الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتية تغوص في أعماق البحر مسكونة بالهم البيئي

إماراتية تغوص في أعماق البحر مسكونة بالهم البيئي
13 مارس 2014 22:20
هناء الحمادي (دبي) - مُنذ سنة تقريباً، وجدت آمنة السركال نفسها منجذبة إلى عالم الغوص في أعماق البحر، فتعلّمت الركوب فوق أمواجه الهادئة، وتلقت دورات في الغوص بأعماقه، فتابعت بنظراتها عالم والحياة البحرية، وتجوَّلت بين الشعاب المرجانية بكل قوّة ورباطة جأش، وأثبتت السركال التي تحمل دبلوماً عالياً، والإعلامية في بلدية دبي، أن الإماراتية لا يزال تميزها وإبداعها مستمراً، ولن يتوقف. مبادرة تطوعية بادرت السركال إلى الانضمام إلى فريق من الغواصين المتطوعين، مهمته بالدرجة الأولى الحفاظ على قاع البحار من التلوث البيئي، وتنظيف قاع البحر، والمساهمة على الحفاظ على الحياة البحرية، من خلال حملة «مراسينا»، التي تطلقها بلدية دبي سنوياً لتنظيف قاع البحر، ملبية دعوة خالد سليطين من مكتب الطوارئ في إدارة البيئة في بلدية دبي. ورغم قلة خبرة السركال إلا أنها أصرت على الانضمام إلى هذا الفريق التطوعي المكون من مجموعة من الشباب والفتيات، لتثبت ذاتها من خلال الإصرار على الخوض في مجال الغوص في أعماق البحر، وكان هدفها الأول، التأكيد أن هذا المجال ليس مقتصراً على الرجال فقط. وفي بداية حديثها الذي يشع بالإصرار والعزيمة، تؤكد السركال أن عالم البيئة البحرية عالم يماثل بيئة اليابسة، حيث إن له قوانينه وأنظمته التي يجب الالتزام بها، مشيرة إلى أن «رمي المخلفات في عرض البحر، خاصة القوارب الصغيرة «اللنجات» ينم عن غياب الإحساس بالمسؤولية تجاه الكائنات البحرية التي بها تضم الأسماك، والشعاب المرجانية، والنباتات، فضلًا عن أنها تتسبب في إفساد جمال الشواطئ وقيعانها». وعن بداية رحلتها في عالم الغوص، تقول السركال «منذ سنة كانت انطلاقتي الحقيقة في عالم الغوص، وكان هدفي المحافظة على نظافة القاع من النفايات، التي تضر الحياة البحرية، وهذا الهدف هو الذي جعلني أستمر مع فريق يتكون من مجموعة من الشباب والفتيات من خلال حملة تنظمها بلدية دبي بشكل سنوي لمن يرغب من المتطوعين بالغوص في أعماق البحر من أجل تنظيفه». وتضيف «حصولي على رخصة غوص في دورة الإنقاذ أهلني لأكون جديرة بالمشاركة في هذه المهمة، التي اعتقدت في الوهلة الأولى أنها محفوفة بالمخاطر، لكن بمجرد الغوص في الأعماق ورؤية الطبيعة الساحرة من الحياة التي تختلف كثيراً عن اليابسة، تلاشي ذلك»، موضحة أنها غاصت حتى عمق 32,5 متر في بحر مسندم بعُمان، التي تعد من أكثر مناطق الجذب السياحي، نظراً لما تمتاز به من الأخوار المتعرِّجة، والمياه الصافية. مناطق التنظيف عن المناطق التي تم تنظيفها، تذكر السركال «بالإضافة إلى بحر مسندم في عُمان، غصت في شاطئ جميرا في دبي، وبحر رأس الخيمة، وبحر جبل الفجيرة، وخلال الغوص في أعماق تلك البحار تم كشف الكثير من المخلفات التي تنوعت ما بين الكراسي، والدراجات، وقطع الخشب والمخلفات البلاستيكية غير القابلة للتحلل، حيث تلتهمها الأسماك فتختنق وتموت، كما أن بعض شباك الصيد التي ترمى، وتترك في البحر تتسبب في تلويث قاع البحر، وتعيق حركة الأسماك والكائنات البحرية، إضافة إلى التأثير المباشر لهذه المخلفات البلاستيكية على محركات القوارب والسفن في البحر، وتشوية المنظر الجمالي العام للبيئة البحرية السطحية والقاعية». ورغم ثقل أدوات الغوص التي تحملها السركال خلف ظهرها، إلا أن ذلك لم يثنها عن مواصلة الغوص في الأعماق، فالرسالة التي تريد تحقيقها، تؤكد أنها قادرة على تحمل المتاعب والمصاعب ولتوكد للجميع أن الإماراتية قادرة أن تدخل جميع المجالات، وتقف إلى جانب الرجال ما دامت تحمل رسالة سامية وهادفة، وهي المحافظة على الحياة البحرية وحمايتها من التلوث. وعن الصعوبات التي توجهها، تقول السركال «عملية النزول إلى أعماق البحر تحتاج إلى جهد كبير وطاقة قوية، خاصة إن كانت الغواصة فتاة، فأدوات الغواصة التي تحملها غالبا ثقيلة، ولكن بمجرد أن يغطي الماء المالح الجسد يخف وزن الأنابيب التي تحملها فوق ظهرها»، مضيفة «كما أن وزن المرأة لا يقف عائقاً لممارسة الغوص في أعماق البحر، لأن الوزن يخف بين طبقات الماء». وتتابع «من الصعوبات التي واجهتنا كفريق أثناء تنظيف القاع أن عملية التنظيف تحتاج إلى 6 ساعات، ويرجع سبب ذلك إلى الأدوات التقليدية التي نستخدمها أثناء الغوص كالحبل، الذي من خلاله يتم ربط المخلفات به وسحبه إلى سطح البحر، وبالطبع هذا يحتاج إلى جهود مضاعفة ووقت أطول من أجل تنظيف القاع قدر المستطاع». وعما يجب توافره في الغواص، تقول السركال «المطلوب من الغواص أن يكون مهيأ نفسياً وجسمياً، بالإضافة إلى امتلاكه أدوات غوص، حيث لا بد أن يجهز أدواته مثل اللباس والأكسجين والزعانف، وغير ذلك بحيث يقوم بتنظيفها ووضعها على القارب الذي حددت له المنطقة أو الموقع الذي سينزل فيه، كما أن عليه التأكد من جاهزيتها وسلامتها». وحول طريقة التواصل تحت الماء، توضح «لغة التخاطب بين الغواصين تحت الماء عبارة عن إشارات دولية متعارف عليها». أمنية مسؤولة تتمنَّى آمنة السركال من خلال المبادرة التطوعية، التي قامت بها مع مجموعة من الغواصين، لتنظيف قيعان البحار، أن تتوقف المراكب «اللنجات» عن إلقاء النفايات التي تهدد الشعاب المرجانية والأسماك والنباتات البحرية في البحر، وأن تشارك تلك المراكب أيضاً في تنظيف القاع وانتشال تلك المخلفات التي قاموا برميها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©