أمين الدوبلي (أبوظبي) - «نجومية الجميع»، أفرزت فوز الجزيرة التاريخي على الشباب السعودي بثلاثية مقابل هدف، في مباراتهما مساء أمس الأول بالرياض، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى لدوري أبطال آسيا لكرة القدم، وانفرد «الفورمولا» بصدارة المجموعة رافعاً رصيده إلى 6 نقاط، بعد أن كان تغلب على الريان القطري 3-2 في الجولة الأولى، في حين تجمد رصيد الشباب عند 3 نقاط، من فوزه على الاستقلال الإيراني 1- صفر.
ولابد من الإشادة بالمدرب الإيطالي والتر زنجا صاحب المغامرة، عندما دفع ببعض الوجوه الصاعدة في لقاء «الليث»، على عكس كل التوقعات، عندما دفع منذ البداية بأحمد ربيع بدلاً من الإكوادوري فيليبي كايسيدو، وسالم علي بدلاً من هيونج مين شين الذي أعاده إلى «قلب الدفاع»، وكان جريئاً ومغامراً بإشراك عبد الله قاسم الذي أرهق دفاعات الشباب نتيجة لجهده الوفير في الضغط على المنافس، والأهم من ذلك أنه أوقف خطورة كل مفاتيح لعب الفريق المنافس من المناطق الأمامية، واختار طريقة متوازنة بين الدفاع والهجوم اعتمدت على سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس عن طريق الرباعي السريع عبد العزيز برادة، وعبد الله قاسم، وأحمد ربيع، وعلي مبخوت.
وبعيداً عن المدرب زنجا كانت هناك أسباب أخرى كثيرة تتعلق باللاعبين في تحقيق هذا الفوز التاريخي، فقد كان الانضباط في تنفيذ المهام عاملاً أساسياً في تحقيق الفوز، كما أن التركيز يعتبر عاملاً آخر، حيث تمكن الفريق من استغلال أخطاء المنافس وتحويلها إلى أهداف، فضلاً عن تألق الحارس علي خصيف في التوقيتات الحاسمة، لإنقاذ أكثر من كرة.
وكما لعبت تحركات أحمد ربيع، وعبد الله قاسم غير المراقبين من الخلف إلى الأمام دوراً مهماً في الخروج بتلك النتيجة الكبيرة من ملعب الملك فهد بن عبد العزيز، وبالفعل كانت ليلة تاريخية لكل عشاق «الفورمولا».
من ناحيته، أكد الإيطالي والتر زنجا المدير الفني للجزيرة في المؤتمر الصحفي أنه يبارك للاعبين الفوز المهم في البطولة الآسيوية، والأداء الراقي، ويهنئ الجمهور على متعة المستوى الرائع الذي قدمه طرفا اللقاء، مؤكداً أن المباراة جاءت قوية كما كان متوقعا لها، وأن التسجيل المبكر من الجزيرة ساعده على تحقيق الفوز، وأنه في المجمل فاز الفريق الأفضل، وحصل على النقاط، وسوف تكون نقاط الشباب بملعبه أكبر حافز للجزيرة، من أجل استكمال المسيرة بنجاح.
وقال زنجا في رده على أحد أسئلة الصحفيين: نعم كنت متشوقاً لرؤية وسط الشباب القوي، وكما رأيتم تغلبنا عليه، بالتخطيط السليم، حيث إننا دفعنا باثنين من اللاعبين اللذين يملكان نزعة هجومية، ومعهما علي مبخوت وعبد العزيز برادة، وضغطنا عليهم، وأوقعنا المدافعين في الأخطاء، وأوقفنا عملية الإمداد والتمويل من الدفاع إلى الوسط، ومن الوسط إلى الهجوم، وكان للثنائي عبدالله قاسم وأحمد ربيع دور مهم في استغلال المساحات الكبيرة خلف الظهيرين في تهديد مرمى المنافس، وتسجيل الهدفين الأول والثاني في أول 12 دقيقة.
وقال زنجا: الفريق الجزراوي بأكمله قدم أداءً منضبطاً، واللاعبون بذلوا جهداً كبيراً، والتزموا تماماً باستراتيجية الأداء التي وضعناها فوراً بعد مشاهدة الشباب أمام النصر، وكما قلت إن الاستحواذ ليس هو الأساس في كرة القدم، والعبرة بمن يهز شباك المنافس، ورغم أن الاستحواذ كان في أغلبه للفريق صاحب الأرض، إلا أن الخطورة الدائمة كانت في مصلحة الجزيرة، ورغم أننا سجلنا 3 أهداف، إلا أننا أهدرنا 4 فرص حقيقية أخرى للتسجيل.
وفي رده على أن كل أهداف الجزيرة جاءت من أخطاء، قال المدرب: أحترم هذا الكلام، لكني اختلف معه، فقد كنا الأفضل في التوازن بين الدفاع والهجوم، والأسرع في التحول من الخلف إلى الأمام والعكس، والأكثر قدرة على استغلال الفرص في التسجيل، ومن أجل ذلك حصلنا على النقاط الثلاث لكل كل هذه العناصر مؤثرة في تحقيق الفوز لأي فريق، وهذا لا يقلل من قدرة الشباب الذي كان قوياً، وحاول أن يستفيد من الأرض والجمهور.
دافع معنوي
وعن قيمة الفوز قال زنجا: هو يساوي 3 نقاط مهمة من فريق منافس على ملعبه، وهو الأول من نوعه للفرق الإماراتية على الفرق السعودية في ملعبها، وانتزعنا الفوز في ظل منح راحة لبعض اللاعبين، لأننا نعاني ضغط المباريات، ولدينا مباراة حاسمة في كأس المحترفين أمام الظفرة بملعبه بعد غد، وأعتقد أن الفريق منتش في الوقت الراهن بالفوز الآسيوي، ولابد أن يضعه على الفور خلف ظهره، وينظر إلى الأمام حتى يخطو خطوة مهمة في سبيل الفوز ببطولة كأس المحترفين، وبعد مباراة الظفرة سوف نتوجه في اليوم التالي مباشرة إلى إيران للقاء الاستقلال في الجولة الثالثة الآسيوية.
الهدف المبكر
في السياق ذاته، أكد التونسي عمار السويح مدرب الشباب أن لاعبي فريقه بذلوا جهداً كبيراً في اللقاء، وأن الهدف المبكر للجزيرة خلط أوراق الشباب، وتعززت الأزمة بعد الهدف الثاني الذي لم يتأخر كثيراً، ورغم أن الأهداف من أخطاء واضحة للاعبين، إلا أنني أتحمل المسؤولية، وأعتقد أن الفرصة ما زالت مواتية لنا، من أجل تحسين الصورة، فالأمل باقٍ، ولابد من تطوير أدائنا في المباريات المقبلة، وسوف نلعب مع الريان في الجولة القادمة، وربما نستعيد المركز الثاني، أو نحقق المركز الأول في حال تعثر الجزيرة مع الاستقلال في إيران.
وعن سبب الخسارة والارتباك وتفكك خطوط الفريق، قال السويح: الشباب عانى الإرهاق الذهني نتيجة كثرة المباريات، وأي فريق لا يمكنه أن يتحمل الضغوط لفترات طويلة، دون أن تضيع منه مباراة أو مباراتين في الطريق، ونحن لم نحصل على راحة كافية في الفترة الأخيرة، كما أننا عانينا النقص العددي، نتيجة لبعض الإصابات المؤثرة، لكننا قادرون على العودة السريعة في أقرب وقت، وأعد الجماهير بأن الشباب سوف يكون رقماً صعباً في المجموعة.
وعن الجزيرة، قال: فاز بالمباراة رغم أنه لعب مدافعاً على مدار الشوطين، واستغل أخطاء وهدايا قدمناه له في تسجيل الأهداف، ورغم أننا عدنا للمباراة في بداية الشوط الثاني وسجلنا هدفاً، واقتربنا من التعادل، إلا أن لاعبينا أصيبوا بالتسرع في التسديد أحياناً، والتمرير الخاطئ أحياناً أخرى، وتسبب في ذلك في إهدار كل فرص إدراك التعادل، في الوقت نفسه الذي استغل فيه الجزيرة خطأ آخر، وسجل هدفه الثالث الذي قضى على كل أحلام الشباب في العودة للقاء.
الاحتفال بعيد ميلاد جمعة مرتين
أبوظبي (الاتحاد) - احتفل لاعبو الجزيرة بعيد ميلاد زميلهم جمعة عبد الله مرتين، الأولى في الملعب بعد نهاية اللقاء، عندما حملوه على الأعناق، وقذفوه مرات عدة في الهواء، والأخرى في الطائرة، عندما أعدوا له «كعكة»، واحتفلوا به بطريقتهم الخاصة.
استقبل الفريق فجراً في مطار البطين
محمد بن حمدان: اللاعبون أسعدوا الجماهير وما زلنا في بداية الطريق
أبوظبي (الاتحاد) - حرص الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس النادي رئيس مجلس إدارة شركة الجزيرة لكرة القدم، على استقبال بعثة الجزيرة، في مطار البطين، لدى عودتها من الرياض في الساعة الثالثة صباح أمس، ومعه عمار بشير المدير التنفيذي للنادي.
وهنأ الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان اللاعبين والجهاز الفني بالفوز، مؤكداً أنهم قدموا واحدة من أقوى المباريات، وخاطبهم قائلاً: «أسعدتم جماهير الجزيرة، وحققتم فوزاً مهماً، لكننا ما زلنا في البداية، والقادم أصعب، والتأهل هدفنا الأساسي، ونتمنى لكم التوفيق فيما هو قادم، وثقتنا فيكم بلا حدود.
وصافح الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان اللاعبين جميعاً، متمنياً لهم الحفاظ على الدافع المعنوي من هذا الفوز، واعتباره قاعدة لتحقيق نتائج أفضل في المباريات المقبلة، خصوصاً أن هذه المرحلة تشهد ضغطاً كبيراً من المباريات المهمة.
من ناحيتهم عبر اللاعبون عن سعادتهم بهذه المفاجأة، حيث لم يتوقع أحد أن يكون في استقبالهم الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان بالمطار في الساعة الثالثة صباحاً، وأكد خالد سبيل الظهير الأيسر للفريق أنهم محظوظون بإدارة النادي، وأنها تستحق من اللاعبين كل التضحيات، حتى نرد لها الجميل، وأنه نيابة عن نفسه وكل لاعبي الفريق يتقدمون بالشكر والتقدير إلى الشيخ محمد بن حمدان بن زايد آل نهيان، وأنهم لن يدخروا أي جهد في كل الاستحقاقات المقبلة لإسعاده، وأيضاً كل الداعمين للفريق الأول.
وقال سبيل: المباراة جاءت قوية، وأقيمت على جزئيات، وفريقي كان يقظاً على مدار الـ 90 دقيقة، وأرفع القبعة لكل زملائي لأنهم كانوا على قدر المسؤولية، وقدموا عرضاً رائعاً أتمنى أن نستمر بهذا المستوى، حتى نضمن التأهل إلى الأدوار النهائية.
حمد الحر السويدي: النتيجة مستحقة وأهنئ الفريق على الانضباط
أبوظبي (الاتحاد) - عبر حمد الحر السويدي عضو مجلس إدارة النادي رئيس لجنة الاحتراف رئيس البعثة، عن سعادته بالفوز على الشباب، وهي المرة الأولى التي يفوز فيها فريق إماراتي على منافس سعودي على أرضه، مشيراً إلى أن اللاعبين كانوا مثالاً للانضباط والتركيز على مدار الـ 90 دقيقة، وأن النتيجة مستحقة.
وقال: ربما لم يتوقع البعض الفوز بثلاثة أهداف على الشباب، لكن دوافع لاعبي الجزيرة كبيرة، وكان أداؤهم على مستوى الطموح، ونعتبر الفوز محطة مفصلية في طريق التأهل، لأنه على منافس قوي بملعبه، ويحسب للجزيرة أنه لعب المباراة باستراتيجية ثابتة على مدار الشوطين، ولم يتراجع تحت ضغط صاحب الأرض، حتى عندما كان «الفورمولا» متقدماً بهدفين. من ناحية أخرى، أكد أحمد ربيع لاعب الجزيرة أنه سعيد بحصد النقاط الثلاث، وأنها المرة الأولى التي يشارك فيها مع الجزيرة في البطولة الآسيوية خارج الديار، وفرحته مضاعفة لأن المشاركة مرتبطة بفوز تاريخي للفريق. وعن سر تألقه في اللقاء، قال ربيع: زملائي هم السبب وراء ظهوري بالمستوى الجيد، وأهدي الفوز لهم جميعاً.
«الآسيوي» يختار جوسيللي نجماً للقاء
أبوظبي (الاتحاد) - اختار الموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، البرازيلي جوسيلي داسيلفا لاعب الجزيرة نجماً لمباراة فريقه مع الشباب مساء أمس الأول، وأسهم داسيلفا بشكل لافت في ترجيح كفة «الفورمولا» على الشباب السعودي، حيث أدى أدواراً مهمة دفاعاً وهجوماً، فضلاً على أنه سجل الهدف الثالث لفريقه الذي قطع الطريق أمام محاولات «الليث» لإدراك التعادل.
يذكر أن هدف جوسيللي في مرمى الشباب هو الأول له بقميص الجزيرة في كل المشاركات، بعد أن انضم للفريق في فترة الانتقالات الشتوية يناير الماضي.
إنجاز تاريخي في احتفالية الـ 40
أبوظبي (الاتحاد) - تزامن فوز الجزيرة أمس، مع مرور 40 سنة على تأسيس النادي عام 1974، وعلمت «الاتحاد» أن الإدارة التنفيذية للنادي تعد لاحتفالية تاريخية، تتضمن الكثير من الفقرات، والأحداث على مدار العام الجاري، احتفاءً بمرور 40 سنة على تأسيس النادي الذي أصبح شعاره «فخر أبوظبي».
ومن مكاسب الجزيرة التي حققها في الآسيوية أنه أول فريق في الدولة يفوز على منافس أوزبكي على ملعبه، عندما تغلب على ناساف، وأول من يكسب فريقاً إيرانياً في طهران، وهو الاستقلال قبل عامين، وكذلك يبقى الفريق الأول الذي حقق فوزاً على الفرق السعودية بأرضها.
حسن معاذ: «الليث» دفع ثمن أخطائه
أبوظبي (الاتحاد) - قال مدافع الشباب الدولي حسن معاذ الذي تسبب في الهدف الأول للجزيرة من خطأ فادح بعد 7 دقائق فقط من بداية المباراة: خسرنا اللقاء بأخطاء فردية قاتلة، وأهدت الجزيرة النقاط الثلاث، وأعتذر للجماهير عن الخطأ الجسيم الذي ارتكبته، وتسبب في الهدف الأول، وأنها كرة القدم الذي يأتي الفوز فيها من الأخطاء، ولكن الخطأ نقطة تحول كبيرة في المباراة لمصلحة الجزيرة الذي استغل ارتباك صفوفنا بعد الهدف.
وأضاف: أن الإرهاق ليس سبباً في الخسارة، لأن الجزيرة يمر بالظروف نفسها ولاعبو الشباب لم يشعروا بالإرهاق ولكن الأخطاء الفردية التي ارتكبناها وراء الخسارة وضياع النقاط الثلاث، بالإضافة إلى أننا لم نستغل الأطراف لخلخلة دفاع الجزيرة، وركزنا على اللعب من العمق، مما سهل مهمة دفاع المنافس في إغلاق كل الطرق المؤدية إلى مرماه، وهذا خطأ اللاعبين ولا دخل للمدرب فيه.
عدد اليوم
