الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: واقع الأمة يفرض التكاتف لمواجهة الإرهاب

العلماء: واقع الأمة يفرض التكاتف لمواجهة الإرهاب
27 مايو 2016 03:38
حسام محمد (القاهرة) أيد علماء الدين من مصر وخارجها الدعوة التي انطلقت من الأزهر مؤخراً لتشكيل تحالف من علماء الأمة على غرار التحالف العسكري الإسلامي، بهدف توحيد جهود العلماء من الأقطار العربية والإسلامية كافة في مواجهة الفكر الإرهابي والتكفيري، ودحض كل فتاوى العنف والتمييز التي تطلقها خفافيش الظلام. ويقول الدكتور عبد الدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء: نحن مع تلك الدعوة قلباً وقالباً، ونرى أن الوقت حان لتشكيل تحالف علمي رصين، يضم كل علماء الأمة، بحيث يعمل الجميع ككتلة واحدة، وتصدر عنهم آراء فقهية موحدة، تفند وتكشف حقيقة الفكر الضال الذي تعتنقه الجماعات الإرهابية، وبدلاً من قيام كل مؤسسة وتجمع بإقامة مؤتمرات هنا وهناك وتتعارض التوصيات بين هؤلاء وهؤلاء، فما الذي يمنع أن يتم تشكيل التحالف بحيث يكون المشرف العام على تنظيم ندوات ومؤتمرات موسعة توضح فيها أن الإسلام بريء من الإرهاب، وأن المسلم الذي يعتز بدينه وقيمه وعاداته وتعاليمه لا يمكن أن يؤذي إنساناً لم يضره في شيء، مهما كانت الأسباب، وأن الإسلام دين ينفتح على الجميع ويقبل التعددية وعلى الحكومات الإسلامية دعم هذا التحالف، خاصة في إقامة تلك الندوات والمؤتمرات، على أن يكون بعضها في الغرب، بحيث تكون وسيلة لمخاطبة غير المسلمين على أرضهم وبلغاتهم المختلفة، لتصحيح الصورة المشوهة عن الإسلام والمسلمين، فالواقع الدولي الراهن يؤكد أهمية تنسيق الجهود والإخلاص والتفاني من أجل تصحيح صورة الإسلام، وأضاف: لا بد ونحن نتخذ تلك الإجراءات أن نعي جيداً أن مشكلتنا في السابق هي أننا لم نبذل كمسلمين محاولات جدية لنشر حقيقة دور الحضارة الإسلامية في إثراء الحضارة الإنسانية، لكن لم يقم المسلمون بمحاولات جادة لترويج الإسلام الحقيقي الذي يحض على التسامح بين الناس جميعاً بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، وذلك بسبب تشتت الجهود، ولكن توحيد جهود العلماء في تحالف واحد يعني أن المسلمين قادرون على نشر التعاليم الإسلامية الحقيقية التي تضمنها القرآن الكريم والسنة المطهرة. سبل النجاح الدكتور حامد أبو طالب، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، يرى أن تشكيل تحالف من علماء الأمة أمر إيجابي للغاية، وعلينا أن نبحث عن سبل النجاح قبل تشكيل التحالف، فلا بد أن يضم كل العلماء من الأقطار الإسلامية كافة ومن الجاليات في الغرب، بحيث يتم وضع استراتيجية للتعامل مع الفكر الإرهابي من ناحية وتصحيح صورة الإسلام من ناحية أخرى، ففي البداية لا بد أن يقوم التحالف برصد كل الآراء التي يصدرها الإرهابيون، وتقديم الدليل العلمي من الفقه الإسلامي الصحيح عن خطأ المفاهيم والآراء التي يروجها أعضاء الجماعات الإرهابية، وعلى الجانب الآخر لا بد أن يتبنى التحالف الجديد استراتيجية للنفاذ داخل المنظومة الإعلامية في الغرب بحيث نؤكد للعالم كله أن الإسلام بعيد كل البعد عن الإرهاب، وإن كان هناك إرهابيون فشلوا في فهم صحيح الدين أو حركتهم أصابع المعادين للإسلام، فمارسوا الإرهاب باسم الدين، فهذا لا يعني أن كل المسلمين متطرفون ولا يعني أيضاً أن الإسلام دين تطرف وتشدد، فالتطرف موجود بين أتباع مختلف الديانات والعقائد السماوية وغير السماوية، وأن العلاقة بين الغرب المسيحي والشرق المسلم من الممكن أن تكون إيجابية يتحقق من خلالها الهدف الذي ينشده الجميع، وهو الأمن والسلام والرفاهية بين الغرب والشرق، ولا يجب أن يكون أبداً صراع حضارات أو خلاف حضارات، وإنما يظل في إطاره الصحيح، وهو اختلاف الثقافات. ويقول: الخلاصة هي أن يكون هدف التحالف هو العمل على توطيد أواصر اللحمة بين المجتمعات الإسلامية، ونبذ الاختلافات، والتصدي للموجة التكفيرية، وتوحيد الخطاب الديني الإسلامي، وإشاعة ثقافة الحوار والتسامح، واحترام التنوع، تناغماً مع متطلبات ومخاطر المرحلة الراهنة، فلا بد أن تتم ترجمة تلك الدعوة إلى واقع عملي عملا بقوله تعالي: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا...)، «سورة آل عمران: الآية 103»، ولهذا فلا بد من السعي حثيثاً لإنشاء ذلك التحالف بهدف صد التيارات الفكرية والعقدية المتطرفة، وفتح قنوات لتبادل الآراء بين علماء الإسلام في كل مكان في العالم، وحماية العقيدة الإسلامية والوحدة من كل النزاعات والتيارات والأفكار التضليلية. توحيد كلمة العلماء وزير الأوقاف المصري الأسبق الدكتور محمود حمدي زقزوق، قال من جانبه: إن الواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية يفرض علينا إنشاء هذا التحالف الفكري الذي يهدف إلى توحيد كلمة العلماء والمؤسسات الدينية الإسلامية في شتى بقاع الأرض في مواجهة الفكر المتطرف وبحيث يكون موازياً للتحالف العسكري الهادف إلى قطع دابر الإرهاب، ومثلما تقوم الآلة العسكرية بمقاتلة الإرهابيين، فعلى العلماء أن يحصنوا الشباب من أفكار الإرهاب المسمومة. ونحن كعلماء دين نؤمن بأهمية المواجهة العسكرية ضد الجماعات الإرهابية باعتبار تلك الجماعات وباء ابتليت به الأمة، ولكن في الوقت ذاته، فنحن مطالبون بمواجهة الفكر الذي تصدره تلك الجماعات، بعد أن أثبتت التجربة أن هذا الفكر انتقل عبر الوسائل المختلفة، ووصل إلى شتى بقاع الأرض، وهو ما يؤكد أهمية التحالف الفكري بمثل أهمية التحالف العسكري، وهو ما يؤكد ضرورة إقامة وإنشاء تحالف إسلامي من العلماء الصادقين، بحيث نقوم بتوحيد جهودنا وتحصين الشباب من أن ينخدعوا، وإذا كان الإرهابيون يواجهون بالسلاح، فإن فكرهم لا بد أن يواجه بالحجة والبرهان. وأكد زقزوق أنه بعد أن أثبتت الأحداث أن الإرهاب يستغل فرقتنا وتشتت جهود العلماء والمؤسسات الدينية ليصدر فتاويه وآراءه التي ما أنزل الله بها من سلطان، فقد آن الأوان لإقامة هذا التحالف المنشود، بشرط أن يقوم على التفاهم والتسامح والاحترام المتبادل، ونتخلص من خلافاتنا حتى نتفرغ لعدونا الأكبر وهو الإرهاب، وعلينا أن نستلهم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم للقضاء على الخلافات، تمهيداً لمواجهة الفكر الضال، قال تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، «سورة الأنفال: الآية 46»، وقال صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَي عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ كَمَا تَدَاعَي الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا»، قَالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ، تُنْتَزَعُ الْمَهَابَةُ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ، وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ». قالوا: وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدنيا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©