الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

33 قتيلاً بمعارك «الكر والفر» في ليبيا

33 قتيلاً بمعارك «الكر والفر» في ليبيا
8 مارس 2011 00:25
تواصلت معارك “الكر والفر” الدامية في ليبيا أمس، حيث شنت القوات الحكومية مدعومة بالدبابات والمقاتلات الحربية هجوما داميا على المحتجين لاستعادة ميناء راس لانوف النفطي شرق ليبيا بعد تمكنها في وقت سابق من إعادة سيطرتها على بلدة بن جواد التي سقط فيها 12 قتيلا و60 جريحا. في وقت أفاد مصدر طبي عن سقوط 21 قتيلا و91 جريحا معظمهم من المدنيين في مواجهات وقصف تعرضت له بلدة مصراتة القريبة من طرابلس. وكان المحتجون حققوا نجاحات في بلدات البريقة وراس لانوف ثم بن جواد والنوفلية في طريقهم غربا إلى مدينة سرت لكنهم أخطأوا في ترك بلدة بن جواد غربي راس لانوف دون دفاع، حيث شنت القوات الحكومية هجمات برية وجوية مضادة وتقدمت شرقا قبل أن تحشد الدبابات للدفاع عن بن جواد ومنع المحتجين من مواصلة التقدم باتجاه سرت، بحيث أصبحت المسافة بين الجانبين لا تتعدى خمسة كيلومترات. وقال أحد قيادات المحتجين خارج راس لانوف “سمعنا أن مواقعنا ستتعرض للقصف؛ لذا نقلنا أسلحتنا بعيدا إلى الصحراء”، وأضاف “نحن مستعدون لمواجهة هجوم جديد على راس لانوف”. وقال محتج آخر إن المسلحين يعيدون الانتشار في الصحراء للإعداد لمحاولة استعادة بن جواد. وشن المحتجون هجمات كر وفر لاختبار القوات الحكومية التي ردت بإطلاق قذائف مورتر. فيما شنت طائرة حربية ليبية عددا من الغارات على راس لانوف التي شهدت وبلدة بن جواد نزوحا جماعيا للأهالي هربا من القتال. وقالت مصادر إن غارتين استهدفتا مرفأ راس لانوف الاستراتيجي النفطي، وأضافت أن عددا غير محدد من الجرحى سقط في غارة استهدفت سيارة مدنية كانت تستقلها عائلة عند مدخل المدينة، وقال شاهد عيان “إنه كان في السيارة ستة أشخاص، ثلاثة كبار هم الأب والأم والجدة، إضافة إلى طفلين وطفلة أصيبوا بجروح خطيرة، بينما قال شاهد آخر إنهم قتلوا. ونزح عشرات المدنيين من راس لانوف متوجهين شرقا إلى البريقة التي يسيطر عليها المحتجون منذ الأسبوع الماضي. وقال رب أسرة جلس أبناؤه على المقعد الخلفي للسيارة “سمعنا أنهم يعتقلون ويخطفون أشخاصا وعلينا أن نرحل الآن”. وكان قتل 12 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 60 آخرين في المعارك في قرية بن جواد الساحلية شرق ليبيا التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها. كما عززت القوات الحكومية نفسها في سرت، حيث يوجد أكثر من 20 ألف مقاتل، وذكرت مصادر أنه توجد في المدينة قوات الساعدي (ابن القذافي) التي تضم أربعة ألوية، إضافة إلى أفراد قبائل مسلحين. وأفاد مصدر طبي عن سقوط 21 قتيلا و91 جريحا معظمهم من المدنيين في مواجهات وقصف تعرضت له مصراتة من قبل القوات الحكومية. وقال أحد السكان “إن المحتجين يسيطرون على المدينة، لكنها تعرضت لهجوم بالمدفعية الثقيلة من قبل قوات القذافي..السكان لا يملكون أسلحة وإذا لم تتدخل الأسرة الدولية فستحدث مجزرة”. وأكد طبيب في مجمع العيادات في مصراتة طالبا عدم كشف هويته لأسباب أمنية “سقط 21 قتيلا بينهم طفل عمره سنتان ونصف سنة و91 جريحا بينهم تسعة في حالة خطيرة والحصيلة مرشحة إلى التفاقم”. وأضاف أن معظم المصابين من المدنيين وبينهم مسنون تجاوزت أعمارهم السبعين وأصيبوا برصاص من عيارات كبيرة”. وقالت مصادر إن هناك كتائب تابعة للقذافي ومنها كتيبة الساعدي وكتيبة حمزة تقوم بمحاصرة مصراته وتنفذ عمليات كر وفر بين الحين والآخر. وقال الطبيب “إن قوات القذافي اقتحمت المدينة وظلت تطلق النار بالدبابات ومدافع الهاون والرشاشات الثقيلة من عيار 12,5 والأسلحة المضادة للطائرات، إضافة إلى القناصة الذين كانوا فوق المباني”. وأضاف “إنهم استعملوا ذخيرة حارقة ودمروا بعض المباني قبل أن يدحرهم المحتجون وينسحبوا من المدينة”. وتابع الطبيب قائلا “إن قوات القذافي استعملت سيارة إسعاف لإطلاق النار عشوائيا على المدنيين وحتى على سيارة إسعاف أخرى”. وأوضح أن الجرحى يتلقون العلاج في ممرات مجمع العيادات، وهو عبارة عن مستوصف صغير لا يتسع لهذا العدد؛ لأن مستشفى مصراتة في حالة صيانة ولا يمكن استعماله”. من جهتها، قالت جماعة ليبية في المنفى إن القوات الحكومية بدأت محاولة جديدة للاستيلاء على مدينة الزاوية التي يسيطر عليها المحتجون، والتي تبعد 50 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة طرابلس. وقال متحدث باسم الجماعة إن المحتجين الذين يسيطرون على ساحة الشهداء في وسط الزاوية تمكنوا من صد هجوم وأسر جنود موالين للقذافي اعترفوا بأن لديهم تعليمات بضرورة استعادة السيطرة على المدينة قبل غد الأربعاء”. وقال صحفي كان بالقرب من المدينة إنه سمع دوي قذائف مدفعية وشاهد دخانا يتصاعد فوق الزاوية. وبث التلفزيون الرسمي الليبي لقطات قال إنها قاعدة عسكرية في المدينة تمت استعادتها من سيطرة المحتجين، لكنه لم يخض في تفاصيل. وقال بشير عبد القادر وهو عقيد سابق في جيش القذافي انضم لصفوف حركة الاحتجاجات التي تسعى إلى إنهاء حكمه الممتد منذ أربعة عقود “لسنا جيشاً نظامياً ولا نستخدم تكتيكات عسكرية.. تكتيكاتنا ثورية ولا نبالي بالموت”. وقال علي الفيتوري وهو مقاتل من المحتجين كان يجلس في سيارة نصف نقل ومعه رشاش كبير “لا نتلقى أوامر من أحد سوى الله الذي سينصرنا.. سيطرنا على بنغازي ودرنة وطبرق والبيضا دون خطة عسكرية .. كان هذا بفضل الله”. ولا يختلف موقف الفيتوري عن موقف الكثير من الشبان المتحمسين الذين يتحركون فيما يبدو دون أوامر رسمية، بل ينفذون خططاً يتناقلها المحتجون شفهياً أو عن طريق الهواتف المحمولة أو من خلال الانضمام إلى أي تحرك يجدونه أمامهم. إلى ذلك، قال ارشين أديب مقدم الأخصائي في الشؤون الليبية في معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن “إن حربا أهلية تدور حاليا وإن أيا من الطرفين لا يتراجع؛ لذلك فإن الاحتمال كبير بأن تكون حرب استنزاف طويلة”. ورأى خبراء ومحللون أن النزاع قد يدوم طويلا، خصوصا أن جغرافية البلاد وكذلك وضع الجيش وحركة الاحتجاج لا يسمحان بشن هجمات كبيرة والتقدم. وأشار أحد الخبراء إلى أن أيا من الفريقين غير قادر على الاستيلاء على أرض والاحتفاظ بها، وقال “عندما تستولون على أرض يجب أن تكونوا قادرين على ترسيخ مواقعكم والاحتفاظ بها بشكل دائم”.
المصدر: طرابلس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©