أمين الدوبلي (أبوظبي)
قالت سميرة الرميثي، عضوة مجلس إدارة اتحاد الجو جيتسو، إن بنت الإمارات نجحت في التعبير عن نفسها في منافسات بطولة أبوظبي العالمية، وأظهرت قوة شخصيتها، وتركيزها العالي، وقدرتها على التحمل، وأظهرت أيضاً إرادة قوية في الفوز، والصعود إلى منصات التتويج في مختلف الفئات العمرية.
وأكدت الرميثي خلال حضورها منافسات اليوم الأول من بطولة العالم للصغار، والذي تم تخصيصه للفتيات، أنه من بين المشاهد التي أسعدتها في نزالات البنات أمس، هو مشهد الدموع والصياح للفتيات اللائي حصلن على المركز الثاني والثالث، لأن كلاً منهن كانت تنظر إلى الذهب وتبحث عنه.
وأضافت: هذا الشعور في كل الأحوال يبقى دافعاً للتحدي، وحافزاً للأفضل في كل المناسبات المقبلة، إلى جانب الروح أن القتالية لديهن عالية للغاية.
وتحدثت الرميثي عن تطور الفتيات في اللعبة وتقبلهن الانخراط فيها والتميز خلالها في رياضة قتالية، فقالت: هذه مكتسبات هائلة لا يستطيع أحد أن يتخيلها، لأن الجو جيتسو رياضة قتالية، وكلنا ندرك أن فتاة الإمارات كانت بعيدة عن الرياضة عموماً طوال الفترات السابقة، ومن أجل ذلك فإن هذا التحول يعكس مدى تطور رؤية الأسرة والمجتمع للرياضة، ومدى رغبتهم في إسعاد بناتهم وأولادهم، برغم أنهم من قبل كانوا يعتبرون أن رياضة الجو جيتسو للرجال فقط، كما أن الحماس الذي رأيته في الفتيات وأراه كل يوم يشاركن فيه ببطولة، يشير إلى أننا خطونا خطوة هائلة على مسار النهضة، وأن الروح القتالية لدى الفتاة الإماراتية فاقت كل التوقعات.
وتابعت: الجو جيتسو لعبة حافلة بالفوائد والقيم، ففيها الاحترام، والانضباط، والتحدي، والتحمل والصبر، فيها الثقة بالنفس والقدرة على المواجهة، والتأثير الكبير على تكوين الشخصية القوية، إنها ليست مجرد رياضة تمارس في المدرسة أو بعد اليوم الدراسي للطلاب، إنها مفيدة لهم في سلوكياتهم، وفي تعاملاتهم مع المجتمع المحيط.
وعن رؤيتها للمستقبل من خلال متابعة تطور المستوى بشكل متسارع، قالت الرميثي: المستقبل متميز، هذه الرياضة تكسب أرضاً جديدة في المجتمع كل يوم، وتلمس قيماً عميقة، وتقدم مبادرات تلفت الأنظار، وفي ظني أننا بعد 5 أو 10 سنوات لو حافظنا على نفس قوة الدفع سنملك أقوى أجيال المستقبل، سواء من البنين أو البنات، لأن المكاسب التراكمية ستحقق الهدف الذي دخلت الرياضة من أجله وهو المساهمة في بناء جيل قوي قادر على تحمل المسؤولية للحفاظ على مكتسبات الحاضر، والمساهمة في بناء نهضة المستقبل، سنشاهد موجات متتالية من اللاعبين واللاعبات في مختلف الفئات، كما سيكون لدينا المدربات والمحكمات في هذه الرياضة، لتكتمل المنظومة الرياضة. وعن القيم التي من أجلها يتم دعم رياضة الجو جيتسو، أوضحت «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رأى في الجو جيتسو رياضة لكل الأسرة، وقد تحققت تلك الرؤية بالفعل، حيث رأينا في البطولة الأب والابن والابنة يمارسونها، وهي لا تتطلب سناً محددة، كما أنها رياضة تلزم صاحبها بالتحلي بالعقل والذكاء كي يحقق الفوز فيها، وأنها تدريبات عقلية، وإلى جانب ذلك فهي تؤصل الكثير من المعاني والثوابت منها الانضباط والتركيز العالي، والتوازن، وبالتالي فقد وجدت طريقها للانتشار السريع لأن الأسرة وثقت فيها».
وتابعت: توقعت أن تلامس هذه اللعبة رغبات المجتمع وتنتشر بسرعة كبيرة، لثقته في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولاختياره لما يناسبهم، لأنه لا شك في إيمان كل شرائح المجتمع بحكمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولكن ما أدهشني في التجربة هو هذا التميز لدى الفتيات، والمهارات العالية اللائي أظهرنها في هذه الرياضة بما جعلها تتطور بشكل سريع.
وقالت: إنجازات الفتاة الإماراتية تؤكد أنه لا توجد حدود فاصلة بين المرأة والرجل، لأنها قادرة على التحدي والانتصار عندما تضع أهدافها، وتحدد آلياتها، لقد أثبتت فتاة الإمارات أنه لا توجد حدود لآفاق شخصيتها وأنها قادرة على أن تكون قيمة مضافة في المجتمع، وأن تتحمل المسؤولية بشجاعة واقتدار، وتملك الثقة الكافية للنجاح في هذا المضمار.
وعن دور الأسرة في نجاح مشروع الجو جيتسو بالدولة، أوضحت الرميثي «لولا الأسرة ما وصلنا إلى ما حققنا من إنجازات، والاتحاد كان ذكياً في التواصل مع الأسرة وإيجاد القواسم المشتركة معها، وإدماجها في تحمل مسؤولية تطور المشروع، وبالتالي دروها مهم للغاية مثل المدرسة، ولحسن الحظ فإن الجو جيتسو يساهم أيضاً في توطيد وتقوية العلاقة بين أركان الأسرة؛ لأن الأب والابن والابنة يمارسونها معاً، فتحقق المزيد من التقارب والتماسك في الأسرة والمجتمع، ونحن دائماً في الاتحاد نؤكد بأن مثلث التميز هو الأسرة والمدرسة والاتحاد.
وتحدثت الرميثي عن تأثير مشروع أبوظبي في الجو جيتسو على المشهد العالمي والترويج للعاصمة أبوظبي، وقالت: الجو جيتسو باتت سفيراً مهماً للرياضة الإماراتية في كل دول العالم، فكثير من الدول بدأت تعرف أبوظبي من خلال الجو جيتسو، كما أنها تقدم نموذجاً مميزاً لعاداتنا وتقاليدنا عبر لاعبينا ولاعباتنا عندما يشاركون ويمثلون الدولة في النزالات، وعندما ينظم الاتحاد البطولات الدولية وينجح في التنظيم، وعندما يبرز ويحتل المناصب الدولية لتميزه وقدرته على تحقيق الإضافة.
فازت بفضة وزن 82 كجم
عليا: «العربية» تصنع المستحيل
أبوظبي (الاتحاد)
قالت عليا سعيد المزروعي صاحبة الميدالية الفضية في وزن تحت 82 كجم للحزام الأبيض إنها لم تشارك في النسخة الأخيرة من بطولة العالم بأبوظبي لأنها كانت مصابة، مشيرة إلى أن تواجدها أمس مثل المشاركة الأولى لها، والفرحة الأولى أيضا.
وأضافت: خضت نزالين فزت في الأول وخسرت في الثاني، وقد تعلمت من هذه الرياضة كيف أتحكم في عصبيتي وأتواضع مع الآخرين، وأدافع عن نفسي، وأحقق التوازن في شخصيتي بين الميول المختلفة سواء كانت رياضية أو تعليمية أو أخلاقية.
وأوضحت عليا التي تدرس في مدرسة الطليعة للتعليم الأساسي في العين أنها حققت العديد من الفوائد من الجو جيتسو في تجربتها، ومن بين ما استفادته قدرتها على التركيز واتخاذ القرار، والشجاعة في مواجهة أي ظروف غير متوقعة، برغم أنني أمارس اللعبة منذ عامين فقط، وطموحي أن امثل بلادي مع المنتخب وأحقق الإنجازات لأرفع علم الوطن. وعن بداياتها مع الجو جيتسو، قالت: عرفت هذه الرياضة من المدرسة، وأحببتها لأنها تغير حياة الفتيات وتجعلهن أكثر شجاعة، ومع هذه الرياضة أشعر بانني دائما أستطيع أن أفعل كل شيء، وأحقق كل أمنياتي، وأشكر أمي وأبي لأنهما يدعمانني جدا، ولولا دعمهما ما كنت قد وصلت لمنصة التتويج، وأقول لهما إنني قادرة على تحقيق حلمكم بان أكون مهندسة ورياضية في نفس الوقت، وأن أكون سببا لفخركم.
وأضافت: أثبتت رياضة الجو جيتسو أن المرأة العربية تستطيع أن تصنع المستحيل، وأن الإماراتية قوية، ويمكن أن تكون لها كلمتها في المجتمع، وأن تتحمل المسؤولية وتنجح في كسب الثقة والقيام بكل الأدوار الموكلة إليها.
عدد اليوم
