الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الأتقياء.. أكرم الناس عند الله

27 مايو 2016 02:29
أحمد محمد (القاهرة) لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلالا حتى أذن على ظهر الكعبة، فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيس الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم، وقال الحارث بن هشام، أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا، وقال سهيل بن عمرو إن يرد الله شيئاً يغيره، وقال أبو سفيان إني لا أقول شيئا أخاف أن يخبر به رب السماء، فأتى جبريل عليه السلام النبي وأخبره بما قالوا، فدعاهم وسألهم عما قالوا، فأقروا، فزجرهم الله عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال والإزراء بالفقراء، وأنزل قوله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، «سورة الحجرات: الآية 13». قال ابن كثير يقول تعالى مخبرا للناس أنه خلقهم من نفس واحدة، وجعل منها زوجها، وهما آدم وحواء، وجعلهم شعوباً، وهي أعم من القبائل، وبعد القبائل مراتب أخر كالفصائل والعشائر والعمائر والأفخاذ وغير ذلك. طاعة الله فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة الله ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال تعالى بعد النهي عن الغيبة، منبها على تساويهم في البشرية: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...)، أي ليحصل التعارف بينهم، كل يرجع إلى قبيلته. وقوله (... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ...)، أي إنما تتفاضلون عند الله بالتقوى لا بالأحساب، وقد وردت الأحاديث بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سئل: أي الناس أكرم؟ قال: (... أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ...)، قالوا ليس عن هذا نسألك، قال: «فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله، ابن خليل الله»، قالوا ليس عن هذا نسألك، قال: «فعن معادن العرب تسألوني؟» قالوا نعم قال: «فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا»، وقال: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»، وقال لأبي ذر: «انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى». حقوق الأقارب وقوله: (... إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، أي عليم بكم، خبير بأموركم، فيهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ويرحم من يشاء، ويعذب من يشاء، ويفضل من يشاء على من يشاء، وهو الحكيم العليم الخبير في ذلك كله. وقال السعدي، يخبر تعالى أنه خلق بني آدم، من أصل واحد، وجنس واحد، وكلهم من ذكر وأنثى، ويرجعون جميعهم إلى آدم وحواء، ولكن الله تعالى بث منهما رجالاً كثيراً ونساء، وفرقهم، وجعلهم شعوباً وقبائل، وذلك لأجل أن يتعارفوا، فإنهم لو استقل كل واحد منهم بنفسه، لم يحصل بذلك التعارف الذي يترتب عليه التناصر والتعاون، والتوارث، والقيام بحقوق الأقارب، ولكن الله جعلهم شعوبا وقبائل، لأجل أن تحصل هذه الأمور وغيرها، مما يتوقف على التعارف، ولحوق الأنساب، ولكن الكرم بالتقوى، فأكرمهم عند الله، أتقاهم. وفي هذه الآية دليل على أن معرفة الأنساب، مطلوبة مشروعة، لأن الله جعلهم شعوبا وقبائل، لأجل ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©