الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد يتدرب على 3 برامج للتأهيل في «أبوظبي للتوحد»

محمد يتدرب على 3 برامج للتأهيل في «أبوظبي للتوحد»
13 مارس 2014 22:32
أحمد السعداوي (أبوظبي)- محمد مسفر 12 سنة أحد منتسبي مركز أبوظبي للتوحد، ويتلقى أساليب دمج وعلاج متطورة، وهو من أصحاب الحالات الشديدة، حيث يعاني اضطراب التوحد وتأخراً عاماً في النمو، ونوبات صرع، ووجود قصور ملموس في التفاعل الاجتماعي والتواصل واللعب التخيلي والتمثيلي، فضلاً عن مشكلة قلة التواصل، وإصدار أصوات غير مفهومه والصراخ ونوبات غضب، ومحاولة إيذاء نفسه أو الآخرين. وحسب معلمه، يتدرب الطالب محمد في المركز على أحدث ثلاثة أنواع من البرامج، وهي: برنامج «تيتش» الذي يعتمد على تنظيم البيئة التعليمية للطالب، حيث تمتاز طريقة تيتش بأنها طريقة تعليمية شاملة لا تتعامل مع جانب واحد، كاللغة أو السلوك، بل تقدم تأهيلاً متكاملاً للطفل، كما أنها تمتاز بأن طريقة العلاج مصممة بشكل فردي على حسب احتياجات كل طفل. ويتدرب على برنامج «لوفاس»، ويعتمد على تعديل سلوك الطالب، ويهدف إلى تمكين الطفل من الاستفادة من طرق التعليم العادية وإن انخفضت قدراته بشكل اقل من المتوسط والتأكيد أن بيئة الطفل العادية تساعد الطفل على التعلم ضمن المتوسط ،ولزيادة تعليم الطفل يجب تعديل وتطوير البيئة التعليمية، كما أن أخصائي التربية الخاصة وعلم النفس قادر على مساعدة الطفل الذي ينحرف عن المتوسط، من خلال بيئة منظمة للتعلم، مع مراعاة أن تماثل بيئة العلاج البيئة الطبيعية للطفل قدر الإمكان. كما يتدرب على برنامج «بكس»، وهو برنامج يعتمد على التواصل باستخدام الصور، ويهدف إلى رفع كفاءة الطفل اللغوية، وتسهيل تواصله مع المجتمع المحيط به. مشكلات التواصل وهناك الطفلة ريم طلال 9 سنوات، التي انتسبت للمركز قبل 5 سنوات، وتعاني مشكلات في التواصل اللفظي، وتتواصل مع الآخرين عن طريق الصور التي تعلمتها من خلال برنامج «بكس» بمساعدة مشرفة المركز. وتعاني توتراً وشعوراً بالانزعاج عند سماع الأصوات العالية، ويعتبر أحد الأعراض المعروفة لاضطراب التوحد، وعبر خضوعها للكثير من برامج التأهيل والعلاج داخل مركز أبوظبي للتوحد، تحسنت حالة ريم، وأصبحت تتقن القراءة والكتابة وتتعرف على حروف اللغتين العربية والانجليزية، ومعرفة الأرقام والأعداد، كما تستطيع التمييز بين الأشكال وتنفيذ الأوامر، وغيرها من المهارات التي أثبتت نجاح برامج التأهيل التي خضعت لها، حتى وصلت الآن إلى صفوف ما قبل الأكاديمي، وهي مرحلة متقدمة بالنسبة لأطفال التوحد. وأكدت معلمتها أن اعتماد الطالبة على البرامج الثلاثة الرئيسة «تيتش، بكس، لوفاس»، بالإضافة إلى طرق التدريس الفردية والجماعية التي خضعت لها، أسهمت في تعزيز النواحي الإيجابية لدى الطالبة، ومع استمرار الانتظام في برامج التأهيل والعلاج، سيحدث تحسنات أخرى على حالة ريم، تشجع كثير من أولياء الأمور على التعاون مع مركز أبوظبي للتوحد وغيره من المراكز المتخصصة، من أجل الوصول بأبنائهم إلى حالة تواصل أفضل مع العالم المحيط بهم. الفريق العلاجي ومن ناحيتها تؤكد عائشة المنصوري مديرة مركز أبوظبي للتوحد التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصة ضرورة وجود سمات محددة في المرشدين والمعلمين المختصين بالتعامل مع المتوحدين بوصفهم أهم عناصر الفريق العلاجي، ومن تلك السمات، أن يكون متخصصاً في التربية الخاصة وفي مجال اضطراب التوحد، وعلى دراية كاملة بكيفية التواصل والتفاعل مع أطفال التوحد، ولديه القدرة على الصبر والتحمل، وأنه يستطيع تكوين علاقة قوية مع الأطفال، فضلاً عن امتلاكه المعرفة في استخدام البرامج المعتمدة في مجال التوحد، ويجب عليه أن يطور نفسه ذاتياً، من خلال الاطلاع والقراءة في الكتب المختصة، والحضور والمشاركة في البرامج التدريبية والمؤتمرات الخاصة بالتوحد، حتى يكون على تواصل مستمر بأحدث الأساليب العلاجية والخطط المتبعة في التعامل مع المتوحدين إلى أن يتم دمجهم في المجتمع بشكل كامل. وفيما يتعلق بمركز أبوظبي للتوحد، والكيفية التي تتيح لذوي اضطرابات التوحد الاستفادة من الخدمات التي يقدمها المركز، بما يعود بشكل إيجابي على كل من الطالب وأسرته والمجتمع، تقول المنصوري: المركز يقدم سبع خدمات معتمدة لأطفال التوحد، وهي: خدمة التقييم والتشخيص، خدمة التدخل المبكر، خدمة التعليم، خدمة التدريب والتأهيل، خدمة الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، خدمة الدمج وخدمة الإرشاد النفسي والاجتماعي وخدمة التوظيف. سرعة تقديم الخدمة وأشارت المنصوري إلى نقطة بالغة الأهمية بالنسبة لأولياء الأمور، تتمثل في تأخر تقديم الخدمات لأبنائهم، وقالت: كلما كان تقديم الخدمات في سن مبكر، استفاد الطلاب بشكل كبير من الخطط العلاجية المختلفة، وصارت لديهم القدرة على الاعتماد على انفسهم بشكل أكبر، مقارنة بالذين تقدموا في أعمار متأخرة للمركز، كما تقل عندهم السلوكيات المرفوضة من قبل الأسرة والمجتمع، وهذا يسهل عملية الاندماج في المجتمع بنسبة كبيرة. وتقول عائشة المنصوري مديرة مركز أبوظبي للتوحد التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصة، إن هناك خبرات وفوائد تكتسبها الأسرة من التوجه إلى مركز أبوظبي للتوحد، منها تعرف الأسرة علي معلومات علمية وفيرة مرتبطة باضطراب التوحد وكيفية التعامل مع أبنائهم، وكذلك يحصل أولياء الأمور على التدريب المناسب لهم في التعامل مع اضطراب التوحد. خدمات معتمدة لعلاج وتأهيل الأطفال تلعب مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصة، دوراً كبيراً في علاج وتأهيل ذوي اضطراب التوحد في الإمارات، من خلال مركز أبوطبي للتوحد التابع لها، وتقدم من خلاله جملة من الخدمات إلى ذوي اضطرابات التوحد وذويهم، سواء من خلال الاكتشاف المبكر والرعاية والتأهيل، أو حملات التوعية المستمرة طوال العام، وتستهدف كافة فئات المجتمع وتعرفهم بكيفية التعامل مع التوحديين، وتكثيف الجهود من أجل تنمية قدرات ذوي التوحد وجعلتهم قادرين على الإفادة منها وأكثر قدرة، اعتماداً على النفس. ويستقبل مركز أبوظبي للتوحد الأطفال المتوحدين، ويقدم لهم برامج تأهيلية وعلاجية متطورة أسهمت في تحسن كثير من الحالات المنتسبة إليه، والتي تبلغ 75 لديهم اضطرابات التوحد، ما جعله في طليعة المراكز الفاعلة في الدولة والقادرة على تقديم أفضل الخدمات لأصحاب هذا النوع من الاضطراب. التوحد والإعاقة العقلية التوحد يصيب 15 طفلاً من كل عشرة آلاف حالة ولادة في العالم، ويمكن اكتشافه مع بلوغ الطفل سنتين ونصف السنة من عمره، واللافت أنه يطال أربعة ذكور مقابل بنت واحدة، وتتضاعف المشكلة إذا كان الطفل المتوحد يعاني إعاقة عقلية، كون الدراسات الأخيرة أثبتت أن 75% من المتوحدين يعانون إعاقة عقلية مرافقة للتوحد. وتظهر على الطفل المتوحد سلوكيات غريبة، كانعزاله عن الناس وعدم اتصاله بالبصر معهم وقيامه بحركات غير منتظمة، وعدم شعوره بالألم، ومقاومته للتغيير ورفضه للعناق، أما عندما يكون التوحد الذي يعانيه قوياً، فينحو باتجاه العدوانية الشديدة، وتنتابه نوبات غضب لأسباب غير معروفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©