الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الأكرم» يعطي بغير حساب ونعمه لا تحصى

«الأكرم» يعطي بغير حساب ونعمه لا تحصى
13 مارس 2014 22:29
أحمد محمد (القاهرة)- «الأكرم» اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه الذي لا يوازيه كرم ولا يعادله في كرمه نظير، هو الذي يعطي بلا مقابل ولا انتظار مقابل، المنفرد بكل أنواع الكرم الذاتي والفعلي، فهو سبحانه أكرم الأكرمين له العلو المطلق على خلقه في عظمة الوصف وحسنه، ومن ثم له جلال الشأن في كرمه، وهو جمال الكمال وكمال الجمال، فهو الذي يصفح عن الذنوب، ولا يمن إذا أعطى فيكدر العطية بالمن، وهو الذي تعددت نعمه على عباده بحيث لا تحصى وهذا كمال وجمال في الكرم. هذا الاسم سمى الله سبحانه نفسه بالأكرم في موضع واحد ورد في أول سورة أنزلت من القرآن الكريم، قال تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم)، «سورة العلق: الآيات 1- 3». وورد الدعاء باسمه الأكرم عن ابن مسعود أنه كان يدعو في السعي، اللهم اغفر وارحم واعف عمّا تعلم وأنت الأعز الأكرم، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. قدر عظيم والأكرم دال على ثبوت الكرم وصفاً لله عز وجل، ولفظ الكرم جامع للمحاسن والمحامد لا يراد به مجرد الإعطاء، بل الإعطاء من تمام معناه، ولذا ورد عن أهل العلم في معنى هذا الاسم أقوال عديدة، فقيل إنه كثير الخير والعطاء، والدائم بالخير، الذي له قدر عظيم وشأن كبير، والمنزه عن النقائص والآفات، والمكرم المنعم المتفضل، يعطي لا لعوض، ويعطي لغير سبب، ويعطي من يحتاج ومن لا يحتاج، الذي إذا وعد أوفى، ترفع إليه كل حاجة صغيرة أو كبيرة، لا يضيع من توسل إليه ولا يترك من التجأ إليه، يتجاوز عن الذنوب ويغفر السيئات إلى غير ذلك مما قيل في معنى هذا الاسم العظيم، وكل ذلك حق، لأن هذا الاسم من الأسماء الدالة على معان عديدة لا على معنى مفرد. الابتداء والكرم قال ابن القيم: فالله سبحانه غني حميد كريم رحيم، فهو محسن إلى عبده مع غناه عنه يريد به الخير ويكشف عنه الضر، لا لجلب منفعة إليه سبحانه ولا لدفع مضرة، بل رحمة وإحساناً وجوداً محضاً، فإنه رحيم محسن جواد كريم، وقال ابن تيمية، سمى الله ووصف نفسه بالكرم، وبأنه الأكرم بعد إخباره أنه خلق ليتبين أنه ينعم على المخلوقين ويوصلهم إلى الغايات المحمودة كما قال: «الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى»، وقال: «ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى»، فالخلق يتضمن الابتداء والكرم تضمن الانتهاء. وقال القرطبي: إن «الأكرم» الوصف الذاتي و«الكريم» الوصف الفعلي وهما مشتقان من الكرم، وإن اختلفا في الصيغة. والله أخبر أنه الأكرم بصيغة التفضيل والتعريف لها، فدل على أنه الأكرم وحده، ويدل على الحصر وأطلق الاسم ليبين أنه الأكرم مطلقاً غير مقيد، فدل على أنه متصف بغاية الكرم الذي لا شيء فوقه ولا نقص فيه. كرم فياض فكم في الدنيا والآخرة من شواهد كرمه وجوده فهو الذي عم الجميع فضله وإحسانه، وواصل على المخلوقات بره ونواله، بل كل ما في الكون إنما هو من شواهد جوده وإكرامه، فهو الذي يعطي بغير حساب، وينعم وإن جحد به الجاحد، ويسدي بغير سؤال فكم نعمة أجراها لخلقه قبل سؤالهم، فأحسن صورهم، وأغدق أرزاقهم، وحملهم في البر والبحر، قال: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، «سورة الإسراء: الآية 70»، الذي لا ينفد عطاؤه ولا ينقطع نواله، وهو الذي تعددت نعمه على عباده بحيث لا تحصى، فهو سبحانه أكرم الأكرمين فليس في الوجود كريم يسمو إلى كرمه ولا إنعام يرقى إلى إنعامه ولا عطاء يوازي عطاءه، فما أكرمه سبحانه. انشراح الصدر ومن شواهد كرمه قبوله العمل من عبده المخلص له على يسره وقلته وينميه له ويشكره عليه، ويعطي من يخصهم بفضله إلى ما لا نهاية فيزيدهم على السبع مئة ضعف مع ما يكرمهم به من سعة أرزاقهم، وانشراح صدورهم، وطيب عيشهم. والأكرم اسم دل على المفاضلة في الكرم، وهو الأحسن والأنفس والأوسع، والأعظم والأشرف، والأعلى من غيره في كل وصف كمال، له شرف الذات وعلو القدر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©