إعادة تصنيع 85% من مخلفات البناء

تصنف المخلفات الصلبة المتمثلة في مخلفات البناء والهدم من أهم مسببات التلوث· وتعتبر مشكلة التخلص من هذه المخلفات من أكثر المشكلات البيئية المزمنة في الإمارات· ووفق تقرير بلدية الشارقة البيئي الراهن، فإن كمية المخلفات من هذا النوع وصلت الى أعلى مستوياتها اي بمعدل يومي يصل 5 آلاف و500 طن جراء التطور العمراني الهائل الذي تشهده الإمارات عامة و إمارة الشارقة خاصة· وبناء على هذه المعطيات أنشأت شركة الإمارات للتقنية البيئية محطة إعادة تدوير مخلفات الهدم بتكلفة إجمالية قدرها 40 مليون درهم· والمقرر أن تستقبل مخلفات المباني وإعادة تدويرها للحد من تراكمها في مواقع الإنشاء والشوارع والأرصفة· وتهدف الى الحفاظ على التوازن البيئي من خلال التقليل من عمليات تكسير أحجار الجبال وما ينتج عنها من مضار بيئية· وبنيت المحطة على مساحة 20 ألف قدم مربعة وتتكون من وحدة تكسير المواد ووحدة فصل المواد حسب الحجم، واخرى لفصل المواد حسب النوع (حصى، ورق، حديد، بلاستيك، خشب···)،اضافة الى وحدة كبس المواد القابلة للضغط، وحدة تشغيل ومراقبة المحطة والآليات وفرق العمل· واوضح مدير إدارة الخدمات البيئية بالوكالة في بلدية الشارقة المهندس حسن التفاق أن قسم النفايات الصلبة يقوم، بشعبه المختلفة، بالعديد من الأنشطة التي تهدف إلى الحفاظ على بيئة مدينة الشارقة ونظافتها· ويعمل على تنفيذ خطط بيئية لتحقيق بيئة صحية نظيفة خالية من الأمراض والتلوث· واشار التقرير السنوي لقسم النفايات الصلبة للعام الفائت أن كمية المخلفات والنفايات التي خلفتها المناطق الصناعية المختلفة، والتي تم نقلها الى مكب النفايات الجديد في منطقة الصجعة، بلغت نحو 552 ألف طن· تم التخلص منها بطريقة الدفن أو الطمر الصحي· وأوضح التقرير أن العاملين والسائقين في القسم قاموا بنقل حمولة 584 سيارة كبيرة من الأحجار من الطرق والأماكن المختلفة· بدوره اعتبر مدير عام بلدية الشارقة الدكتور صلاح طاهر الحاج أن النهضة العمرانية والصناعية في الإمارات اوجدت حاجة ماسة للبحث عن حل للنفايات بجميع أنواعها وخاصة نفايات الهدم والبناء· وأشار الى محطة اعادة تدوير مخلفات البناء في منطقة الصجعة في الشارقة التي تحتوي على مكب النفايات الرئيسي للمدينة، تشكل خطوة أساسية على طريق الحل· ولفت الى انه من المقرر أن تضم المحطة لاحقا مصانع لإعادة تدوير النفايات بكافة أشكالها· وأوضحت المديرة التجارية لشركة الإمارات للتقنية البيئية تانيا افرام أن هذه المحطة بدأت انتاجها في شهر مارس الفائت وهي الاولى من نوعها في دولة الإمارات· وتعمل المحطة بادارة رينهارد غوشل بالتعاون مع بلدية الشارقة وتضم خمسة مهندسين من حاملي شهادات الميكانيك والكهرباء والهندسة الصناعية· واستقطب المصنع كادر موظفين مؤهلين لإكمال هذه المهمة يضم 55 عاملاً وخمسة إداريين على رأسهم المهندس حميد المعلا· وأشارت افرام إلى أن هذا الكادر يعمل بمناوبة واحدة لمدة 9 ساعات وينتج 2000 طن من المواد الجاهزة للبيع مثل الرمل الذي تتراوح سماكته بين صفر و10 ملم والخرسانة بسماكة تتراوح بين 10 إلى 45 ملم التي تستخدم في أعمال الطرق وإنتاج الإسفلت والخرسانة التي تفوق سماكتها عن 45 ملم للاستخدام في أعمال الطرق ومواد الردم والحوم البلاستيكية والورق المقوى والأخشاب والحديد· ولفتت افرام ان جميع المواد المخصصة للبيع ستكون مواد مرخصة ومطابقة لمواصفات مواد البناء ذات المستوى الجيد· ونوهت الى أن الكمية التي تصل إلى هذا المصنع يومياً تقارب 4000 طن· واشارت الى أن بلدية الشارقة تعمل حاليا على تشغيل مناوبة ثانية قريباً ولمدة تسع ساعات أخرى· وأكد صلاح طاهر الحاج أن ابرز الصعوبات التي واجهت تشغيل المصنع تمحورت في إيجاد الكادر المهني الذي يستطيع ان يتأهل لإدارة مثل هذه المصانع الحديثة والتي تتطلب الكثير من المراقبة والدقة والصيانة· واضاف ''لكن بمساعدة الشركة الأم تم تدريب الكادر على يد خبراء نمساويين لمدة 6 شهور''· وأوضح ان مثل هذا المصنع سوف يخلص إمارة الشارقة من مشاكل نفايات الهدم التي كانت ترمي بشكل غير نظامي وتسيء لمنظر الإمارة وللبيئة بشكل عام· واعتبر ان المصنع سيفتح آفاقا لأنواع جديدة من الأعمال وسيكون رافدا اساسيا لسوق مواد البناء المحلية· وأشار الى أن خطة عمل المحطة تتضمن إعادة تدوير وبيع 85% من النفايات ''مما يعني توفر المواد بشكل أكبر وأسرع لأصحاب شركات البناء''· واعلن الحاج عن الانتهاء من انجاز أول حفرة طمر صحية، على بعد كيلومتر واحد من المحطة، ومعدّة لاستقبال النفايات غير الصناعية القادمة من مدينة الشارقة بعد فرزها وطمرها وفق الاطرق الصحية الدولية المعترف والمصرح بها· ويعمل المسؤولون أيضا على تحضير حفرة ثانية من المقرر الانتهاء منها مع نهاية عام ·2009 واكد الحاج البدء بتنفيذ خطة إعداد كادر أخر مؤهل لإدارة مكب النفايات في الصجعة بأكمله، واستقبال ومعالجة وإدارة جميع النفايات القادمة من إمارة الشارقة· ولفت الحاج الى دور المحطة في تحقيق عوائد مالية لبلدية الشارقة فضلا عن دورها في توفير مساحات شاسعة كانت تستنزف سابقا في تراكم المخلفات وطمرها·وأكد أن بلدية الشارقة ستشرف على عمليات التشغيل من خلال قسمي النفايات الصلبة وحماية البيئة· وشرعت المحطة بمعالجة المخلفات الواردة اليها بعد الانتهاء من مرحلة الاختبار بمعدل يومي يفوق الـ 1000 طن· ومن المقرر أن يتم استخدام المنتج من قبل قسم الخدمات العامة التابع للإدارة الفنية بغـرض رصــف الشــوارع المؤقتة·