الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نورا بن هدية: «ثقافة بلا حدود».. رحلة نحو الوعي بالحياة والوجود

نورا بن هدية: «ثقافة بلا حدود».. رحلة نحو الوعي بالحياة والوجود
25 مارس 2018 01:09
نوف الموسى (الرياض) حديث نورا بن هدية، مدير مبادرة «ثقافة بلا حدود»، في إمارة الشارقة، حول الفعل المؤسساتي لاستثمار الكتاب في الفضاءات المعرفية، امتد نحو التأكيد بأن تجاوز الحدود في التعاطي مع المنتج الإبداعي عبر الكتاب، يمثل رحلة وعي بالحياة والوجود، وأن هدية المكتبة في كل بيت، التي أهداها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إنما استمرار لنهج استدامة المعرفة، في الفكر المجتمعي، بهدف تأصيل أهمية الكتاب، كونه قادراً على خلق الأسئلة، وإعادة إنتاجها عبر المنجز الثقافي. جاء ذلك خلال جلسة نقاشية نُظمت في معرض الرياض الدولي للكتاب، ضمن البرنامج الثقافي لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، بالتعاون مع جمعية الناشرين الإماراتيين، شارك فيها الناشر الذاتي علاء داوود، وسعدت شخصياً بالمشاركة في إدارة الجلسة، مساء أول من أمس، بحضور مجموعة من القراء وزوار المعرض، مبدين تساؤلاتهم حول الآلية المتبعة لإيصال الكتب، في الحيز التفصيلي اليومي من حياة الأفراد، على مستوى تأسيس المكتبات المنزلية، ودعم بيئات النشر الخاصة بالمؤلفين في مختلف الفئات والمسارات المعرفية والعلمية والأدبية. الكاتب والمترجم علاء داوود، وصف مشاركته بمبادرة «ألف عنوان وعنوان»، التي انطلقت من مبادرة «ثقافة بلا حدود»، بأنها البداية الفعلية لانضمامه إلى عالم النشر، حيث قادته من مجالات الترجمة إلى فعل إيصال الكتاب، عبر مناطق توزيع متباينة، باعتباره التزم بمبدأ «الذاتية» في استثماره لمنصة «ألف عنوان وعنوان» المتخصصة في تشجع الكتاب والمؤلفين والناشرين لتقديم كتبهم ومؤلفاتهم، بهدف إثراء محتوى الثقافة العربية، موضحاً علاء أن العملية المتداولة من قبل المبادرة، واضحة وسلسلة، وسهلة في التقديم والمتابعة، وما يمكن جزمه بأنها سلسلة متصلة بين المؤسسة الثقافية والمستثمر في المنتج الإبداعي، مؤكداً التزامه بتسويق كتابه وإيصاله إلى الموزعين، الذين يقبلون التفاوض على كتب لا تحمل صيغة محددة لدار نشر معينة، موضحاً أن المردود المالي للنشر الذاتي يتفوق أحياناً على النشر عن طريق دار نشر بنسبة كبيرة تصل إلى 80%. الثقافة مشروع تراكمي على مدى سنوات طويلة، ودراسة مردوده الفعلي، تتطلب في الكثير من الأحيان، مراقبة متأنية ومتابعة دقيقة، وفي هذا الصدد، أشارت نورا بن هدية، أن مبادرة «مكتبة لكل بيت»، ستخضع لبحث ميداني يتضمن دراسة ردود الفعل وأثر الاستجابة المعرفية التي تخلقها البيئة المنزلية وارتباطها بالفعل الاجتماعي، خاصة أن مبادرة «ثقافة بلا حدود»، ترتكز على مكامن حاجة الجمهور، وطرق تواصلهم مع الكتاب، والذي نتج عنه مبادرة «المكتبة المتنقلة»، التي صممت بطريقة إبداعية، تضمن احتواءها على أغلب ما يرغب به القارئ، إضافة إلى استثمار المشروع أيضاً للبنى التحتية في شبكات المواصلات العامة، كونها تشكل مسارات حركة الأفراد، تمثلت عبر مبادرة لحافلة «ثقافة بلا حدود»، التي تتولى الذهاب في رحلة لا نهائية للمعرفة، من خلال المرور بالمدارس والمؤسسات الثقافية والأماكن العامة، موضحة نورا بن هدية، أنه عادة ما يتم ربط الحافلة، بفعاليات مصاحبة، تدعم حضورها في حياتنا اليومية. الإصرار الذي تبديه مبادرة «ثقافة بلا حدود»، في إيصال الكتاب الورقي لكل بيت، لم يمنع المشروع من إنشاء مكتبة إلكترونية، من جهتها أوضحت نورا بن هدية بأن الكثيرين يعتقدون أن البعد الرقمي يشكل تحدياً بالنسبة للورقي، ولكن في «ثقافة بلا حدود»، اهتموا بجعل المفهوم تكاملياً أقرب إلى موازاة الورقي مع الإلكتروني، بهدف مراعاة الشغف الرقمي، ومواكبة للتنامي الافتراضي. وأضافت نورا بن هدية، أن مبادرة «ثقافة بلا حدود»، تبحث عن التطوير بشكل مستمر، مستمدة من منهجية «نحو إمارة مثقفة وجيل قارئ» الإلهام الداعم لأشكال التعبير المؤسسي، بفعل ثقافي على الأرض. أوضحت نورا بن هدية أن إيصال ما يفوق المليوني كتاب حتى الآن، منذ تأسيس مبادرة «ثقافة بلا حدود»، يوحي بالإيمان الذي تتبناه إمارة الشارقة بشكل خاص، والإمارات بشكل عام، في حق خلق البيئات المعرفية، وجعلها أسلوب حياة، يتركز فيها مجهود الفرد على حق الحصول على الكتاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©