الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«خليفة الطبية» تقوم بعمليات جراحية لعلاج مرضى الصرع

«خليفة الطبية» تقوم بعمليات جراحية لعلاج مرضى الصرع
7 مارس 2011 23:59
أُجريت مؤخراً عملية متقدمة في مدينة الشيخ خليفة الطبية لمرضى مصابين بالصرع ويعانون تكرار الإصابة بنوبات التشنج ولا يتحملون أو يستجيبون للأدوية. وتجرى عملية تحريض العصب الحائر من خلال جهاز يعمل بالبطارية يزرع تحت جلد الصدر يشبه إلى حدٍ كبيرٍ منظم ضربات القلب، وهو موصول إلى العصب الحائر في أسفل العنق. ويعتبر الصرع أحد أقدم الأمراض المعروفة، وهو حالة مزمنة تمتاز بتكرار حدوث تشنجات للشخص وتصيب أكثر من 60 مليون شخص حول العالم، وعلى الرغم من أن المرض يعتبر شائعاً، فإن الصرع أحياناً يشخص خطأً ً أو يعالج بشكل خاطئ أو قد يحدث الاثنان معاً، وتنتج عن ذلك آثار سيئة للغاية على الصعيدين النفسي والاجتماعي. وظهرت منذ عام 1993 عدة عقاقير حديثة مضادة للصرع، وتم تطويرها في محاولة لتجاوز حدود العلاج التقليدي، ويعتمد اختيار العقار الأولي لعلاج الصرع على نوع النوبة التي تعالج. يمكن السيطرة بشكل كامل أو شبه كامل على النوبات الجزئية لدى 60% من المرضى باستخدام الجيل الأول أو الثاني من الأدوية المضادة للصرع، وفي المقابل يمكن السيطرة على النوبات العامة لدى 70- 80% من المرضى. ويعتبر المرضى مقاومين للعلاج “تصعب السيطرة عليهم” عندما لا ينجح علاجهم باستخدام عقارين أو ثلاثة عقارات من مضادات الصرع، وبالنسبة لهؤلاء المرضى يمكن أخذ الجراحة بعين الاعتبار لمجموعة منتقاة منهم يمكن علاجهم جراحياً، إلا أن الأشخاص الذين تنتابهم نوبات متكررة ولا يستطيعون تحمل العلاج أو لا يستجيبون له ولا يمكن علاجهم جراحياً، سيستفيدون من إجراء تحريض العصب الحائر. ووافقت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية على إجراء تحريض العصب الحائر عام 1997 لعلاج الأشخاص المصابين بتشنجات لا يمكن السيطرة عليها بالأدوية. خلال إجراء تحريض العصب الحائر يوصل الجهاز المزروع دفعات صغيرة من الطاقة الكهربائية إلى الدماغ عبر العصب الحائر، وهذا التحريض يقلل النوبات بمعدل 30- 40%. لا يكون التحسن فورياً بل يتدرج خلال 18- 24 شهراً من العلاج، وأظهرت تقارير الدراسات تحسناً على عدد من نواحي الحياة بعد العلاج باستخدام إجراء تحريض العصب الحائر. ويكون سبب معظم الآثار الجانبية التحريض، وهي قابلة للعلاج، كما يمكن أن تخف مع الوقت، وتعتبر بوجهٍ عام بسيطة إلى معتدلة وقلما تستدعي إزالة الجهاز، ويمكن إزالة هذه الآثار الجانبية من خلال تعديل كمية التحريض. وقال الدكتور توفيق السعدي استشاري ومدير طب الأعصاب في مدينة الشيخ خليفة الطبية، “قمنا منذ افتتاح عيادة الصرع في منتصف عام 2007 بإجراء هذه الجراحة لخمسة عشر مريضاً، وبشكل عام قلت نوبات معظم هؤلاء المرضى بنسبة تزيد على 60 - 70%، وتخلص اثنان منهم من الصرع بشكل كبير”. وتابع السعدي: “تحسنت حالات معظم المرضى من نواحي المزاج والانتباه والتفاعلات العامة مع ما يحيط بهم، كذلك، استطاع أكثر من 50% من مرضانا تقليل عدد الأدوية الأساسية المضادة للصرع التي كانوا يتناولونها قبل الجراحة”. من جانبه، قال كارل ستانيفير الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للخدمات الصحية – صحة: “إن التوسع المستمر والنجاح المتتابع للخدمات الطبية والجراحية في مدينة الشيخ خليفة الطبية هي خطوات مهمة نحو نظام رعاية صحي يضاهي أفضل النظم الصحية حول العالم، إن ذلك يعتبر إنجازاً عظيماً آخر يسطر في سجل شركة صحة ومدينة الشيخ خليفة الطبية كرائدين من رواد الطب والرعاية الصحية في المنطقة”. وقال الدكتور تيج مايني، الرئيس التنفيذي لمدينة الشيخ خليفة الطبية، “إننا نواصل توسيع قدراتنا للقيام بإجراءات جديدة لمرضانا، إن ذلك يوضح التزامنا باستخدام أحدث الممارسات الطبية والجراحية التي تتيح لجراحينا وأطبائنا رفع مستويات رعاية مرضاهم، كما أن استخدامنا لهذا الإجراء في مدينة الشيخ خليفة الطبية يبرز مدى التزام شركة صحة ومدينة الشيخ خليفة الطبية و(كليفلاند كلينيك) بالارتقاء بحياة مرضاها من خلال الطرق المبتكرة”. وقام الدكتور ماهر منصور استشاري جراحة الأعصاب في مدينة الشيخ خليفة الطبية بإجراء العمليات مع الدكتور محمد خالد جراكي أخصائي جراحة أعصاب وفريق متعدد التخصصات. بدوره، قال الدكتور ماهر منصور: “بناءً على النتائج السريرية لدينا، فإن إجراء تحريض العصب الحائر هو خيار فعّال للمرضى الذين تصعب السيطرة على نوباتهم. سيواصل أطباء برنامج علوم الأعصاب في مدينة الشيخ خليفة الطبية تقييم المرضى المصابين بالصرع وفحصهم وتوفير هذا الجهاز للمرضى المناسبين”. وأضاف الدكتور ماهر منصور: “تستغرق جراحة تحريض العصب الحائر ساعة واحدة في غرفة العمليات ويجريها جراح الأعصاب، ونحن في مدينة الشيخ خليفة الطبية جاهزون تماماً لتوفيرها. وبصفتي جراحاً، فإن رؤية التحسن الذي يطرأ على حياة المريض لهو أعظم مكافأة أحصل عليها. إن مرضى الصرع يواجهون العديد من التحديات في المجتمع، فقد يعانون اضطرابات نفسية واجتماعية. وإن هدفنا الأساسي هو تحسين حياة مرضانا”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©