الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«حصاد العمر» لربيع بن ياقوت يثير شعوراً بالفرح ممزوجاً بالألم

«حصاد العمر» لربيع بن ياقوت يثير شعوراً بالفرح ممزوجاً بالألم
7 يوليو 2009 00:06
حفل ديوان « حصاد العمر» الذي صدر مؤخراً للشاعر الشعبي الإماراتي الكبير ربيع بن ياقوت بالعديد من الأغراض والمواضيع الشعرية كالمديح والرثاء والتأملات والأشعار الوطنية والقصائد الغزلية والمساجلات الشعرية، والتي تشكل في مجملها، معظم نتاجات الشاعر في الفترة التي سبقت وعكته الصحية المستمرة منذ ثلاث سنوات تقريباً. طبع الديوان بأمر من صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان تثميناً وتقديراً لعطاءات وإسهامات بن ياقوت في إثراء ساحة الشعر الشعبي في الإمارات. يقع الديوان الصادر عن النادي الوطني للثقافة والفنون بعجمان في 282 صفحة من القطع الوسط وتصدرته كلمة لسعود الدوسري رئيس مجلس إدارة النادي أشار فيها إلى أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان من المقدرين للشعر الشعبي ولمبدعيه والباحثين والمشاركين في مجالسه، وأضاف الدوسري» ومن هنا فإن هذا الإصدار يأتي ضمن سلسلة من الدواوين التي صدرت سابقا لشعراء مميزين أمثال راشد الخضر وماجد بن علي وراشد بن طناف وسلطان الشاعر». وقال الدوسري « بدأ الشاعر الكبير ربيع بن ياقوت حافظاً ومردداً لقصائد الكثير من الشعراء الذين سبقوه حتى تأثر بهم ثم أصبح شاعراً مميزاً بأسلوبه السهل الممتنع». تضمن الديوان أيضاً كلمة للشاعر راشد شرار أشار فيها إلى أن الحديث عن الشاعر ربيع بن ياقوت يثير في النفس شعوراً ممزوجا بالفرح والألم ، وقال « بعد رحيل الشاعر حمد خليفة بوشهاب لم يجد بن ياقوت من يتآلف معه ويعوضه هذا الفقد، فتواصلت معه وكان نعم الصديق والأخ، وعلى الرغم من فارق السن بيني وبينه إلا أني أراه في بعض الأحيان في سن أصغر من سني لحيويته وتواصله ومرحه الدائم» وأضاف شرار « نظرا لهذا الارتباط الحميمي بيني و بن ياقوت، فقد كان لهذا العارض الصحي أثر بالغ في احتلال الحزن مساحة كبيرة من حياتي، وكنت أول شخص علم بوقوعه في غيبوبة دامت أياماً، حيث كنت أتصل به ، وكانت آخر كلمة أسمعها منه «هلا راشد» وبعدها سكت هذا الصوت الذي أشجانا وأمتعنا بشعره وبحديثه الذي لا يمل». ووردت في مقدمة الديوان نبذة عن حياة بن ياقوت جاء فيها أن الشاعر عاصر زمنين طغى على أولهما معاناة العيش وسط ظروف العمل الصعبة والمرهقة في البحر، ثم العمل في دولة الكويت، أما الزمن الثاني فشهد ازدهاراً واضحاً في مظاهر الحياة في الإمارات ، خصوصاً بعد اكتشاف النفط والنماء الاجتماعي والاقتصادي الذي لحق هذا الاكتشاف وكذلك وعودة العاملين في دول الخليج المجاورة. وورد في النبذة أيضا أن ربيع بن ياقوت من مواليد عجمان عام 1930 تقريبا ولم يلتحق بالمدرسة ولكنه اكتسب خبرات حياتية مكثفة من خلال عمله مع والده في رحلات البحث عن مغاصات اللؤلؤ. ويذكر أن أول قصيدة كتبها بن ياقوت كانت أثناء فترة عمله في الكويت والتي قال في مطلعها: هات القلم قم هات لسجال بندب لهم في الليل مرسول ضاق الصدر من الضيج ما شال م الهم أنا ناقل حمل تول وكان الشاعر قد ذكر في أحد اللقاءات أنه كان متأثرا في بداياته بالشعراء راشد بن صفوان وراشد بن ثاني وعندما تطورت علاقته بشعراء آخرين أمثال ماجد النعيمي وخليفة بوشهاب تحول الشعر لديه إلى حالة متواصلة من الشغف والألفة والدخول في مساجلات ثرية ومشاكسة مع شعراء آخرين في المجالس والأسواق. ومن القصائد التأملية المميزة في الديوان ،قصيدته التي حملت عنوان : « وين إنت» والتي يقول فيها: دربي عتيم ومخفي النور وين قمري لي يسمــــــر وياي بلا ونيس الدرب مخطور خايــف وكني تقول مدمـــــاي على حذر ماشي ومذعور يزقر علي الوهــــــم مقفـــــــاي خلفي جبل قدامي بحور والخوف يغلي باطن حشاي يدور راسي كثر ما دور وين إنت ياللي فيك رجــواي من هذه الوحشة التي سوّرت مرحلة من حياته يصدّر ربيع بن ياقوت كلماته المأهولة بالقلق والحصر والعتمات الضارية كي يديم تواصله مع الكتابة التي تلسع الورق وتشعل الحرائق حتى في ضلوع البحر. يكتب بن ياقوت حيرته وينادي عليه الوهم من مخبأه المجهول، وكأنه يصارع أشباحا وخيالات مرعبة لا يروم كشفها، ولا يعرف من أين تهب لعناتها، ولكن باب الرجاء ما زال مواربا والأسى يمكن أن يذوب في مياه الحياة حتى ولو كانت داكنة. من أجواء الديوان ومن أجواء الديوان نقتطع مجموعة من القصائد المتنوعة في أغراضها ومراميها ومنها قصيدة مهداة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان و يقول فيها : من شعاع الشمس من وهج الرمال من هجير القيض والبحر الغميـج ديرة الغواص والعيشة نضال موطن الأسفـــــــار والمركب دليــــــج زايد الخيرات خلاها ظلال واحة خضرا على ضفاف الخليـج ماطر كفه ويروينا زلال انتشت لرواح بالطلـــــع البهيــــــج ويقول في قصيدة رثى بها الشاعر الكبير راشد الخضر : مرحوم يا ثرى المسك ذاريه عليـــــه فوعـــــات المروج المطلــــة وعليه نفحات النسايم تناجيه في روضة خضرا ومنور محله ثرنا نترحم له على ذكر طاريه العين تدمـع والقــــــوافي رثن له الشاعر اللي سامرتنا قوافيه ريف وواحـــات وفيّ وظــــله.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©