بطل أوكرانيا يحلق في سماء أوروبا بأجنحة الملياردير أخميتوف

ما سر الطفرة الهائلة في نتائج شاختار دونتسك الأوكراني؟ وكيف نجح في السيطرة على جميع الألقاب في أوكرانيا، ثم حقق انجازاً تاريخياً بالفوز بكأس الاتحاد الأوروبي 2009؟، والإجابة تكمن في كلمة واحدة “المال”، فقد تولى الملياردير الأوكراني “رينات أخميتوف” رئاسة النادي 1996، ومنذ هذا الوقت بدأ شاختار يحلق في صدارة الأندية الأوكرانية دون منافس تقريباً، حيث حصل الفريق على لقب الدوري الأوكراني لأعوام 2002، و2005، و 2006، و2008، و2010، كما حصل في عهد أخميتوف على لقب الكأس 5 مرات، وسوبر أوكرانيا 3 مرات، وتأكدت الطفرة الهائلة وتأثير أموال رجل المال والأعمال أخمديوف حينما فاز شاختار بأول لقب أوروبي 2009 . قصة أخميتوف تتشابه كثيراً مع السيرة الذاتية للملياردير الروسي رومان إبراموفيتش مالك ورئيس تشيلسي، حيث نجح كل منهما في استخدام المال لدعم النادي الذي يتوليان رئاسته، ودفعه إلى مصاف الأندية الأوروبية الكبيرة، كما أن أخميتوف وإبراموفيتش يتمتعان بأصول اجتماعية متشابهة، حيث ينحدر كل منهما من طبقة عاملة كادحة، ولكنهما نجحا في استغلال عصر الانفتاح الذي جاء في أعقاب سقوط الاتحاد السوفييتي في تكوين ثروة هائلة. أخميتوف من مواليد دونيتسك بأوكرانيا في 1966، حصل على شهادة عليا في الاقتصاد منتصف التسعينيات، وترأس أحد البنوك، ثم توجه إلى مجال الاستثمارات الخاصة، وأصبح يملك واحدة من كبريات الشركات المالية والصناعية في العالم، وهي شركة “إس سي إم”. بدأ تفكير أخميتوف يتجه نحو كرة القدم طمعاً في الشهرة و”البرستيج” الاجتماعي، فحصل على رئاسة نادي شاختار منذ 1996، ولايزال يتولى مقاليد الأمور في النادي حتى الآن، كما تمكن أخميتوف من اختراق دوائر العمل السياسي بحصوله على عضوية البرلمان الأوكراني، وهو وفقاً لتصنيف مجلة المال والأعمال الأميركية “فوربس” يحتل المرتبة 148 على لائحة أثرياء العالم بثروة تبلغ قيمتها 10 مليار دولار. فريق شاختار يملك على لائحته 12 لاعباً محترفاً يكبدون خزائن النادي الملايين، ولكن أخميتوف يتولى مهمة الإنفاق على النادي بسخاء، أملاً في مزيد من المجد وخاصة على المستوى الأوروبي، ومن بين الـ 12 محترفاً لدى شاختار 6 لاعبين من البرازيل يرجحون كفة الفريق في غالبية المباريات سواء المحلية أو القارية. الجانب المظلم في مسيرة أخميتوف أنه كان على علاقة بالمافيا في بدايات مسيرته المهنية، وتردد أنه حصل على جزء كبير من ثروته في ظل انضمامه إلى عصابات الجريمة المنظمة، ولكن الملياردير الأوكراني نفى تلك المزاعم فيما بعد، مؤكداً أن الإشاعات تلاحق الناجحين في كل مكان، حيث يعتبر أن تجربته في مجالات المال والسياسة وكرة القدم هي تجربة ناجحة بامتياز.