الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السلام بالخشوم

السلام بالخشوم
7 يوليو 2009 23:38
تغمرني السعادة عندما أرى اجتماع الأهل في البيت الكبير (بيت جدي أطال الله في عمره) فقد تعودنا أن نلتقى مع أفراد عائلتنا من الظهيرة وحتى المساء، ويزداد عدد الرجال كلما غربت الشمس. وقد صحبت معي مرة صديقي الأجنبي الذي جاء في زيارة قصيرة للإمارات واستغرب من ظاهرة حب الخشوم الذي نقوم بها عند السلام فشرحت له بطريقة مختصرة أن السلام بالخشوم عادة من العادات المتأصلة في شبه الجزيرة العربية، ويتم عندما يلاقي شخـص آخـر بضرب الخشـوم لبعضها بعضاً بضـربة أواثنتين وإلى ثلاث فقط عند البعض، أو يكون التقبيل على الخشم من الشخص الصغير في السن، أو المستوى والمكانة للآخر الكبير في السن أو المكانة. وبعدها بدأ بحب خشوم كل أصحابه قائلاً لهم ما دمت بالإمارات سأتعامل معكم كما يتعاملون مع بعضهم بعضاً لأنني أشعر أن هذه الطريقة بها احترام وتقدير. بالفعل أنها تحمل الاحترام.. فلم يتساءل بعضكم لم نسلم على بعضنا بعضاً بالأنف؟ ذلك لأنه يمثل موطن العـزة والرفعة والأنفَة عند الإنسان العربي بشكل عام. وقــد ورد الأنف في كـثـيـر مـن الأبيات الشعـريـة القـديـمـة كـرمـز من رموز الهيبة والعظـمـة. ومـن أمثالنا الشـعـبـيـة ما يعـبـر عــن ذلــك كالـمـثـل الشعبي الذي يقـول «اربـيـعـك خَـشْـمـك» أي أن صـديقـك هـو خشمك الذي لا تستطيع الاستغناء عنه، لأنه عضـو التنفس ومصـدر حياة الإنسان، وهو مصدر كبرياء وخيلاء الإنسان، حيث يقال عند التحدي «رغماً عن أنفه» كما يقال عند الهزيمة «مرّغ أنفه في التراب». ويقال أيضاً:«على خشمي»إذا ما هممت بتلبية طلب وخدمة ما. وفي حال الاعتذار يكفي أن تقبّل أنف صديقك كعربون اعتذار. خليفة عتيج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©