«البينت بول» متنفس للشباب وحرب شوارع لا تخلو من إصابات

«سمعت الكثير من الشباب يتحدثون عن « البينت بول»، بأنها مثيرة و حماسية وأجواء تنافسية، فأسرعت برفقة أصدقائي لمعرفة المزيد عن «البينت بول»، ولم أتخيل أن تكون بهذه الروعة، لقد خضت تجربة لا تنسى سأحرص على تكرارها مرة أخرى». هكذا وصف سالم لعبة «البينت بول»، أو كرة الصبغ، ولمن يسأل عنها فهي أحدث صرعة في عالم الألعاب التنافسية، وفي مدينة العين بالتحديد يتجه الشباب الجامح الباحث عن التميز والهوايات الخارجة عن المألوف، إلى الحدود الخارجية لمدينة العين بعيداً عن ضوضاء المدينة، حيث يتربع نادي العين للهواة محتضناً ألعاب التشويق والإثارة، ومن ضمنها لعبة «البينت بول»، التي جذبت العديد إليها بما تحتويه من تحد ومنافسة، وما تتطلبه من ذكاء وتكتيك وتركيز. لعبة شبيهة بحرب الشوارع يسعى ممارسوها إلى تحقيق الفوز من خلال إرداء أكبر قدر ممكن من أفراد الخصم، عبر تلطيخهم بما تجود به بنادقهم من رصاصات ملونة بألوان الطيف، وذلك عبر اتباع تعاليم قائد الفريق الذي وضع خطته المحكمة مسبقاً مع أعضاء فريقه، فهي أولاً وأخيراً لعبة خططية تكتيكية حماسية مثيرة، تضعك في أجواء الحروب بكل ما تحمله من تحد وخوف وإصرار على الفوز، مع رغبة بالاستسلام عندما تعجز عن تحديد موقع خصمك الذي قد تكون نصب عيني بندقيته. الأمن والسلامة تمارس «البينت بول» في الهواء الطلق ضمن مساحات مفتوحة، حيث تتوافر مستلزمات اللعبة من أجل الاستمتاع بها، مع الأخذ بالاعتبار احتياطات الأمن والسلامة الواجب توافرها، وتقول أورى جرجري- مديرة قسم «البينت بول»: «يجب أن يكون السلاح المستخدم مختبراً بجهاز الرادار لتحديد سرعة طلقته، فلا يجب أن تتجاوز السرعة 85 متراً في الثانية، لأنها قد تسبب إصابة بليغة، كما يجب أن يلتزم اللاعب بارتداء الدرع الواقي الذي يحميه من قوة اصطدام الطلقات، بالإضافة إلى قفاز اليد الخاص بلعبة «البينت بول»، والذي يحمي أصابع اللاعب من أن تصاب بضرر خلال إطلاقه للكرة الملونة، وقناع الوجه الذي يحمي الوجه وبالأخص العين، والتي إذا تمت إصابتها لا سمح الله قد تؤدي إلى العمى، ومن لا يريد أن تتلطخ ملابسه بالألوان عليه ارتداء الزي الخاص باللعبة، الذي سيتكفل بالتصدي للطلقات الملونة، أيضاً من مهام حكم البينت بول» والذي يعرف بـ «MARSHL» إلقاء التعليمات على اللاعبين قبل بدء اللعبة، ومراقبة اللاعبين وتنبيههم للالتزام بقواعد الأمن والسلامة خلال اللعبة، فمثلاً لا يجوز أن يخلع اللاعب قناعه، وبالتالي على الحكم أن يخيره على الفور بين إعادة القناع أو الخروج من اللعبة». وتعد لعبة «البينت بول» من أكثر ألعاب التشويق أماناً حسب الترتيب العالمي الذي تظهره الدراسات، إذا لعبت ضمن الشروط والتعليمات، حيث صممت الطلقة من مادة جيلاتينية مطاطية لتنفجر عند اصطدامها بأي حاجز، ويمكن حصر الإصابة الناجمة عنها، بين المتوسطة إلى الخفيفة لمدة لا تتجاوز أياماً معدودة في حال تلقي الطلقة من مسافة قريبة، أما عن الآثار فلا تتعدى كونها ألواناً تزول بالماء على الفور. على من يرغب في ممارسة « البينت بول» أن يختار لعبة من عدة ألعاب، وعلى سبيل الذكر لا الحصر هناك لعبة العلم حيث يقوم كل فريق بجمع أكبر قدر ممكن من الأعلام الموضوعة أعلى تلة في منتصف حلبة اللعبة، في حين تعتمد لعبة التصفية على أن يقوم كل فريق بتصفية أفراد الفريق الآخر، والفريق الفائز هو الذي يقضي على جميع أفراد الخصم، وإذا شعر أحدهم بالخوف أمامك يمكنك أن تأخذه كرهينة، وتوفر طلقتك الملونة لخصم آخر، «هي اللعبة الأكثر إثارة» كما يقول نهيان العامري والذي أتى برفقة أصدقائه من الصم لتجربة هذا اللعبة بالتحديد، فبالرغم من الهدوء الذي ساد نقاشهم، إلا أنه لا يمكن للجالس إلا أن يلحظ الحماسة التي تميزت بها وجوههم المتشوقة لبدء اللعب، فيعد كل فريق منهم بالتغلب على خصمه وتصفيته خلال جمع الأعلام.