الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
10 يناير 2018 00:08
معظم دول العالم تعرضت لأزمات سياسية واقتصادية وصحية وحتى رياضية، فعدم تأهل منتخب هولندا وإيطاليا لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا أزمة لأنها تصنف ضمن المنتخبات الكروية القوية التي لها صولات وجولات في المستطيل الأخضر، فعدم عبورها حاجز التصفيات أثار دهشة الجماهير في كل أصقاع الأرض، والسبب يعود لوجود خلل في أداء المنتخبين، وهذا ما يستدعي البحث والفحص والدراسة لتدارك أسباب تدني المستوى الكروي للفريقين، أي يمكن القول إن هذه الحالة لا تتعدى معادلة الأزمة بمفهومها الفكري وعندما ينتشر وباء كإنفلونزا الطيور في دولة أوروبية حينها ستصنف الحالة على أنها أزمة صحية. وفيما مضى أعلنت الأرجنتين إفلاسها، ومن بعدها اليونان عانت من ذات الشيء لكن الأثر كان اقتصادياً وفي خضم هذه الأحداث لا تتعدى القضية كونها أزمة يمكن التعامل معها بمرونة وسلاسة، فمثلما هناك أسباب لحدوث خطأ ما هناك حلول لسد فجوة الخطأ، أي بمعنى أن أوروبا عانت من الأزمات منذ قرون، لكنها تخطتها مع مرور الوقت ضمن إطار زمني معين ومن خلال وضع برامج مصممة خصيصاً للتعامل مع قضايا كهذه، وفق تخطيط وتنظيم سليمين. وعندما تتمكن الأزمة من نسج خيوطها في أمم الشرق تختلف المعادلة كلياً، فالعكس يحدث، حيث لا خطط ولا برامج وليس هناك من حلول ومعالجات ولا يوجد أي معيار زمني لتجاوزها، فالمواطن الشرقي يعاني الأزمات منذ سنين طوال، حيث بدايات إعلان استقلال دولها بداية بالخليج وصولاً إلى المحيط، بل تجاوزت هذه الرقعة الجغرافية الهائلة وانتشرت في دول أفريقيا وصعوداً وصلت إلى حدود نمور آسيا، فلطالما كانت الأزمات المالية والصحية والرياضية والسياسية كابوساً يطل بظلاله على ضفاف الأحلام الوردية للشعوب الشرقية، فبين متاهات السياسة وخفايا الاقتصاد عانت أمم الشرق البؤس والفقر والجهل، فهذه الأمور لا تحدث في دول العالم المتحضرة، بل تحدث في دول العالم الثالث، وإن حدث في الدول المتقدمة فهناك الإمكانية للخلاص من آثارها بديناميكية هائلة بينما في الدول الواقفة تحت سقف مظلة الشرق، فإن الأزمة تلاحق أخرى وما إن تنتهي حتى تولد أخرى، وهكذا إلى أن يقضي المواطن الشرقي مجمل مراحل حياته بين أروقة الفواتير والديون المتراكمة فالمنطق الصحيح يقول إن لكل شيء حلاً وإن وجدت مشكلة فبالتأكيد هناك مخرج لها، لكن الشرقي البائس والفقير مبرمج وفق هيكلية مكونة من دعائم وأسس الأزمات، لذلك فإن المتابع لنشرات الأخبار التي تبثها القنوات الفضائية سيلاحظ أن ما تتداوله من تقارير يومية ما هي إلا خلطة مكونة من مادة واحدة وهي الأزمة، فاليمن وسوريا في حرب طاحنة، والعراق محصور في خانة الطائفية والإرهاب والفساد، ومصر تنهشها شظايا القنابل الموقوتة بين الحين والآخر، وشرارة الرصاص في ليبيا ما زالت كالجمر، والصراع السياسي والفكري بين الدول في صعود لا نهاية له... كل هذه الأحداث تدور في فلك الأزمات التي لا حصر لها. إيفان علي عثمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©