الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصلابة الدفاعية تقود ثنائي مدريد لنهائي الأحلام

الصلابة الدفاعية تقود ثنائي مدريد لنهائي الأحلام
27 مايو 2016 22:09
القاهرة (الاتحاد) بعد المنافسة الشرسة التي جمعت فريقي العاصمة الإسبانية ريال وأتلتيكو مدريد، مع غريمهم الثالث برشلونة في الموسم المحلي الإسباني من أجل الفوز بلقب الليجا، أبى عام 2016 أن يمر دون استمرار الصراع بين فريقي مدريد، وهذه المرة من أجل حلم أوروبي قاري كبير، حيث يجمعهما مجدداً نهائي الأحلام بدوري الأبطال على ملعب سان سيرو معقل نادي ميلان الإيطالي. ويبحث النادي الملكي عن اللقب الـ 11 في تاريخه، بعد فوزه بعشرة ألقاب محققاً رقماً قياسياً يصعب تحطيمه في الحقبة الحالية، بينما يسعى «الأتليتي» لاقتناص كأسه الأولى في هذه البطولة بعد فشله مرتين وصل فيهما إلى المباراة النهائية واكتفى بالوصافة، وكان آخر ألقاب الريال قد جاء على حساب مواطنه أتلتيكو، في موسم 2013/‏‏‏‏‏‏ 2014.. ويحتل ريال مدريد المركز الأول في آخر تصنيف لليويفا بينما يأتي أتلتيكو في المركز الخامس. خاض كل فريق منهما في مسيرته عبر البطولة الحالية 12 مباراة، فاز ريال مدريد في 9 مواجهات بنسبة 75% منها، بينما تعادل مرتين وخسر مرة واحدة ( 8% )، وكانت هزيمته الوحيدة في البطولة أمام فولفسبورج الألماني في ذهاب الدور ربع النهائي بهدفين قبل أن يعوض بثلاثية في ملعبه.. ويأتي الريال فوق قمة الفرق الأكثر فوزاً في بطولة الموسم الحالي، وهو الأقل هزيمة أيضاً. في حين حقق أتلتيكو الفوز 6 مرات «نصف مبارياته في البطولة» وتعادل 3 مرات، لكنه منى بثلاث هزائم شكلت 25% من المواجهات، كانت الهزيمة الأولى أمام بنفيكا البرتغالي في دور المجموعات، وخسر بعدها في ذهاب ربع النهائي أمام برشلونة بهدفين مقابل هدف واحد قبل أن يفوز بهدفين في الإياب، ثم تعرض لهزيمة في إياب نصف النهائي أمام بايرن ميونيخ لكنها لم تكن مؤثرة بعد فوز «الأتليتي» في الذهاب بهدف نظيف، واحتل أتلتيكو المركز الخامس من حيث مرات الفوز. النادي «الملكي» يمتلك ثاني أقوى خط هجوم في دوري الأبطال، بعدما أحرز 27 هدفاً في 12 مباراة، بمعدل 2.25 هدف/‏‏‏‏‏‏ مباراة، كما أنه صاحب أقوى خطوط الدفاع، حيث اهتزت شباكه 5 مرات فقط، بمعدل 0.42 هدف/‏‏‏‏‏‏ مباراة، وبالطبع يتصدر قائمة أفضل الفرق من حيث الفارق التهديفي، ويمتلك (+ 22 ). على الجانب الآخر، يعتبر خط دفاع «الروخي بلانكوس» هو الثاني في ترتيب أقوى دفاعات الفرق في دوري الأبطال، بعدما استقبل مرماه 7 أهداف في 12 مباراة، بمعدل 0.58 هدف/‏‏‏‏‏‏ مباراة، صحيح أن باريس سان جيرمان مني مرماه بـ 6 أهداف فقط، لكنها جاءت في عشر مباريات بمعدل 0.6 هدف/‏‏‏‏‏‏ مباراة.. ويأتي أتلتيكو في المركز السادس من حيث قوة خط الهجوم، وسجل لاعبوه 16 هدفاً، بمعدل 1.33 هدف في كل مباراة، وهو صاحب المركز الخامس من حيث الفارق التهديفي، ويبلغ (+ 9 ). وكلاهما عجز عن التهديف في 3 مباريات على مدار البطولة، حيث تعادل الريال سلبياً مع باريس سان جيرمان في دور المجموعات، وكذلك التعادل السلبي في ذهاب نصف النهائي أمام مانشستر سيتي الانجليزي، ولم ينجح في هز شباك فولفسبورج في ذهاب ربع النهائي الذي خسره بهدفين دون رد.. أما أتلتيكو فقد تعادل سلبياً في 3 مواجهات، أولها في دور المجموعات أمام إف سي أستانا الكازاخستاني، ثم ذهاباً وإياباً في ثمن النهائي أمام بي إس في آيندهوفن الهولندي، وتأهل وقتها بركلات الترجيح. فريقا العاصمة الإسبانية يمتلكان رقماً مميزاً آخر وهو قدرة كل منهما على الاحتفاظ بنظافة الشباك في أكبر عدد من المباريات، حيث خرج ريال مدريد بشباك نظيفة في 10 مباريات من إجمالي 12 مواجهة، بنسبة 83%، وهو معدل هائل يعكس قوة دفاعه وحارس مرماه، يليه مباشرة «الأتليتي» بعد نجاحه في الخروج من 8 مباريات دون أن تهتز شباكه بنسبة 66%، وهو ما يعكس ويؤكد على قوة أتلتيكو الدفاعية أيضاً وصعوبة تلك المواجهة النارية بين الفريقين. الفوز الأكبر لريال مدريد جاء على مالمو السويدي بدور المجموعات بثمانية أهداف، وتلقى هزيمته الوحيدة والكبيرة بهدفين على يد فولفسبورج بينما كان فوز أتلتيكو على أستانا برباعية هو الأكبر، وكانت هزائمه الثلاثة بنتيجة واحدة (2/‏‏‏‏‏‏1).. وبمراجعة مسيرة الفريقين، نجد الريال عبر روما الإيطالي في دور الـ16، وهو المصنف رقم 46 بحسب اليويفا، ثم تغلب على صاحب التصنيف 67، الألماني فولفسبورج في ربع النهائي، قبل المرور من مانشستر سيتي الإنجليزي في نصف النهائي وهو المصنف رقم 17، وهو أقوى الفرق نظرياً، التي واجهت النادي الملكي في مشواره حتى بلوغ المباراة النهائية. وعلى العكس تماماً، تغلب أتلتيكو على آيندهوفن صاحب المركز 30 في تصنيف اليويفا بالدور ثمن النهائي، ثم تخطى عقبة برشلونة، حامل اللقب والمصنف الثاني، قبل أن يتجاوز بايرن ميونيخ في نصف النهائي وهو صاحب المركز الثالث في التصنيف، وكلاهما من الفرق التي سبق لها حمل لقب تلك البطولة. أما ما يخص أهداف الفريقين، فقد شهد الشوط الثاني من مباريات ريال مدريد تسجيل أكبر عدد من الأهداف، وهز خلالها الملكي الشباك 17 مرة، مقابل 10 أهداف أحرزها في الشوط الأول، بنسبة 63% للثاني، وكانت أغزر فتراته التهديفية هي ربع الساعة الأوسط في الشوط الأول والربع الأول من الشوط الثاني، وسجل خلالهما 7 أهداف في كل فترة.. في حين اهتزت الشباك الملكية 3 مرات في الشوط الثاني، كلها في آخر ربع ساعة ما بين الدقيقتين (76 و90) في الأوقات الحرجة، وسكن مرماه هدفان في الشوط الأول بين الدقيقة 16 والدقيقة 30. وعلى النقيض، أحرز الأتليتي 10 أهداف في الشوط الأول من مبارياته بنسبة 59%، مقابل 7 أهداف في الشوط الثاني، وكانت أفضل فتراته التهديفية بين الدقيقتين 16 و30 من الأشواط الأولى وسجل خلالها 6 أهداف، بينما تلتها الفترة الأخيرة من عمر المباريات (ق 76 و90) وهز الشباك خلالها 3 مرات.. أما عن شباك «الروخي بلانكوس»، فقد استقبلت 5 أهداف في الشوط الثاني مقابل هدفين نهاية الشوط الأول، ومني مرماه بأربعة أهداف في الربع الأوسط من الثاني. الجناح الأيمن الطائر كان له نصيب الأسد من أهداف الريال، وسجل الفريق عبره 12 هدفاً، بنسبة 44% من إجمالي الأهداف، كما أحرز 8 أهداف (30%) عبر الهجوم من العمق، و7 أهداف عبر الجانب الأيسر (26%).. وعلى نفس النسق، أحرز «الأتليتي» 9 أهداف عبر جبهته اليمنى القوية، بنسبة 56.25 % من أهدافه، كما استغل عمق الهجوم في إحراز 5 أهداف (31.25%) و هز الشباك مرتين عبر الجناح الأيسر (12.5%). قلب دفاع الريال تسبب في هدفين منى بهما مرماه، ومثلهما سكنا الشباك عبر الجبهة اليمنى الدفاعية، مقابل هدف واحد استقبله الريال من اختراق لجبهته اليسرى.. أما أتلتيكو فقد اهتزت شباكه 3 مرات عبر جبهته اليمنى الدفاعية، بينما سكن مرماه هدفان عبر جبهته اليسرى ومثلهما عبر قلب الدفاع.. وتبدو جبهات الريال الهجومية متوازنة إلى حد بعيد رغم التفوق النسبي للجناح الأيمن، وهو الطرف الذي يتفوق بوضوح في صفوف أتلتيكو، وتأثر الفريقان دفاعياً إلى حد ما بسبب ميل جبهتهما اليمنى إلى الهجوم على حساب الدفاع، وحسب النسب العامة، وليس الأرقام، ومع المقارنة بأداء الفريقين طوال الموسم، محلياً وقارياً، فإن قلب دفاع الريال يظهر كنقطة ضعف واضحة، وهو نفس الأمر الذي يظهر على جبهة أتلتيكو اليمنى الدفاعية. كلا الفريقين أثبتا قدراتهما الدفاعية، مع مساندة خط الوسط الدفاعي، في منع التسديدات بعيدة المدى من أن تسكن الشباك، ومني مرمى أتلتيكو بهدف واحد فقط عبرها، بينما لم تهتز شباك الريال مطلقاً بالتسديد، إلا أن كليهما استقبل أهدافاً من داخلها، وسكنت كل الأهداف مرمى الريال من داخل المنطقة (5)، في حين سجل المنافسون 6 أهداف في شباك الأتليتي عبرها. أوبلاك و نافاس.. حارسا الصمت مدريد (د ب أ) لا يملكان إطلالة كريستيانو رونالدو أو فيرناندو توريس، إلا أن مصير نهائي دوري الأبطال يتوقف عليهما، هذان هما الحارسان الكوستاريكي كيلور نافاس والسلوفيني جان أوبلاك، اللذان رغم كونهما بطلين صامتين نجحا في اكتشاف طريق النجومية من خلال مهمة حراسة المرمى. وأثبت اللاعبان هذا الموسم أنهما حارسان من الطراز الأول، وإذا كان أوبلاك قضى عامه الأول في تثبيت أقدامه داخل أتلتيكو مدريد، فإن نافاس نجح أيضاً في توطيد أركانه في النادي الملكي بعد أن كاد يرحل عنه في أغسطس الماضي. ويخوض الحارسان اليوم النهائي الأول لهما في بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث يستعدان لمواجهة مباراة العمر لكليهما، معتمدين على السمات المميزة لكل منهما على حدة، والتي رغم اختلافهما فيها فإنهما يشتركان في صفة أخرى: السيرة الذاتية المتواضعة، التي لا تمنعهما عن التحليق عالياً. ولا يملك نافاس «29 عاماً» سوى قصة واحدة ليقصها، فقد كان الحارس الكوستاريكي لاعباً في صفوف مانشستر يونايتد ليلة 31 أغسطس الماضي، حيث إن ريال مدريد قرر آنذاك التعاقد مع الحارس الإسباني دافيد دي خيا قادماً من النادي الإنجليزي مقابل التنازل عن نافاس، إلا أن أحد الأخطاء النادرة والبيروقراطية أجهضت عملية المبادلة بين الناديين. وتمكن نافاس من إقناع المشككين، الذين كانوا لا يرونه حارساً لفريق كبير، فقد قدم موسماً استثنائياً نال خلاله، ولعدة مرات، وابلاً من التصفيق منقطع النظير من جماهير سانتياغو بيرنابيو، الذين باتوا يعتبرونه إحدى الأيقونات الكبرى في الفريق، ليس فقط بسبب تألقه ولكن بفضل الطريقة التي ثار بها ضد مصيره. ويحظى ريال مدريد بفرصة التتويج اليوم بلقب البطولة الأوروبية بأقل عدد من الأهداف، التي تستقبلها شباك أي فريق في تاريخ البطولة إذا نجح نافاس في الحفاظ على نظافة شباكه مع تغلب فريقه على أتلتيكو مدريد. وعلى جانب آخر، يستعد أوبلاك لاختتام موسمه الكبير مع أتلتيكو مدريد بعد أن قبل مهمة خلافة الحارس البلجيكي ثيبو كورتوا، أحدى إيقونات الفريق المدريدي حتى قبل رحيله لصفوف تشيلسي الإنجليزي. ولم تكن بداية أوبلاك سهلة على الإطلاق، بالإضافة إلى أنه جلس على مقاعد البدلاء خلال النصف الأول من الموسم الماضي لمصلحة الحارس الأسباني ميجيل أنخيل مويا، حتى تعرض الأخير لإصابة فكت قيود الحارس السلوفيني. وأصبح أوبلاك مع مرور الأيام أحد أبرز حراس المرمى على مستوى العالم بسبب تمركزه الرائع وقدرته على التعامل مع الكرات العالية والسهولة الكبيرة التي يتصدى بها للتصويبات. وكان أداء أوبلاك مذهلاً أمام بايرن ميونيخ الألماني في الدور قبل النهائي من دوري الأبطال، حيث لم يتمكن فقط من التصدي لركلة جزاء حاسمة نفذها توماس مولر في نهاية الشوط الأول، بل ساهم بشكل فعال في إنقاذ فريقه عدة مرات من الإقصاء بفضل بسط سيطرته على منطقة الجزاء والتدخل في اللحظات الحرجة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©