الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد طه يكتب بالرصاص ويتوقف بالإفلاس

أحمد طه يكتب بالرصاص ويتوقف بالإفلاس
22 مايو 2008 02:46
الشاعر أحمد طه من مشاهير الكُتاب بالقلم الرصاصي في مصر، ويعتبر أهم شعراء السبعينات وأكثرهم إثارة للجدل واحتضاناً للأجيال والأفكار الجديدة، ويعيش وحيداً بشقة بضاحية الهرم بالجيزة حوّلها إلى مكتبة كبيرة ومنتدى ثقافي شعري وسياسي، ويستضيف العديد من الشعراء والمثقفين من شتى البلدان العربية، ويحتفظ عادة بحزمة متنوعة من أحدث ماركات أقلام الرصاص العالمية، ولا يوصي أصدقاءه المسافرين إلا بقلم رصاص ينهي مشكلته الأزلية مع الأسنة التي تتكسر، ولكنه لا يثق إلا بالقلم الرصاصي التقليدي، أي عود الخشب والمبراة، وليس شرطاً أن يكتب على المكتب، وغالباً ما يكتب على المنضدة التي يأكل عليها وأحياناً على السرير، ولا يضع الأوراق التي يكتب عليها على طاولة أو أي شيء مرتفع، وإنما يسندها على رجله وينكفئ عليها، وأثناء الانكباب على الكتابة يبدو أشبه بتمثال ''الكاتب المصري الجالس القرفصاء''، نفس الجلسة المربعة ونفس الانكفاء والجدية التي تصل إلى درجة التخشب· وأهم ما يشترطه أحمد طه للشروع في الكتابة، الوحدة التامة ولا أحد بالبيت سواه، وقال: لا أستطيع الكتابة في وجود أي شخص حتى لو كان من أقرب المقربين، وهذا سبب مشكلات مع كل الذين تعرفت عليهم، كما لا أستطيع الكتابة خارج البيت، وأكتب دائماً بالقلم الرصاصي، ولم أجرب غيره منذ البداية حتى الآن، وأعتبر من المتخلفين عن ركب الكمبيوتر والإنترنت، والورق عادة يكون كبيراً ومسطراً، وأحب أن أكتب مرة واحدة سواء كان نثراً أو شعراً أو حتى خاطرة عابرة، وهذا سر استخدام القلم الرصاصي حيث يسهل المحو والتبديل، غير أن هذا يخص الكتابة الشعرية فقط، أما ما يخص المقالات والآراء والأفكار العابرة فيمكن أن أكتبها في أي مكان، وعادة اأتبها بين أصدقائي، بل أثناء انهماكهم في النقاش· أما الطقس الأساسي الذي يمنع أحمد طه من الكتابة فهو الإفلاس التام وقال: الإفلاس يمنعني حتى من التنفس، فما بالك بالتفكير والتأمل والإبداع، ولا أريد إلا الحاجات الأساسية ولو كان لدي ما يؤمن الأكل والسجائر أستطيع أن أكتب، أما إن كنت مفلساً تماماً فلا أفكر في الكتابة، ودائماً أعاني الإفلاس لأني لا أصبر على الاحتفاظ بأي أموال وسرعان ما أدمرها تدميراً·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©