحث البعض أيضاً عن عذر للقول إن السوق ارتفعت بسرعة أكثر مما ينبغي”. والمؤشر القياسي مرتفع أكثر من 68% منذ سجل أدنى مستوياته على الإطلاق في التاسع من مارس 2009. ورغم التراجع العام، ارتفعت أسهم “فيليبس” 4,3% بعدما أعلنت الشركة نتائجها الفصلية. وفي أنحاء أوروبا انخفض مؤشر “فايننشال تايمز 100” البريطاني 0,3% في حين تراجع مؤشر “كاك 40” الفرنسي 0,6%. وهبط مؤشر “داكس” الألماني 0,3%.