32 عملاً فوتوغرافياً في صور غير مرئية للإمارات بأبوظبي

استضافت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي معرض التصوير الفوتوغرافي، تحت عنوان ''صور غير مرئية للإمارات''، ويتضمن 32 صورة فوتوغرافية تم اختيارها من بين 1400 صورة لعدد كبير من المصورين الفوتوغرافيين في الإمارات، ويستمر المعرض حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري· وافتتح المعرض زكي نسيبة نائب رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، بحضور عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة، وعدد من الشخصيات الاجتماعية، وصحفيين ومصورين ومحبي التصوير الفوتوغرافي· وتعود تفاصيل إقامة المعرض إلى ثلاث شقيقات إماراتيات، وهن: رشا، وربا، وليلى الحسن اللائي استطعن منذ عام 2006 أن يؤسسن مكوناً ثقافياً مهماً، وهو موقع إلكتروني جمع المصورين من داخل الإمارات لعرض التقاطاتهم بالتصوير الفوتوغرافي لعوالم الإمارات من زوايا متعددة وطرائق فنية مختلفة، وقد جاء معرض ''صور غير مرئية للإمارات'' ليتوج خلاصة جهدهن في هذا الحقل الإبداعي المهم· 32 صورة فوتوغرافية فريدة من نوعها وبأحجام قريبة من بعضها تتراوح ما بين (40*60سم و60*60 سم) استكشفت جوانب غير مرئية في الإمارات، التقطتها آلات تصوير وعيون مصورين لامعين في الإمارات؛ لذا فإن هذا المعرض يرتقي بتخوم التفكير التقليدي من خلال تقديم أفكار جديدة فنياً وتقنياً لمصورين إماراتيين ومقيمين· وتعد هذه الخطوة المهمة لتجميع الإبداعات التصويرية في فن الفوتوغراف ضمن حاضن إلكتروني، المبادرة الأولى والوحيدة الإلكترونية في الإمارات والتي تكرس نفسها لإبراز المواهب المبدعة، إذ انضم أكثر من 300 مصور إلى هذا التجمع الإلكتروني بنحو 1400 صورة فوتوغرافية محلية ذات تميز وجودة فنية عالية يمكنها أن تكون تأسيساً لأرشفة الحياة والعمارة والموروث في الإمارات من جوانب إبداعية وليس توثيقية· كانت الصور الـ(32) المعروضة في معرض ''صور غير مرئية للإمارات'' بمثابة خلاصة للجهد الذي قامت به الششقيقات الثلاث من خلال جمع تلك الصور من بين 1400 صورة تعبر عن تاريخ وحاضر ومنجزات فاعلة وحياة مفعمة بالحيوية لدولة الإمارات· توزعت موضوعات الصور الفوتوغرافية بين جوانب مختلفة، منها: الطبيعة، والحرف، والطيور، والتقاليد، والصحراء، والاحتفالات، والتراث، والعمارة، والابتهالات، والسماء· تجد في موضوعة الطبيعة ما يقرب من خمس صور فوتوغرافية صورت أفعيين قرب بعضهما، وبلبلين فوق غصن، ونبتة في الصحراء، وجرذاً يتأمل بين الأغــــصان، وغزالين يتعانقان· أما الحرف، فكانت قد صورت الخباز وعجينه، وبائع السمك في السوق وهو يعرض بضاعته، وناسج الخوص وهو منهمك في عمله، كذلك موضوعة الطيور، حيث هجرتها ولحظة احتضانها بيضها وعرف الديك النافر وطيور عند جزيرة صغيرة، لوحات أخرى يجمعها موضوع واحد· أما التقاليد والتقاط موضوعتها الأثيرة، فنجد الغزل بيد عارفة، واللباس المنسوج بدقة متناهية، كذلك في موضوعة الصحراء، حيث الغروب فوق التلال، والفيضان بين الجبال والغروب أيضاً عند البنايات الشاهقة، بينما نجد 3 صور في موضوعة الاحتفالات، أبناء الوطن متجمعين رافعين علم الدولة في فرح غامر، ولا يخفى ما للتراث من أهمية نشاهدها في المآذن وبنائها الزخرفي وفي وكر الصقر وصاحبه وهو يتضرع صلاة إلى الله وسط ملكوته الجميل - الصحراء·· والعجوز ذات البرقع وهي تتلذذ بشرب الشاي والرجال أصحاب العصي المقوسة يتأملون مشهداً ما، ''وهي أول صورة من المعرض''، أما الابتهالات ففيها صورة واحدة، حيث ترفع الأكف إلى الله في دعاء نقي، ولم تذهب السماء بعيداً، حيث اقتربت من عدسة الفنان المصور الفوتوغرافي البارع فصور كل ما تحويه من ألوان مبهجة· وقالت رشا الحسن: منذ عام ،2006 قررنا معاً أنا واختاي ''رنا وليلى'' عندما طرحنا هذا التساؤل مادمنا نحب فن التصوير الفوتوغرافي لماذا لا نشجيع المصورين على التقاط العالم المحيط بنا، أقصد عالم الإمارات الذي نعيشه ونتحسسه وننظر إليه بتمعن، ولذا عملنا وصممنا موقعاً على الإنترنت لتشجيع المصورين كافة في الإمارات كي يضعوا صورهم على موقعنا ونجحنا فعلاً، والآن يضم موقعنا 300 مصور مسجل على موقعنا وأكثر من 1000 صورة يقدمها الموقع تصور بلادنا، ثم أضافت: ان معظم المصورين الفوتوغرافيين هم من المواطنين ويشاركهم تصوير عوالم الإمارات المقيمون على هذه الأرض· أما عن المردود من وراء هذا المشروع، فتقول رشا الحسن: إن مردودنا الذي نفخر به هو التقاط الجوانب الجميلة في بلدنا من جهة، وتشجيع المصورين الفوتوغرافيين من جهة أخرى، وإننا لا نريد غير الإبداع الذي تدفعه هوايتنا وحبنا لهذا الفن