الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأميركيون الآسيويون.. طفرة الثراء

4 مارس 2015 22:47
يثير الاهتمام القومي المتزايد بشأن عدم المساواة الاقتصادية الكثير من المسائل، إحداها يتعلق بالجماعات السكانية. فهل هناك بعض الجماعات أفضل أداء من الأخرى؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، فما السبب تحديداً؟ وأظهرت دراسة جديدة أن التعليم، كما يزعم معظم الناس، يمثل عنصراً أساسياً في الحراك الاجتماعي وفي جمع الثروة. لكن هناك عنصر آخر مهما يتمثل في صناعة القرار الاقتصادي. وفيما يتعلق بالحنكة الاقتصادية نجد أن الأميركيين البيض ومن ذوي الأصول الآسيوية أفضل أداء فيما يبدو عن المنحدرين من أميركا اللاتينية (الهسبانك) والأميركيين الأفارقة. ودعنا نفحص بعض أرقام الدراسة. بين عامي 1989 و2013، ظل متوسط الثروة بين أسر البيض ثابتا بصفة عامة وارتفعت (مع أخذ التضخم في الاعتبار) من 130102 دولار إلى 134008 دولارات. وفي المقابل ارتفع متوسط الثروة بين أسر «الهسبانك» بشكل كبير لكن من نقطة بداية منخفضة ليصعد من 9229 دولارا إلى 13900 دولار. وبالنسبة للأميركيين الأفارقة، فالقصة مشابهة، حيث ارتفع متوسط الثروة من 7736 إلى 11184 دولارا سنوياً. وأكبر تقدم حققته الأسر الأميركية الآسيوية التي شهدت زيادة من 64165 إلى 94440 دولارا منها زيادة كبيرة منذ عام 2010. وفي غالب العقدين الماضيين كان دخل الآسيويين المتوسط أعلى من البيض، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية سيصبح متوسط ثرواتهم أعلى أيضاً. فما السبب؟ منذ 1989، حقق الأميركيون الآسيويون نمواً سريعاً في الإنجاز التعليمي. وفي عام 2013، أصبح 65 في المئة من الأميركيين الآسيويين الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و39 عاما يحملون درجة علمية تحتاج لأربع سنوات دراسة جامعية مقارنة مع 42 في المئة من البيض و26 في المئة من الأميركيين الأفارقة و16 في المئة من الهسبانك. ومع مرور الزمن، من المقرر أن تنتج هذه الاختلافات زيادة في الدخل والثروة. و«الهسبانك» والأميركيون الأفارقة ثرواتهم أقل كثيراً من ثروات البيض والأميركيين الآسيويين بنحو 90 في المئة. ومما له دلالة أن تفاوت الثروة هذا بين الأعراق أكبر من الفجوة في الدخل. فدخول «الهسبانك» والأميركيين الأفارقة تقل من دخول الأميركيين البيض والآسيويين 40 في المئة فقط. وصنع القرار من الأمور التي تفسر التفاوت في الثروة. فالأميركيون الأفارقة و«الهسبانك» أقل ميلًا إلى التنوع في الأصول الاقتصادية وديونهم تبلع مثلي حجم الديون لدى نظرائهم من الأميركيين الآسيويين والبيض. كما أنهم يقترضون المال بمعدلات فائدة أعلى ويستثمرون في أصول عائداتها أقل مثل الإسكان. ولتقييم صناعة القرار المالي. معدو الدراسة فحصوا معدلات ادخار الأشخاص وسجلهم الائتماني والنسبة بين الديون والدخل والتخلف عن السداد على مدار عام. واستخدم الباحثون هذه المعايير ليصمموا «بطاقة نتائج الصحة المالية»، ووجدوا أن الأميركيين الآسيويين والبيض متقاربون نوعاً ما منذ عام 1992 مع تحسن أداء الأميركيين الآسيويين بين عامي 2007 و2013 بينما تخلف الهسبانك والأميركيون الأفارقة. وربما يعتقد المرء أن التعليم قد يفسر التفاوتات. فإذا كان في جماعة سكانية معينة عدد أكبر من خريجي الجامعات، فيجب أن يكون أداؤها أفضل ليس فقط فيما يتعلق بالدخل والثروة، بل أيضاً في بطاقة نتائج القدرة المالية. لكن ليس هذا ما توصلت إليه الدراسة. وفي نفس الفئات من الإنجاز التعليمي تظل التفاوتات وسط الجماعات السكانية كما هي تقريباً. واستنتجت الدراسة أن الفجوة بين «الهسبانك» والأميركيين الأفارقة في ناحية وبين البيض في الناحية الأخرى أوسع ما يكون في مستويات الإنجاز التعليمي الأعلى. وفي المقابل نجد الأميركيين الآسيويين، في كل مستوى من التعليم، يُظهرون قدرة مالية أفضل بكثير من الأميركيين الأفارقة و«الهسبانك»، ومع ثبات عامل الدخل، استطاع الأميركيون الآسيويون أن يكون أداؤهم أفضل نسبياً في ادخار المال وتحاشي الديون. وبينما للتعليم تأثير على الدخل والحراك الاجتماعي بين الأجيال، فإن الرخاء الاقتصادي يعتمد أيضاً على القرارات المالية للأشخاص مما يمكنهم من مراكمة الثروة. ويتعلق تقليص عدم المساواة ودعم ما يطلق عليه حاكم ولاية فلوريدا الجمهوري جيب بوش «الحق في الصعود» في جانب كبير منه بمساعدة الناس على تحسين هذه القرارات. كاس صنشتاين* * مدير برنامج الاقتصاد السلوكي بجامعة هارفارد. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©