الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اليمني ينتشر لمنع زحف «الحوثيين» إلى صنعاء

الجيش اليمني ينتشر لمنع زحف «الحوثيين» إلى صنعاء
13 مارس 2014 01:46
عقيل الحـلالي (صنعاء) - نشر الجيش اليمني أمس بعض قواته على طريق المدخل الشمالي الغربي للعاصمة صنعاء وعلى مسافة قدرت بـ13 كم، بسبب مخاوف حقيقية من تعرض المدينة لهجوم من جماعة الحوثيين المتمردة في الشمال منذ العام 2004، والتي تزحف باتجاه العاصمة. وذكر سكان محليون ومصادر قبلية لـ«الاتحاد» أن الجيش نشر مئات من جنوده مدعومين بمدرعات وعربات على طريق المدخل الشمالي الغربي لصنعاء، مشيرين إلى أن الانتشار العسكري امتد قرابة 13 كم ابتداء من «وادي المنقب» في مديرية همدان المحاذية للعاصمة، وصولاً إلى منطقة الظفير المجاورة لمدينة «شبام كوكبان»، التابعة لمحافظة المحويت. وبحسب مصادر قبلية في همدان فإن وحدات من قوات احتياط الجيش (الحرس الجمهوري سابقا)، ومن مركز قيادة المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة الأولى مدرع سابقا)، هي التي نفذت الانتشار العسكري بعد مواجهات مسلحة شهدتها بلدات مديرية همدان بين مقاتلين حوثيين وقبائل محلية موالية لحزب الإصلاح الإسلامي السني على صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وأبرم بعض زعماء قبيلة همدان الليلة قبل الماضية، اتفاقا مع جماعة الحوثيين لوقف المواجهات التي اندلعت السبت، وأفضت إلى سيطرة الجماعة المذهبية على مختلف مناطق القبيلة التي يدين غالبية مقاتليها بالولاء للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقالت المصادر إن ممثل مديرية همدان في البرلمان محمد يحيى الحاوري، والوجيه القبلي يحيى علي عائض، وكلاهما من الموالين لصالح، وقعا ليل الثلاثاء اتفاقا مع الحوثيين لإنهاء الصراع المسلح الذي خلف عشرات القتلى والجرحى. وأوضحت أن الاتفاق تضمن انسحاب الحوثيين من المواقع التي سيطروا عليها خلال الأيام الماضية، وإطلاق سراح جميع المعتقلين لدى الجانبين، مقابل «تأمين الطريق» للحوثيين للوصول إلى العاصمة من خلال عدم اعتراض القبائل المحلية، مواكبهم المسلحة. ولفتت إلى أنه تم صباح أمس إطلاق سراح 120 من رجال القبائل، أسرهم الحوثيون خلال المواجهات التي امتنع غالبية مقاتلي قبيلة همدان عن المشاركة فيها نكاية بحزب «الإصلاح»، حسبما ذكر بعض أهالي قريتي «الغيل» و«بني مونس» شمال همدان. ولم ينسحب الحوثيون من المواقع التي احتلوها في همدان حتى مساء أمس، بينما ذكر شهود عيان أن المسلحين الحوثيين المتمركزين قرب الطريق الرئيس، حيث انتشرت القوات الحكومية «ارتدوا ملابس عسكرية واستبدلوا عرباتهم بعربات خاصة بالجيش». وذكر وجيه قبلي محلي أن الاتفاق يعد «إنجازاً» لجماعة الحوثيين، كونه يؤمن وصول أتباعها إلى صنعاء من دون اعتراض من القبائل المسلحة التي لعبت دوراً رئيساً خلال أحداث 2011. وكشف عن مخطط للجماعة المذهبية بمد نفوذها إلى بلدة «بني مطر» المجاورة، والواقعة على المدخل الرئيس الغربي للعاصمة، ويربط بين صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر (غرب). وفي وقت لاحق مساء أمس، أعلن قائد قوات احتياط الجيش اليمني اللواء علي الجائفي، انسحابه من جهود مفاوضات التهدئة في بلدة همدان، متهما جماعة الحوثيين بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق. وقال الجائفي في بيان صحفي تناقلته وسائل إعلام محلية، إن الحوثيين «ظلوا يماطلون ولم يلتزموا التعهدات وبالاتفاق الذي تم»، متهما الجماعة المسلحة بمحاولة مد نفوذها على مناطق جديدة «والسيطرة على مواقع ومرتفعات عديدة بما يشكل تهديدا مباشرا وواضحا على العاصمة». وأضاف «أعلن انسحابي من لجنة الوساطة، آملاً أن تتخذ القيادة قرارها وتقوم بواجبها تجاه كل تلك الأعمال والخروقات التي تمت من قبلهم، حفاظا على الأمن والسلم، ومنعا لمضاعفات قد تهدد اليمن الجديد، وتنسف مخرجات مؤتمر الحوار الوطني». وتتصاعد مخاوف حقيقية في اليمن من أن تكون صنعاء ساحة لصراع مذهبي وشيك بين الإصلاحيين والحوثيين الذين خاضوا ست جولات من القتال ضد الجيش العقد الماضي. وقال التاجر المعروف والقيادي البارز في حزب «الإصلاح» حميد الأحمر، إن هناك أطرافا لم يسمها تسعى لـ «جر الإصلاح إلى المواجهة العسكرية مع جماعة الحوثيين المتمردة على الثورة والجمهورية والوحدة». وذكر الأحمر وهو زعيم قبلي خسرت عشيرته الشهر الفائت معقلها الرئيس في عمران (شمال)، بعد مواجهات مع جماعة الحوثيين، أن «الدفاع عن الوطن والمواطن واجب الدولة»، مشيرا في منشور عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى أن حزب الإصلاح «لا يمتلك أي مقدرات عسكرية أو تشكيلات مسلحة كما يروج البعض». من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة اليمنية راجح بادي لصحفيين في صنعاء أمس، إن «الحكومة والدولة بشكل عام مع السلم والأمن وضد استخدام العنف من أي طرف ضد أي كان لفرض آرائه أو توجهاته». وأضاف «نحن مع استقرار الأوضاع وعدم استخدام السلاح من أي طرف، وبسط الدولة لنفوذها في كل مناطق الجمهورية». من ناحية ثانية، قتل 3 أشخاص مفترضين من تنظيم «القاعدة» في غارة جوية، نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، مساء أمس، على سيارة في محافظة الجوف شمال شرق اليمن. وذكرت مصادر قبلية في الجوف أن طائرة من دون طيار أطلقت صاروخا على سيارة لاندكروزر بيك آب أثناء مرورها في منطقة واقعة بين بلدتي «خب والشعف»، و«اليتمة» شمال المحافظة، مما أدى إلى احتراقها ومقتل ركابها الثلاثة. وأوضحت المصادر أن بين القتلى مواطناً سعودياً يعتقد أنه يشغل منصبا قياديا في «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وفي محافظة حضرموت (جنوب شرق) قتل 3 من رجال القبائل في مواجهات بين الجيش في منطقة «العبر» الصحراوية اندلعت في وقت متأخر ليل الثلاثاء، بعد مقتل جندي وأسر ضابط وثلاثة جنود. وذكر مصدر عسكري أن قيادات رفيعة في المنطقة العسكرية الأولى، مركزها مدينة سيئون، وصلت أمس إلى منطقة «العبر» لاحتواء المواجهات مع قبيلة «الصيعر» التي أسفرت أيضا عن جرح 4 جنود، أحدهم في حالة حرجة، مشيرا إلى اتفاق تهدئة توصل إليه الطرفان لوقف المواجهات وإطلاق سراح الجنود الأسرى، مقابل تحرير قرابة 23 من رجال القبائل احتجزهم الجيش. وعلى صعيد متصل، انسحب الجيش أمس من عدد من المواقع التي استحدثها مؤخرا في مدينة الضالع الجنوبية، تنفيذا لاتفاق أبرمته لجنة وساطة رئاسية مع وجهاء المدينة وفصائل «الحراك الجنوبي». وذكر سكان محليون أن السلطات المحلية وفصائل الحراك أفرجوا أمس عن عشرات المعتقلين، احتجزوا خلال مواجهات شهدتها المدينة الشهر الفائت.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©