الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بين العشق والنار

17 ابريل 2017 01:15
العشق والنار لعبة العشاق والثوار، والمنطق أن يجتمع الاثنان على طاولتي، فأنا نصف عاشق ونصف ثائر، ففي خضم المأساة التي تعيشها القصيدة أرى خيوط هاتين اللؤلؤتين ترافقان سهرتي، وأرى كيف ينهش اللهب رماد شرايين يساري. وقفت حينها في آخر نقطة من شواطئ عينيك ورأيت وجهك، فالتقطت منه صورة رومانسية، ورسمت خطوط يديك، وأبحرت سنابلك معي، ووجدت نفسي حينها غارقاً في ظلال العشق والنار. تطاردني ترانيم الحنين كلما شطبت كلمة أو حرفاً من قصيدتي، وأشعر كأنني تركت خلفي بقايا صامتة تأبى الانصياع لقلمي. هذا ما يحدث ويدور في أروقة ما تملكينه من زمرد وياقوت، فبين صهيل صوتك القادم من الأفق وهذيان الذاكرة أحاول أن أخفي بعضاً من الأوجاع. دائماً أحاول أن أكون هادئاً في كتاباتي، لا سيما تلك التي أناضل فيها من أجل إيصال رسائل الشوق، لذا دائماً أقول لك لا تدخليني في متاهات الهوى، فإن لدغته تحول ما أكتبه إلى مقطوعة موسيقية غير قابلة للترويض أمام قوانين قلبك الذي لطالما تجاوزته بكبريائي وبنرجسيتي وبحبر قلمي، فالثورة عنوان رحلتي معك، والهدوء الذي اصطنعه تارة هنا وتارة هناك ما هو إلا هروب لبعض حروفي وكلماتي، لأنني أحاول أن أظهر أنيقاً كعادتي معك، لكن ما تفعلينه الآن معي بحديثك عن الهوى كافٍ كي يجردني من الأناقة ويحولني إلى نص وحشي. أمام يومياتي التي تعيث فيها همسات فوضى مشاعرك أنقش فوق جدران العشق آخر وصايا قصائدي، حيث لا مكان لهزائمي معك، فعندما يحتل وباء الشوق ذاكرتي أؤدي هذه الطقوس، وأختفي مع أجراسك المزدحمة بعبق العطر وندى شفتيك، وأمتطي وشاحك الأحمر، هنا وهناك في الأفق تحوم أسراب الحروف والكلمات. بين العشق والنار ثمة تناسخ روحي، فالأول يغازل الوجه الآخر لصخب البحر، والثاني يحرق الملح، فوق رماله يلتقيان عند معبر اللقاء والوداع، ويفترقان في ذات المكان، تاركين خلفهما مولدهما الجريح الذي يحمل في جانبه الأيسر نبض رحيلها من دمه. إيفان زيباري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©